بسم الله الرحمن الرحيم الحرب الكونية المعلنة على الغول و العنقاء المسمى بداعش يندهش لها الشارع العربي خاصةً و المسلم عامةً و يشك شك الموقنين و يجزم على أنها فريةٌ أريد بها غيرها بالرغم من التضخيم الاعلامي الكبير و النفخ في بو داعش بواسطة آلة الإعلام الغربي الضخمة وتوابعها من صحف و فضائيات وآخرين من دونهم تعرفهم الشعوب في لحن القول. هذه الحرب تُحقق أهداف الامبريالية الغربية في حربها المعلنة ضد الاسلام العدو الاول و ذلك بإشعال الفتن و الحروب و القتل في كل أقطارة يعينها في ذلك أفراد و جماعات و حكام و نخب و هلم جرا بعضهم مخدوع و جلهم باع ضميره بثمن بخس فإذا كان لورنس العرب قد إستطاع أن يجير خلاف بعض أمراء العرب مع دولة الخلافة التي وقفت كالطود تحمي فلسطين الى ما عرف بالثورة العربية لهدم دولة الخلافة مما أدى الى فتح الطريق لقيام إسرائيل فاليوم ألف لورنس بيننا يملئون السهل و الجبل ضجيجاً فما أشبه الليلة بالبارحة. لا اريد في هذا المقام التفصيل في أمر أشباه لورنس المشاركين فيما يعرف بالتحالف ضد داعش أو دولة الخلافة الاسلامية التي ترفع راية العُقاب ( لواء كان للنبي صلى الله عليه وسلم) فهم لايحتاجون لكثير توضيح و أذكر هنا بمن هو لورنس العرب ( 1888 – 1935) لتوضيح المشهد الماثل اليوم. تقول القصة البسيطة: أرسل البريطانيون واحدا من جواسيسهم يُدعى توماس إدوارد لورنس في مهمة تحريض الأمراء العرب ليثوروا ضد العثمانيين ويستفيدوا منهم في إسقاط دولة الخلافة، وهكذا استطاعوا إحكام سيطرتهم على منطقة الشرق الأوسط، ثم شرعوا بعد ذلك في تقسيمها إلى دويلات صغيرة من خلال صفقة مع الفرنسيين تُعرف في التاريخ باتفاقية سايكس - بيكو. وعلى هامش الأحداث الرئيسة خلال تلك الفترة، أصدر البريطانيون وعد بلفور، الذي أعطى فلسطين لليهود، الذين أقاموا عليها إسرائيل فيما بعد.... ( من مقال لأمير طاهري). فرية داعش لا تفوت على فطنة المواطن العادي في العالم الاسلامي وهي اليوم توظف لضرب أهداف عديدة تشكل العقبة الحقيقية أمام قيام الدولة اليهودية وهدم المسجد الاقصى و إقامة الهيكل المزعوم مكانه. ضرب الثورات العربية التي كادت أن تقضي على الانظمة التي يثق الغرب فيها في العالم العربي تفتيت العراق لإضعافة وضمان سلامة إسرائيل ضمان سلامة نظام بشار الاسد بعد أن أوشك على الإنهيارلأنه صمام أمان متقدم لإسرائيل تأجيج الفتنه بين السنة و الشيعة وتحييد قوة حزب الله اللبناني بجره لفخ الدفاع عن نظام بشار الاسد و الشيعة فتنة داعش توظف لإشعال الحرب في لبنان من أجل ضمان سلامة إسرائيل. القضاء على شخصية السيد حسن نصر الله في العالم السني تلك الشخصية التي بناها بمواقفه الواضحة من القضية الفلسطينية ودعمه غير المشروط لها ودعوته للوحدة الاسلامية وتحرير فلسطين. القضاء على جماعة الاخوان المسلمين حيث إتضح أنها من القوة و التنظيم و الوضوح مما يجعلها الوريث لكل نظام عميل و إتضح ذلك حيث كانت الاحزاب الاسلامية خيار الشعوب العربية حيث إنفتح للإختيار الحر كوة. القضاء على حركة حماس و المنظمات المتحالفة معها لأنها تمثل القيادة الحقيقية للشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات الصهيونية و الصليبية . ونُذكر هنا من هي داعش أرهبت العالم والتي يُعقد من أجلها حلف من ستين دولة و يُرصد لرجمها 500 بليون دولار في حرب ينتظر أن تستمر لسنوات ثلاث تقول القصة البسيطة: كانت "داعش" في بداياتها تعمل تحت إسم "جماعة التوحيد والجهاد" بزعامة ابي مصعب الزرقاوي في عام 2004 وشنت حملة قوية أفسدت على على أمريكا بهجة إحتلال العراق . بايع التنظيم زعيم "القاعدة" السابق اسامة بن لادن ليصبح اسم التنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين". وبعد إستشهاد الزرقاوي "انتخب" ابي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم. وبعد أشهر أعلن عن تشكيل "دولة العراق الاسلامية" بزعامة ابي عمر البغدادي و لكن القوات الاميركية نجحت في ابريل 2010 في قتل البغدادي ومساعده ابي حمزة المهاجر، فاختار التنظيم ابا بكر البغدادي خليفة له ويبلغ من العمر 42 عاما ومولود في بلدة سامراء العراقية. في التاسع من أبريل عام 2013 أعلن أبو بكر البغدادي دمج فرع التنظيم "جبهة النصرة" في سوريا مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام ( داعش)"، وهنا بدأت قصة داعش ( ISIS ). عندما كاد بشار أن يهرب من الشام الي الجبل ( منطقة الطائفة النصيرية) إستطاعات القوي الخفية خلط المشهد بصورة دراماتيكية لم يشهدها التاريخ فقد إستُدرج حزب الله لدعم بشار و تحدث السيد حسن نصر الله حديثأ أسقطه من شاهق لدي أهل السنة و كذلك إيران تدخلت علانيةً لدعم بن الطائفة فغدت الحرب في سوريا طائفية بإمتياز. في العراق استدرج المالكي رئيس الوزراء للدخول في حرب معلنة ضد العشائر العربية السنية و كانت مطاردة نائبة السني طارق الهاشمي بحجة دعم الارهاب الشرارة لتأجيج الصراع الطائفي فكانت إعتصامات الانبار و الفلوجة الشهيرين و تصادمهما مع الجيش العراقي فإنضمت أعداد كبيرة من رجال العشائرمقاتلة مع أبي بكر البغدادي وكذلك أعداد ضخمة من بقايا جيش صدام الذين ظلوا مهمشين ومطاردين بما يعرف بقانون إجتثاث البعث و إستطاعت هذه الجموع إحتلال الموصل و معظم شمال العراق و قام البغدادي بتغييرإسم تنظيمه من داعش الى دولة الخلافة الاسلامية. بعد ذهاب المالكي و في عملية صياغة جديدة للمشهد تكون حلف مكافحة الارهاب ليس حرباً ضد داعش ولكن ضد كل من يرفع للاسلام لواء (وإن لم يكن لواء العُقاب الاسود) وعلى كل العرب و إن تباروا في إظهار فروض الولاء و الطاعة و المشاركة بهمة في الحلف الجديد فالعرب عامةً ودول الخليج خاصةً هما الهدف غير المعلن. الحلف يقول بأن حماس و من معها منظمات إرهابية و بمباركة من الجامعة العربية و مبادراتها !!!. أي كل العرب. الاخوان المسلمون منظمة إرهابية لأنها فازت و من معها بخمس إنتخابات حرة بعد ثورة 25 يناير فالآن أكثر من 30 ألف من خيرة شباب و كهول مصر خلف القضبان و قُتل الآلاف في إنقلاب عسكري و مازال القتل مستمراً ولكن عين الرضاء عن كل عيب كليلة كل هذا الظلم وهذه السياسات القذرة يمارسها العرب كما قال عنهم رئيس وزراء تركيا تحت راية الحرب على الارهاب الرمادية اللون و الجميع يقرأ قوله صلى الله عليه وسلم " إنّ الله لَيُمْلي للظالم حتى إذا أخَذه لم يُفلِته" . العراق يحترق و سوريا تُدمر و اليمن يقسم و يدمر و دول أخرى تنتظر و المسلمون في أفريقيا لابواكي لهم فأنى للظلمة من الإفلات من وعيد الجبار. في الأفق جائحة أخري الهدف منها دول الخليج بلا إستثناء بالرغم من وقوفها مع هذا الحلف ولكن لأن المال أحد ركائز القوة وكل الأنظمة العربية ضعيفة و آيله للسقوط بمعايير الغرب أذا يجب أن لا يرثها الاصوليون كما قال جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي الاسبق. ففي أقل من شهرين أنخفض سعر برميل النفط من 120 دولار الى دون السبعين و في عز الشتاء فإنهارات كل ميزانيات دول الخليج لعام 2015 قبل أن تبدأ إضافةً الى أنها أي دول الخليج أيضاً ملتزمة بدفع الشطر الاكبر من تكاليف الحرب على الأرهاب و قد خُدعت فدخلت في خطط تنمية خرافية تأكل ما جمعته دأبا في السنوات الخمس الماضية.كل هذه العوامل مجتمعة سوف تأكل كل الارصدة و مداخيل دول الخليج قبل منتصف عام 2015 ويبدء عام الرمادة..(تماماً كما فعلوا مع العرب – حلف دمشق- في حرب الخليج الثانية فكانت الجائزة تصفية بنك الاعتماد) يومها سوف يعرف قصار النظر من النخب السادرة في ركب الغرب و أبواق الاعلام و الفضائيات أنها كانت مخدوعة وهل ينخدع إلا قليل المعرفة و التجربة... وقديما قالت العرب ..لا تنفع الناس فوضي لاسراة لها...ولا سراة إذا جهالهم سادوا ...فعندما يشتد البأس بالعرب في عام الرمادة يعلن ناتنياهو يهودية الدولة و يهدم الاقصى و يبني الهيكل و يعاد صياغة العالم العربي و الاسلامي وفق اتفاقية سايكس – بيكو 2 تماماً كما فعل لورنس الاول ويصبح المشهد فيلما تراه الاجيال القادمة في حسرة ولكن سوف يظهر على الشاشة الف لورنس ممن نعدهم اليوم أبطالاً ومن يعش ير.. فلا حول و لاقوة إلا بالله.. ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. ....حسبنا الله ونعم الوكيل. م.تاج السر حسن عبد العاطي جامعة الجزيرة - ود مدني [email protected] 10 ديسمبر 2014 [email protected]