كثير من المواقف للسياسيين السودانيين تجاه قضية الوحدة فهمها بعض القادة الجنوبيين وكثير من أهله خطاءاً ، فكل الذين تعاقبوا علي السودان كانو يذهبون نحو تعزيز وحدة البلد ويعلون من شأنها ، فظنوا أن أهل الشمال متمسكين بلهفه زائدة لبقاء الجنوب ضمن سودان موحد ليأكلوا خيره دون الإيفاء بتعهداتهم تجاهه ..!! ، ولكن فات عليهم أن جملة من التقديرات السياسية والإجتماعية والأمنية هي التي تدعو أهل السياسة عامة يأملون في بقاء السودان موحداً وغير مجزأ ، وهذه غائبة علي ساسة الجنوب ، وعدم علمهم بها تجعلهم في حالة مزايدة بمسألة الوحدة والإنفصال هذه ..!! ، فأقصي هدفهم هو إغاظة أهل الشمال الذين يرونهم الأكثر طلباً ومناداة بالوحدة حسب ظنهم ..!! ، ولكنهم لايرون الآن ما سيترتب علي الإنفصال .. ولكن ربما غداً ..!! ، ولكن دعونا نسأل : من أين ترسخ الفهم بأن دولة الجنوب (للسودان الجديد) بعد قيامها ستكون أكثر ثراءاً من بين الدول الأفريقية .؟! ، هل بني هذا الفهم علي خلفية كميات النفط (الكبيرة) في باطن أرضه ، حسب ما (تدس) مراكز الدراسات الغربية ذلك الفهم في رؤس أهل الجنوب وساستة ..؟! ، والقصة هذه ظلت تصور حالة الإزدهار الكبيرة التي تنتظر دولة (السودان الجديد) ، والمراكز تلك (التي ما قدمت دراسة أرادت بها وجه الله يوماً) تقدم سناريوها علي خلفية القفزة الكبيرة التي عمت منطقة الخليج العربي الغني بالنفط ، غير إنها (أغفلت عن عمد) الوجه الآخر لإستحقاقات البترول الذي هو في الأصل بدأ إنتاجة في التراجع حسب آخر إفادات وزارة الطاقة والتعدين ، كما أنها (أي مراكز الدراسات البحثية تلك) لم تحدثهم عن تجارب دول إفريقية مصنفة إنها من بين أكبر الدول المنتجة للنفط بالعالم غير أنها لم تشهد إستقراراً قط مثل..نيجيريا .!! ، وهذه ظلت متنازعة علي خلفية ذات التباين القبلي والجهوي الحاد الموجود علي أرضها .. مثل ماهو متوفر الآن لجنوب السودان ، فما أبقت علي بترولها في باطن أرضها لحين الوصول لتسوية يصطلح عليها كل المجتمع .. ولا هي إستفادت بذلك النفط في التنمية والإعمار والخدمات ..!! ، فنيجيريا ظلت معطوبة لعدد من العقود لم تراوح مكانها ، بل أن المستشارين الغربيين الذين يهدون لقادة الجنوب النصائح لم يجدوا مراجعات منطقية من ساسة الجنوب لما يقدمونه من تحليل للواقع السياسي ومدي مقبوليتة بحكومة تأتي مكونة من الحركة الشعبية التي حشدت قدراً كبيراً من الإحن والمحن والضغائن والثارات خلال فترة لم تتجاوز حتي الآن خمسة أعوام من حكمها ، ظل ساسة الجنوب يؤمنون بكل مايقوله مستشاري ورؤساء المراكز البحثية التي تقف خلفها أجهزة مخابرات تود الإنفراد بجنوب السودان فتتقاسمة فيما بينها ، وسوء النية المبيتة بالجنوب بدأت تتراءي للمراقبين الآن .. وهو ما عرف بمشاكل الحدود بين حكومة الجنوب ودول جواره .. كينيا ويوغندة ..!! ، وبالعودة لأحاديث مراكز الغرب البحثية .. جاء تقرير المركز الألماني (جيرمان فورين بوليسي) بصورة خجولة ترتدي ثوب الحياد ، فقدموا فكرة للجنوب يبدأ بها مشروعة الإنفصالي ، فبعد الشروع بها جاء بتقريره ليقول أن حكومة جنوب السودان تخطط منذ عامين خليا لبناء خط سكة حديد يصل بين عاصمة الجنوب وميناء مومبسا الكيني علي المحيط الهندي ، وأطلق عليه (سكة حديد للإستقلال) ، وأضاف المركز الألماني لتقريرة ليعزز مصداقيتة .. أن حكومة الجنوب فرغت من صياغة دستور الدولة الجديدة ..!! ، وفي فقرة أخري يأتي المركز ليؤكد أن الأفكار واللوجستيات المعززة للإنفصال مقدمة هديه من الغرب بقولة (أن إعادة الخطط القديمة التي وضعتها شركات ألمانية لإقامة خط سكة حديد جنوب السودان مرتبطة بسعي عدد كبير من دول شرق أفريقيا علي قدم وساق لتطوير بنيتها التحتية بتمويل من مصادر مالية دولية من بينها ألمانيا) وبعد ذلك توقع تقرير مركز (جيرمان فورين بوليسي) في دراستة المحايدة التي أهداها لحكومة الجنوب لتسدر في غيها (أنه يتوقع أن يصوت أغلبية أهل الجنوب في الإستفتاء القادم علي خيار الإنفصال عن الشمال وتأسيس دولة السودان الجديد) وكأنه يحذر حكومة الحركة الشعبية من مغبة عدم السير في طريق الإنفصال حتي لا تجد نفسها بلا جماهير وبلا مناصرين ..!! ، ولأن الأمر أعد بليل فعلاً يقول المركز البحثي الألماني .. أن هناك وكالة ألمانية أخري تساهم في بناء الدولة المحتملة بجنوب السودان ، وهي وكالة التطوير الألمانية (GTZ) ، فهذه تستعد لقيام الدولة الإنفصالية الجديدة ببرنامج دعم طويل المدي يتضمن بناء مساكن وشبكة مياه للشرب والري والصرف الصحي وإعادة بناء أجهزة الدولة العسكرية والمدنية ، إضافة الي إعادة تخطيط شوارع مدينة جوبا عاصمة (السودان الجديد) ..!! ، هكذا يعمل الغرب علي تفتيت الدول المصنفة (نامية) ليسهل له الإنفراد بخيراتها .. فبعد التشرزم يبين الضعف والهوان ، الغرب يفعل ذلك بدولنا وبالمقابل يسعي لتوحيد كل أوروبا في دولة واحدة علي الرغم من التباين العنيف بين سحنات المجتمع الأوروبي .. وفينا سماعون لهم ، فهاهي حكومة الجنوب تنصط لهم كتلميذ صف أول بمدرسة أساس ..!! ، فيبقي السؤال المهم .. وهو : هل يذكر أهل الجنوب وساستة موقف ذات الغرب (الذي يترد الآن نار الإنفصال والحركة الشعبية تستجيب له) أنه عند التوقيع علي إتفاقية السلام إلتزم بدفع أموال كبيرة لبناء الجنوب .. ولكن كم دفع الغرب منها ..؟! لا شئ .. بل صفراً كبيراً ..!! ، فلماذا يصدق ساسة الجنوب الآن وعود ذات الغرب (الكاذب) دعاويه ببناء (السودان الجديد) بعد الإنفصال ..؟! ، وماهي الدول الأفريقية التي بناها الغرب ..؟! لا دولة بناها أو حتي ساهم في بنائها .. فلماذا يبني الجنوب وهو لم يستلم بعد إستحقاقات السلام التي وعد بها الغرب ..؟! نصرالدين غطاس Under Thetree [[email protected]]