كنت قد قرأت مقالا فى عام 1998 عن كرة القدم صدر بالفرنسية فى اللوموند الدبلوماسي الفرنسية ترجمه الاستاذ علاء صادق فى مجلة وجهات نظر والتي كانت تصدر عن الشركة المصرية للنشر العربى والدولي بالقاهرة. وقد اثرت ان استعرض بعض ما جاء فى المقال اضافة الى معلومات حفلت بها المواقع الاسفيرية ومعلومات مفيدة تناولها كتاب سودانيون والتي سأثبتها فى متن هذا المقال. أما الحديث عن الفيفا فقد جاء فى سياق محاضرة عن مركز الفدرالية الدولية لكرة القدم فى القانون الدولي كنت قد قدمتها فى مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بامدرمان. لا أزعم انى محيط باللعبة وفنونها ولكنني اقرأ ما تيسر عنها كلما وقع بصرى على ما يسترعى انتباهي. واسارع بالقول ان هذه المقالة لا تشتمل على معلومات جديدة وربما حفلت بمعلومات جمعت من اكثر من مصدر لم يتسن غلى البعض الوقوف عليها. ومهما يكن من امر فإنني عظيم الامل ان يجد القراء فيها بعض الفائدة. نشأة اللعبة الساحرة (1) يقال ان الصين عرفت رياضة شبيهة بكرة القدم منذ قديم الزمان وكان اللعب بشبه مستديرة من راس خنزير. وذهب البعض الى ان الرومان القدماء هم اول من عرف كرة القدم وقال اخرون انها ظهرت فى امريكا الشمالية ومنها اخذ البريطانيون الفكرة. وبغض النظر عن مكان نشأة اللعبة الساحرة، فالثابت انها ظهرت اول ما ظهرت فى انجلترا فى منتصف القرن التاسع عشر. وقد تطورت عبر السنين من حيث قوانين اللعبة وتكتيكاتها وضبطها. وفى بريطانيا افتتنت بها الطبقات العاملة والفقيرة التي لم يكن متاحا لها ممارسة الرجبي وغيرها من ضروب الرياضة التي كان يمارسها ويشاهدها ابناء الطبقة الراقية. ولعل كرة القدم هي الرياضة الوحيدة التي فتحت باب المساواة مشرعا بين الناس على اختلاف مشاربهم واعراقهم ودياناتهم. إن المدرجات تجمع انماطا من الناس تفاوت كسبهم المعرفي والدنيوي, وقد رأينا ان انتصار فريق يحسبه عديد الناس انتصارا شخصيا لهم. كرة القدم هي بلا منازع الرياضة الشعبية الاولى فى العالم لا تحد مشجعيها الحواجز الجغرافية او اللغوية او الفئوية. وقد رأينا فى السودان ازدياد أعداد الذين يتابعون مباريات الدوري الإنجليزي والألماني والإسباني والإيطالي وغيرهم من المنافسات الاوربية. ويستذكر البعض اسماء نجوم الكرة الاجانب عن ظهر قلب. لا جدال أن كرة القدم لعبة ساحرة ملكت قلوب مئات ملايين الناس واضحت ذات اثر فاعل ليس فى وجدان الجماهير بل تعدته الى السياسة والاقتصاد. ولعل المنافسات الاقليمية والدولية التي تجرى كان لها اكبر الاثر فى ازدياد مشجعيها. وطالما اننا قد تعرضنا للمنافسات الدولية فلا بأس ان نشير لنشأة الفيفا والتي تنظم مباريات كأس العالم كل اربعة اعوام وكان اخرها منافسات كأس العالم فى البرازيل لعام 2014. والله من وراء القصد ([email protected]) نشر بصحيفة الايام الغراء فى 20 يناير 2015