ادرك صلاح ادريس أن خروجه من منظومة نادي الهلال تعني خروجه النهائي من المنظومة الكروية وربما الي غير رجعة ، خاصة بعد الدمار الذي خلفه في النادي الكبير ، والذي يحتاج اصلاحه لسنوات طويلة ، فكر الرجل ماذا يفعل ؟ ماذا يفعل؟ تذكر ان لديه نادي ينافس علي الصعود للممتاز او صعد تقريبا هو فريق اهلي شندي ، فقرر ان يوليه اهتماما اكبر ، ويجتهد لوضعه كمنافس بين اندية الدوري الممتاز ، فلم يعد لديه الخيار ليقول للوسط الرياضي (انا موجود) ، مع نادي كان معروفا لدي الغالبية من الوسط الرياضي أنه مكان (لتخزين) اللاعبين الفائضين عن حاجة الهلال. يمكن ببساطة أن نصل لهذه المعادلة إذا راجعنا الفترة التي ظهر فيها اهلي شندي في الدوري الممتاز مع فترة خروجه من ادارة نادي الهلال ، ونعيد القراءة في اهلي شندي كفريق صاحب تاريخ بالمنطقة مع النيل وساردية وغيرها من الفرق التي يعرفها اهل الرياضة في عموم السودان ، ونضع توقيت ظهور الرجل في غفلة من الزمن رئيسا للنادي الكبير ، ونسأل هل سيجد اهلي شندي كل هذا الاهتمام من صلاح ادريس في حال مازال رئيسا لنادي الهلال؟ أم أن الاولوية للهلال ؟ الاجابة الطبيعية الاولوية للهلال ، اردفه بسؤال آخر هل لنا تخيل الوضع والهلال واهلي شندي في درجة واحدة (الممتاز) والرئيس والراعي والكل في الكل صلاح ادريس؟ ولن اقف هنا عند الاعارات العجيبة من النادي الشنداوي لعدد من اندية الدوري الممتاز والدرجات الصغري ، بالتفصيل الذي ذهب الي البعض للدرجة التي اطلقوا عليها (دوري صلاح ادريس الممتاز) ، رؤيتي لهذه التحركات التي جعلت عدد من قادة الاتحاد العام يبدون تخوفهم من الممارسة ، ويعدون بتعديلات لضبط العملية في مجملها ، ان ظاهرها يختلف عن باطنها ، وفي الخفاء او الباطن ان جاز التعبير كثير من علامات الاستفهام ، منها الفائدة التي يجنيها الرجل من هذه الهدايا كما جاء في احدي الصحف عندما اوردت خبرا ملخصه ان الرجل اهدي هلال الفاشر مدافع الهلال الاسبق باري ديمبا ، سؤال بسيط ماهي الفائدة المالية التي تعود عليه من دفع تكاليف تسجيل لاعب لنادي آخر ؟ وكذا الحال مع لاعب المهدية الذي سجله لاهلي شندي واعاره سريعا لنادي المهدية ، ماهي الفائدة ؟ دعونا نضع هذه الاسئلة جانبا لتعقيدات الاجابة عليها وماتحمله بداخلها من ألغاز ، ونركز في حالة (المنسي) ، الذي يسعي لتعويض الخروج من منظومة الهلال ربما الي غير رجعة ، اؤكد هنا علي كلمة (ربما) واضعها بين قوسين ، بمحاولة ظهور طاغي مع اهلي شندي ، والاجتهاد في جعل اسمه علي كل لسان ، بمثل الممارسات التي يتبعها في الاعارة ، يفعل كل ذلك من اجل هدف واحد ظاهر ، هو انتظار اللحظة التي يعود فيها من جديد لرئاسة نادي الهلال ، فهو يعلم جيدا انه مهما فعل وسيفعل سيظل خروجه من منظومة نادي الهلال غصة في حلقه ، لن يعوضه كل الضجيج والازعاج الذي يحدثه يوميا ليقول (انا موجود) مع انه يعلم في قرارة نفسه صعوبة عودة (المنسي) . [email protected] //////