عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. رغم تدني نسبة الزيجات التي تتم في زماننا هذا وشكوى الشباب مر الشكوى من ارتفاع تكاليف الزواج ومتطلباته بشكل خرافي، رغم كل ذلك فقد لوحظ ايضا ارتفاع كبير في نسبة الطلاق نظرا لتعاظم الخلافات الزوجية رغم أن الزواج يتم بين الاثنين بعد قصة حب طويلة وعن حب جمع بين العروسين سنين طويلة ورغم الاتفاق التام والتفاهم بين الطرفين، فما هي اذن الاسباب التي تؤدي الى التدهور السريع للعلاقات الزوجية الى حد يصل الى الطلاق. وأين تكمن المشكلة الحقيقية التي تقود الى تلك النكسات في الحياة الزوجية التي تقول كل المعطيات بنجاحها واستمرارها بل وازدهارها لا سيما وقد توافرت لها كل مقومات ومتطلبات التوفيق والنجاح والازدهار؟؟؟؟ شاهدت في احدى القنوات الفضائية مقابلة هامة مفيدة مع أحد المحامين المختصين في شئون الاسرة وشرع العلاقات الزوجية وله خبرة واسعة والمام وادراك تام بكل بنود القانون الذي يحكم العلاقات الزوجية من كل جوانبها. وقد كانت المقابلة مفيدة ومثمرة رغم ضيق وقتها، تم خلالها استقبال مشاكل بعض المتزوجين من خلال الهاتف والرد عليها وفق نصوص ومنظوق القانون الذي يحكم تلك العلاقات في السودان. وكم تمنيت أن يطول زمن المقابلة لكي يتم القاء الضوء على كثير من المشاكل والمسائل التي تتعلق بتنظيم العلاقة بين الزوجين وحقوق كل منهما الشرعية التي تحكم تلك العلاقة. والتي يسبب الجهل بها كثيرا من المشاكل التي تقود وتؤدي في نهاية المطاف الى ذلك الطريق المسدود (الطلاق)، الامر الذي جعل من نسبة الطلاق ترتفع الى ذلك المستوى (الكارثي) الذي يهدد الأمن الاجتماعي ويفاقم ويزيد من المشاكل التي قد توثر سلبا على النسيج الاجتماعي وارتفاع نسبة الخصومات والمنازعات التي قد تتسع دائرتها وتشمل الأطفال الابرياء وتهدد مستقبلهم وسبل وطرق رعايتهم وتربيتهم. ومثل تلك المقابلات واللقاءات مطلوبة لكي يستفيد منها جميع افراد المجتمع ولا سيما اولئك الشباب المقبلين على الزواج والمتزوجين على حد سواء، وهي تلقي الضوء على مسببات المشاكل وتفاقمها وتبين للجميع الحقوق والواجبات لكل طرف الزوج والزوجة، وتعمل على توعية وتنوير افراد المجتمع وافراد الاسرتين بكل التشريعات المتعلقة بتنظيم العلاقات الزوجية وصيانتها وتطويرها. ولكن للأسف اعلامنا يركز على سفاسف الأمور ويضيق الهامش على المسائل الهامة المفيدة والضرورية التي يمكن ان تجلب الخير والمنفعة للجميع ويهمشها، بينما يفرد وقتا طويلا للبرامج والمواد التي لا تفيد المجتمع بالقدر المطلوب، ومن هنا نناشد كل وسائل الاعلام وبخاصة القنوات التلفزيونية أن تخصص وقتا معقولا واهتماما خاصا بمشاكل المجتمع التي من ضمنها تلك المشاكل المتعلقة بالعلاقات الزوجية المتمثلة في ارتفاع نسبة الطلاق وتدني واحجام وعزوف شبابنا عن الزواج، لكي يتمكن المجتمع من تخطي تلك المشاكل التي تعصف بكل مقدراته وقيمه وتكون اجهزة الاعلام قد ساعدت بايجابية في حل كل المشاكل والمعوقات التي تقف في طريق تحقيق النهضة القومية الشاملة التي يطمع الجميع في تحقيقها.