لم يكن مستغرباً أن يلحظ المرء مُشاهداً أو يسترق السمع شاهداً، دقة التنظيم وروعة الإعداد التي انتظمت المهرجان الثامن للسياحة والتسوق في ولاية البحر الأحمر، لما توافر له من خبرات ثرة، وإمكانات هائلة، ليس من استقطاع جزء كبير من موازنة الولاية، ولكن من كُبريات مؤسسات وشركات الرعاية لهذا المهرجان، إضافة إلي المساهمات المالية والعينية لرجال المال والأعمال من أبناء ولاية البحر الأحمر، الذين يقدمون دعمهم غير المحدود لمشروعات ولاية البحر الأحمر، وعلى سنام تلكم المشروعات الولائية مهرجان السياحة والتسوق لولاية البحر الأحمر. كان مشهداً رائعاً يسر الناظرين، ويجعل أبناء الشرق أكثر اعتزازاً وفخراً بإرثهم وتراثهم وموروثاتهم، يعرض من داخل إستاد بورتسودان لليهود الحضور وملايين المتابعين عبر الأثير، ومن خلال الوسائط الصحافية والإعلامية، حفل افتتاح فعاليات المهرجان الثامن للسياحة والتسوق الذي شرفه حضوراً وشهوداً الأخ الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية يوم الخميس الماضي. ومن بُشريات هذا المهرجان، أنه يأتي دائماً متزامناً مع نفحات ذكر اليوم الوطني للسودان، وقد شهدت حفل افتتاح فعاليات هذا المهرجان أو العُرس الشرقي حاضرة ولاية البحر الأحمر مدينة بورتسودان، التي تُزاحم مدن ساحل البحر الأحمر في الحصول على لقب عروس البحر، وهي بحق تعتبر عروس البحر الأحمر دون منازع لها في هذا اللقب. وأحسبُ أن المهرجان الثامن للسياحة والتسوق في ولاية البحر الأحمر يأتي بهذا الثوب القشيب نتيجة الخبرة التراكمية في التنظيم، وحماسة معلومة لدى كل أعضاء لجانه، حيث يقف من ورائهم وجنبهم وأمامهم الأخ الصديق الدكتور محمد طاهر إيلا والي ولاية البحر الأحمر، مشرفاً على كل صغيرة وكبيرة فيه، موجهاً ومشاركاً، لأنه يعتبر هذا المهرجان المولود الشرعي لولايته، وأنه عُرس أعراس ولاية البحر الأحمر الذي رعاه طفلاً يانعاً، والآن صبياً يافعاً، إلى أن يستوي على سوقه ليُعجب السيُّاح والزوار من داخل السودان وخارجه، ليصبح بحق وحقيقة قبلة السياحة في السودان، ييمم شطرها كل من أراد سياحة تريح البال من هموم الحياة، ونكد العيش ومضاغطاته. وفي رأيي الخاص، أن مهرجان هذا العام يتفرد بافتتاح مشروعات ضخمة من بينها قرية أمواج السياحية، البالغ تكلفتها 30 مليون جنيه، بجانب افتتاح مشروعات أخرى، مما دعا الأخ الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية، إلى الإشادة بمستوى التطور الكبير الذي تشهده الولاية في مجالات التنمية المختلفة، مؤكداً حرص المركز على دعم هذه الجهود. أخلصُ إلى أن المشروع الحلم الذي ينتظره أهل ولاية البحر الأحمر منذ أمدٍ بعيدٍ، أن يلتقي البحر بالنهر في ولايتهم، بمعنى أن تصلهم مياه النيل لتخلص الولاية إلى الأبد من ظاهرة العطش. وقد سبق أن وعدهم في العام الماضي الأخ الرئيس عمر البشير بذلك، وكرر الأخ النائب الأول بكري حسن صالح الوعد نفسه. ومما تفخر به الولاية أنها أنجزت خلال هذا العام 250 مشروعاً في القطاعات كافة، بتكلفة مالية بلغت 600 مليون جنيه، ولكن يظل حلم وصول النيل إلى مرافئ البحر الأحمر هو الذي ينتظره أهل ولاية البحر الأحمر.. فمتى يا ترى يصبح هذا الحلم حقيقةً واقعةً؟ ولنستذكر في هذا الصدد، قول الله تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ". وقول الإمام أبي عبد الله بن إدريس الشافعي: ضاقت فلما استحكمت حلقاتُها فُرجت وكنتُ أظنها لا تُفرج