لقد تهربت و تأبّى القلم عن الكتابه فى ذكرى الإستقلال لإحساس بالحزن على الحال المايل وبطبعى رأسمالي فى الأحزان و إشتراكى فى الأفراح ، لولا تدخل بعض الأصدقاء ممن لا يرفض لهم طلب ، فحاولت السير بإتزان على الحبل مابين أحزانى وطموحى ، فكانت هذه السطور.فى ذكرى الإستقلال . نالت بلادنا إستقلالها الأول بعد ثوره عارمه شارك فيها معظم أهل السودان كانت مثالاً للتضحيه من أجل الحريه والكرامه الإنسانيه قادها الأجداد بزعامه الأمام المهدى مُلهم الثوار ومفجر طاقاتهم الفدائيه بإمكانيات ماديه محدوده فى مواجهه إحتلال من دوله عظمى فى وقتها دان لها معظم العالم الإسلامى وجزء كبير من آسيا و أوربا فيما عرف فى التاريخ بالإمبراطوريه العثمانيه ، لم يُقعد عدم التكافؤ فى القوه الماديه الآباء المؤسسون للوطنيه عن واجبهم الثورى فطلبوا الموت فداءاً للمبادئ فكتبت لهم الحياه والمجد ، وأًذن لهم بالنصر المبين حتى أنشد مادحهم قائلا ( الروح سبلها إلا العمر ماتم ) هذه المقدمه تحريضاً للمواجهه أمام دعاه الإنكسار المتحججين بضعف الإمكانات والخوف من سفك الدماء وكأنهم لا يعلمون أن الدم الأحمر لليوم الأسود و لا أرى للبلاد أياماً أكثر سوادا مما نعيشه ونسمعه ونراه ، نقول لدعاه الضعف والهوان أن المهدى حى ما مات ومازال مُلهماً ، ومازال هناك من النساء والرجال من هم فى وسط الصفوف يمكنهم توصيل الرساله لكل ظالم والعوده للقبه البشلع نورها إما رفاه توارى الثرى بعزتها أو منتصراً لقيم الحريه والعداله والسلام ينتصب شامخا ليعطى التمام للخليفه عبدالله ود تورشيل و أركان حربه فى مجلسه الأخير على الفروه فى سهول أم دبيكرات . تهل علينا مساء اليوم الذكرى 59 لإستقلال السودان المجيد ، فى مثل هذا التاريخ رُفع علم الإستقلال على أرض المليون ميل غداً يرفرف العلم وثلث الأرض وربع السكان دوله شقيقه أخرى ، تحتاج لجواز سفر لدخولها ومازال المغنى يغنى وهو ميت على ربابته (جدودنا زمان وصونا على الوطن ،،، على التراب الغالى المالو تمن ) ويهل الإستقلال ونحن نعلن خيانتنا للوصيه رُفع العلم معلناً خروج 12...ألف جندى أجنبى من البلاد وغداً يرفرف العلم والبلاد بها 35ألف جندى أجنبى و 62قرار إدانه تحت الفصل السابع لدستور الأممالمتحده ومازال قصر غردون يحتفل بالإستقلال فى ملهاه ليس لها مثيل فى تاريخ الشعوب ، رُفع علم الإستقلال معلناً عزه وكرامه السودانى على أرضه ، غداً يرفرف العلم و أى عسكرى نفر أمن يمكنه أن يقودك للمعتقل ويمسح بكرامتك الأرض ، ويمكن أن يخرج مسدسه ويصوبه لرأسك وهو يستمتع بزجاجه كوكاكولا فى شتاء الخرطوم مطلقاً رصاصه على متظاهرين سلميين ضد أمير المؤمنين فى قصر غردون وهو يهتف هى لله هى لله ، رُفع علم البلاد معلناً نبذ العنصريه والجهويه والمباغضه وحسم قضايا البلاد بالسلاح غداً يرفرف العلم والبلاد تحارب سكانها فى القبل الأربعه و أصبحت القبليه والعنصريه هى الحزب الحاكم فى السودان ، رُفع علم الإستقلال والجنيه الوطنى يساوى 3 دولار أمريكى غداً يرفرف العلم والجنيه الوطنى ببلاش ومافى مشترى(ج 9000) ، رُفع العلم والبلاد واعده أُطلق عليها سله غذاء العالم ، غداً يرفرف العلم و البلاد المتسول الأول على موائد الدول الأجنبيه بمديونيه تتجاوز 45 مليار دولار سودان العزه والكرامه اليوم دوله فاشله منعدمه الشفافيه ، تمثل الطيش فى حريه الفرد الطيش فى الفساد الطيش فى حريه الصحافه الطيش فى الحكم الرشيدعندما رُفع العلم كانت الخرطوم صنواً لباندونق وجاكرتا والقاهره وبراغ والصين الجديده كما غنى بذلك الحسين الحسن فى رائعته آسيا و أفريقيا وغداً يرفرف العلم والخرطوم ومقديشو وكابول متسابقين على المركز الأخير فى كل شئ ، من المسئول عن هذه الحاله المتأخره التى يعيشها شعبنا ؟؟؟ وهل إنقلاب الإنقاذ كان قدراً مسطوراً علينا أم أنه من فعل أيدينا ؟؟؟يجب علينا أن نعترف أن مقاولى الدمار الوطنى لم يأتو من السماء فهم مننا وفينا ،كما قال دكتور عبدالله بولا فى بحثه الرصين شجره نسب أمنا الغوله فهم تسربوا من أخطاءنا لمسام الوطن حتى سيطروا على مسارب الروح ، وكادوا أن يقتلوا الوطنيه لولا أنها لاتموت ، فهى كطائر العنقاء تبعث من رمادها مارداً جباراً يشق عنان السماء وينتصر . فى مثل هذا اليوم التحيه و الإعتذار للسيد عبدالرحمن المهدى أبو الاستقلال والتحيه و الإعتذار للسيد إسماعيل الأزهرى ومحمد أحمد محجوب رافعى علم الإستقلال والتحيه و الإعتذار للشعب السودانى الكريم. أختم و أقول الأوطان تمرض ولكنها لاتموت وتمتلك القدره على تجديد شبابها و إستعاده فتوتها إنى أرى شجراً يسير خلف ذاك الجبل وشعب موعود بالتقدم و الإستقرار كما قال إبن حلدون الأزمات العظيمه تصنع قياداتها العظيمه وعلمتنا الطبيعه أن الميلاد دائما ياتى ما بين فرث ودم ( حريه سلام وعداله والثوره خيار الشعب) ونحن نغنى مع شاعر الشعب الصناجه السفير محمد المكى أبراهيم لحلمنا القادم حيث قال:- جيل العطاء لعزمنا ... حتماً ُيذلُّ المستحيل .. وينتصر وسنبدعُ الدنيا الجديده وفقَ ما نهوى ونحمل عبءَ أن نبني الحياه ونبتكر جيلى أنا نختتم العام الجديد ونحن أكثر تفاؤل مما مضى بحتميه إنتصار شعبنا لقيم الحريه والسلام والعداله مادام شيوخه شمروا للنضال التحيه للأستاذ فاروق أبوعيسى ودكتور امين مكى مدنى ود. فرح عقار وهما خلف القضبان لقدح زناد المقاومه ،،، هذا الشعب يستحق أفضل مما هو قائم أجمل الأطفال قادمون و أينع الأزاهر لم تتفتح بعد . كسره لقد إطلعت على ما كتب زميل الدراسه المهندس عثمان مرغنى الذى زم مرحله الإستقلال وقصورها الواضح فى فهم حقيقه السودان والتعبير عنها بموضوعيه ووعى ، ولكنى أتقاصر عن تأسفه لخروج الإستعمار الذى كان لابد له أن يخرج ، فقد دخل البلاد مُبحراً فى قنوات من الدم فى كررى وحدها سقط 12 الف شهيد فى صبيحه يوم واحد ليرفع المستعمر علم بلاده على قصر غندور المستعمر المحلى للقصر ، فنزول رايه الإستعمار بمثابه تقبل العزاء بعد أخذ الثأر مع الإختلاف فى الوسيله غير أنه يوم بيوم طويت فيه رايه غير مرغوب فيها ورفرفت أخرى مع فارق الوسائل ، فإننا لن نكون كالعبيد إذا أمطرت عليهم السماء حريه وضعوا قبعاتهم ورفعوا الشماسى فالحر الأبى يجب أن يقاتل من أجل حريته فى كل الظروف والأوقات فالحريه لن تكون منحه لأنها حق أصيل مرتبط بالإنسانيه 30\12\2014 [email protected]