مقدمةمثّلتْ اتفاقية سلام دارفور (DPA)، التي تمّ التوقيع عليها في العاصمة النيجيرية، أبوجا، مايو 2006م، تاريخاً مهماً، في تطور الصراع في دارفور. وفي تاريخ الاتفاقات السياسية التي أتتْ من بعدها. ومثّل رفض كلٌ من عبد الواحد محمد نور، رئيس حركة تحرير السودان، بدارفور، ود. خليل إبراهيم. وكذلك توقيع مني أركو مناوي. مثّل كل واحدٍ منهما فيما بعد فصلاً من فصول الحرب، التفاوض، السياسة، والأسى في دارفور. هذه المقالة المطوّلة (أيام أبوجا الأخيرة)، (the Final Days of the Abuja Peace Process)، تكتسب أهميتها من كونها التلخيص الوحيد، لما دار في كواليس اتفاقية أبوجا. ومن كون كاتبها أليكس دي وال، أحد قلائل الأكاديميين الأجانب، المهتمين بتاريخ السودان، على وجه العموم، ودارفور على وجه أخص. حيث كان أحد مستشاري د. سالم أحمد سالم، رئيس الوساطة الإفريقية. أهمية المقالة التي نُشرت في كتابه (WAR IN DARFUR)، أيضاً، أنها اعتمدتْ بشكلٍ أساس، على ملاحظات كتبها ألكس في مفكرته الخاصة، ثم طوّرها فيها بعد في مقالةٍ ترصد دقائق الانفعالات والتحولات وردود الأفعال الساخرة، والمستهجنة، والبائسة في أحايينْ. حالات نفسية لم تستطع المقالات الناقدة فيما بعد رصدها، واستيعابها. بالرغم من كون هذه الانفعالات النفسية تأسستْ عليها قرارات فيما بعد!! المترجم 4-5 مايو بدأت الجلسة الأخيرة من عملية أبوجا للسلام 19:15. من يوم 14 مايو. وأخرجت أربعة طاولات، ووضعتْ في ساحة داخل منزل أجودا بالقصر الرئاسي، على رأس الطاولة كانت الأماكن للرئيس أبوسانجو، والرئيس ساسو بييجو، وبجوارهما كان يجلس البرفيسور ألفا عمر كوناري، رئيس لجنة الإتحاد الإفريقي، وسالم أحمد سالم، والمبعوث الليبي علي التريكي. يُقابلهما روبرت زوليك، مساعد وزير الخارجية الأمريكي جينداي فريزر وفريقهما، هيلاري بِنْ وفريقه، الن روك وفريقه، وبيكا هافيستو. وعلى طول جانبٍ واحد كان هناك السفراء، المبعوثون من مصر، الجامعة العربية، هولندا، النرويج، فرنسا، إيطاليا. وتألف الجانب الأخير من ممثلي الإتحاد الأفريقي. افتتح اوبسانجو الإجتماع ببعض من الشكليات، وشرح زوليك مفاوضاته خلال الأيام الثلاث السابقة، بما فيها الأسلوب الجديد لنزع سلاح الجنجويد، والعدد الجديد لمكونات الحركة المراد دمجها في الجيش، أو المعطاة تدريباً خاصا. وصرح زوليك أن مني أركو مناوي كان قد عبّر عن موافقته، وأردف إنّ عبد الواحد محمد نور إيجابي بما يخص القضايا الأمنية، لكنه لا زال يطرح القضايا السياسية. وتسائل: هل يملك الشجاعة الكافية ليقول نعم؟ فيما وصف حركة العدل والمساواة "بالمراوغة". وأضاف أخيراً قبلت الخرطوم كل البنود، ما عدا الأمنية، ولكنها أعربتْ عن مخاوفها حيال القضايا الأمنية، وهذا لم يكن قبولاً تاماً على النص النهائي. ثم لخّص بِنْ مجموعة التعديلات على نص –اقتسام السلطة- وعرض الخرطوم للتعويضات. في الساعة 11:15 دعا أوبسانجو مني أركو مناوي. وقبل دخول مني أخرج السفير هوم زوليك خارج الغرفة. وفي غياب زوليك أخذ هيلاري بنْ يُلخّص له القضايا غير الأمنية. في الساعة 11:30 التفت أبسانجو لمني أركو مناوي قائلاُ بهدوء: - هذه لحظة القرار، أي قرار سنتخذه الليله هنا –أو نفشل في اتخاذه– ستكون له آثار ضخمة على دارفور وعلى السودان. هذه الفرصة لن تأتي مرة أخرى، تقع على عاتقك مسؤوليات جسيمة. طرح مني مقدمة طويلة ثم أختتمها قائلاً: - لقد تبادلنا الآراء. واستقبلنا مكالمات هاتفيةٍ من دارفور، وتوصّلنا إلى قناعةٍ أن الاستعددات الأمنية مقبولة بالنسبة لنا، لكن في مناطق السلطة والثروة، هناك احتياجات أخرى يجب أن تتم. السلطات الدارفورية ليس لديها التمثيل الحيوي للحركات، نحن نُريد المساواة في التمثيل في درافور. بعد توقع موافقة مني مناوي، قبعتْ الغرفة في صمتٍ تام. وأصرّ أوبسانجو في الحصول على توضيح، فوضّح مني أركو إنّ هذا هو الموقف المشترك للحركات، وإنّ مطالبهم بسيطة. فأجاب بِنْ: - إنْ كانت هذه التغيرات غير مصيرية مثلما تقول، عندها إذن يمكننا أيضاً أن نتسائل: هل هي مهمة؟ في تلك الأثناء عاد زوليك للغرفة، وقبل منتصف الليل استلم الكلمة، وقال ببرود: - سيد مناوي، أشعر بالخذلان، دائماً أتوقع من الأخرين أنْ يُحافظوا على وعودهم لي، أنا لن أدعم أي تغيير للملف إنْ أردت اختيار أي موقف كان، مثل حركة العدل والمساواة يمكنك ذلك، أو يُمكنك إختيار الولاياتالمتحدة. بذلك أوضح زوليك إنّ مني مناوي كان قد أعطاه وعداً بالتوقيع، ولكنه نقض وعده. وذكر مني أن العرض احتوى على انتخاباتٍ ديموقراطية. - لا أستطيع أنْ أصدق أنهم يلقون بالسلام لمجرد مقاعد إضافية. وفي منتصف الليل تماماً أضاف قائلاً : - لا تشك أبداً انني حيث أٌقف أكون صديقاً جيداً، وعدواً مهاباً. بعد 25 دقيقة من الحوار، أعلن أوبسانجو عن استراحةٍ لإعطاء مني الفرصة للمشاورة والعودة فيما بعد. في تلك الأثناء توقف الإجتماع للطعام، على أنْ يعودوا في الواحدة صباحاً. بعدها بدقائق، دخل عبد الواحد محمد نور مع 4 من زملائه، وألقى بخطبةٍ طويلةٍ عن تاريخ دارفور، وعن تضحياته بمطالبه الأساسية. وشدّد على الحاجة للأمن والتحكم بالسلطة التنفيذية في دارفور تحولاً للتجهيزات الأمنية. أضاف عبد الواحد: - مقدمة المستند مقبولة، نحن قبلنا ذلك الجزء "ثم وصل لجوهر مطالبه" نحن لدينا مسئولية تاريخية في حركة تحرير السودان، وأصل المشكلة سياسي، نحن لدينا قضية إنسانية، لكن لحل مسببات المصدر، علينا أنْ نُعالج المشاكل السياسيه من جذورها، هذا أدنى حق لشعبنا، بند مشاركة السلطة لم يصل لهذا الحد الأدنى. ثم طالب عبد الواحد محمد نور بضماناتٍ أكبر، ووقتٍ أطول للنقاش. علق زوليك أولاً قائلا: - هذا ليس وقت الخطابات، أقترح علين أنْ تنظر للمستقبل. إذا تخلّيت عن هذه اللحظة التاريخية، لمن ستُيمّم وجهك؟ إنْ تركت هذه الفرصة تضيع ستظلون ضحايا للأبد. ثم توجّه لقضية الضمانات وقرأ بصوتٍ عالٍ رسالة من الرئيس الأمريكي جورج بوش، والتي تضمنت هذه الكلمات: (أنا اؤكد إنّ الولاياتالمتحدة، ستدعم بقوةٍ تنفيذ معاهدة السلام في دارفور، وسأعمل شخصياً على محاسبة أولئك الذين لا يدعمون الإتفاق). بعده تحدث عدد من الممثلين الدوليين، وشدّد ابسانجو على أنّه "إنْ لم يكن هناك إتفاق الليلة، سيضيع كل شيء، وإنّ هنالك خطٌ رفيعٌ جداً بين النصر والهزيمة." ثم سأل عبد الواحد: - هل ستُذكَر بتحقيق اللاشئ، أم بحصولك على تسوية مُرضية؟". واختتم أوبسانجو الحوار قائلاً: - نحن نقف من أجل الضحايا، اذهب وقرّر. طلب عبد الواحد أنْ يعود للفندق، لمشاورة فريقه، فاشتعل ابوسانجو غضباً، وقال: - من تظن نفسك بحق الجحيم؟ حينها تدخل عبد الرحمن موسى، أحد نوّاب عبد الواحد شارحاً: - خُطة الليلة لم تكن واضحة بالنسبة لنا، مندوبو الحوار هنا لا يملكون السُلطة الكافية. نطلب من سيادتكم السماح لنا بمشاورة زملائنا. ومنح أوبسانجو إذناً لعبد الواحد وفريقه، ليعقدوا اجتماعهم في مجلس تفاوضهم في منزل أجودا. في الساعة 2:15 صباحاً، دخل د. خليل إبراهيم، رئيس حركة العدل والمساواة. لخص أوبسانجو موضوع الليلة، وبعدها تحدث خليل مطولاً: - أنا حريصٌ على تحقيق سلام شاملٍ ودائمٍ. كان يُمكن للإتحاد الإفريقي، أنْ يُنتج نصاً يُتوّج الجولة السابعة، لكننا أُصبنا بخيبة أملٍ. كنا حريصين على رؤية مشروعٍ جديد تُنتجه الولاياتالمتحدة وبريطانيا، لكن هذا المشروع لم يُقابل مطالبنا الجوهرية. هذا لا يُعالج مطالبنا للحصول على تعويضات، هناك مظاهرات في أنحاء العالم، وفي السودان، تضغط علينا. الوثيقة لا تحوي أية إشارة إلى ميزانيات لإعادة بناء دارفور، أو من أجل التطوير. الدارفوريون يجب أنْ يحكموا أنفسهم، لا يوجد تمثيل يُعبّر عن حجم السكان في الخدمة المدنية، أو في القضاء. يوجد أكثر من ثلاث ملايين دارفوري في الخرطوم، لكن لا يوجد من يُمثلنا. الشعب الدارفوري يمثل 40 % من قطاع سكان السودان. كبير مساعدي الرئيس ليس لديه صلاحيات. الترتيبات الأمنية عموماً لا بأس بها، لكن هنالك بعض أوجه القصور. حركة العدل والمساواة لديها أكثر من 8000 جندي، والذين يجب دمجهم مع الجيش في نهاية الفترة الإنتقالية، على الحكومة أنْ تتحمّل جميع تكاليف قوات الحركة، بما في ذلك الرواتب أثناء المرحلة الإنتقالية. المستند لمْ يوضح إطاراً زمنياً لنزع سلاح الجنجويد. ثم خلص خليل للقول: (أعرب عن أسفي العميق، بأنّ الإتحاد الإفريقي، لم يتعامل مع الوضع بطريقةٍ موضوعيةٍ وعادلة. لا أستطيع التوقيع، الملف يحتاج لتعديلات جذرية). عندها قال أوبسانجو بحدةٍ: - ستتحمّل مسئولية ما يحدث في دارفور، اذهب، انصرف. فقاطعه خليل قائلاً: - سيكون الإتحاد الإفريقي مسئولاً أيضاً. غضب أوبسانجو، ثم قال ساخراً: - هل بدأ الإتحاد الإفريقي الحرب؟ أتقول إنّ الإتحاد الإفريقي بدأ الحرب؟ يا للهراء!! أنت مسئول تماماً، ما الذي تقوله بحق الجحيم!! ثم طرق أوبسانجو على الطاولة بعنفٍ وأردف: - رجل إفريقي من أسرة طيّبة، وتربى جيداً، لا يمكن أنْ يُعامل كباره بهذه الطريقة. أنت لمْ تنحدر من أسرةٍ طيبةٍ، ولم تتربى جيداً. وأردف: - راقب ما سيحدث!! ثم أومأ أوبسانجو بتكبُّرٍ: - يمكنكم طرح الأسئلة. اصطفّ الممثلون يُدينون خليل، واتهموه بأنّه لم يقرأ الوثيقة، وبقلّة الإحترام. ووصفه الممثل الليبي علي التريكي ب (المعتوه). وظلّ زوليك إلى أن ناداه أوبسانجو فقال: - لم أكن أنوي الكلام، حيث لاحاجة لي بتضييع المزيد من الوقت مع هذا الرجل. فعقب أوبسانجو: - لقد اهنتنا للتو!! فأجاب خليل: - لم أقصد أي إساءة، نحن نحتاج للمعرفة والصبر، أنا أمثل الشعب.. إرادة الشعب. ثم وجّه حواره للوسطاء. قائلاً: - أعيدوا النظر في كيفية إدارة قضيتنا، ولا تُلقوا باللوم علينا. فقال أوبسانجو باقتضاب: - حركة العدل والمساواة، يُمكنكم المغادرة. في 3:15، غادر خليل إبراهيم وفريقه. بعدها بخمس دقائق عاد مني أركو مناوي مُجدداً، ودخل مباشرةً في صُلب الموضوع قائلاً: - نحن نُقدّر الوثيقة، ومع ذلك نحن نُريد شيئاً صغيراً، نُريد أنْ نُعدّل في نقطةٍ بسيطةٍ، وهي السلطة في دارفور، إنْ أمكنكم مساعدتنا، يُمكننا أنْ نُحضر الآخرين، ونصل بهذا إلى اتفاق في الساعات القليلة المقبلة. تحدّث ابوسانجو ببطءٍ، ليُخفي بوضوحٍ نفاذ صبره، مؤكداً على كلمة: - ماذا تُريد تحديداً، ماذا تريد تحديداً!!. حدّد مني مطلبه بالقول: - نحن نريد المساواة. حاول أوبسانجو وزوليك استرضائه، شارحين رفض الحكومة إعطاء المزيد من المقاعد للحركات. وأردف زوليك: - أنا أُدرك أنك تُحاول تمثيل الحركات، ولكن من غير المعقول أنْ نضيف المزيد من المقاعد، لو كان بإستطاعتنا إعطاؤك المزيد لفعلنا. ثم قرأ زوليك رسالة بوش الشخصية لمني أركو مناوي. كانت الرسالة مطابقة للرسالة الموجهة لعبد الواحد محمد نور، إلا أنّها أكّدت على الترتيبات الأمنية، في حين أنّ رسالة عبد الواحد أكدت على تقاسم السلطة. أعرب مني عن امتنانه ثم أكمل: - على أننا نود منكم أنْ تُقدروا ما نقول، نحن نُقدركم جميعاً، لكن المقاعد مهمة. نحن لا يمكننا أن نقنع شعبنا إلا ببعض الأشياء. وطالب مني أركو مناوي بزمنٍ آخر لإقناع زملائه. ولعشرين دقيقةٍ، حاول الممثلون الدوليين إقناع مني بالموافقة، لكنه ثبت على موقفه، وأصر على أنّه يحتاج المزيد من الوقت. اقترح أوبسانجو أنْ يعود في الساعة التاسعة صباحاً، فتدخل زوليك قائلاً: - أخبرت اليوم أنّ السيد منّاوي سيُوافق. سأوافق على أنْ أعود في الساعة التاسعة صباحاً، فقط إنْ تيقتنت بموافقته. فأجاب مناوي: - إنْ شاء الله لن يكون هناك خداع. ويجب أنْ نأتي جميعاً في الوقت المتفق عليه، ولتصحبنا البركة. علق أوبسانجو على إجابته قائلاً: - هذه الإجابة: نصف سياسية، نصف دينية، نصف جسدية ونصف روحية يا منّي، نحن نقبلها. مباشرة دخل عبدالواحد يصحبه 22 مندوباً، اصطفوا خلفه، وعلى عكس الجلسات السابقة، والتي كان هادئاً فيها، بدأ واضحاً أنه متوترٌ هذه المرة، موقفه بدأ يصعب. - لقد استشرنا فريقنا، قادتنا المدنييين، النازحين، وممثلي العسكر، إنّهم مصرون أنْ نضمن منصتنا للمفاوضات (منصتنا العادلة) وطالب بضمانت أمريكية وبريطانية للتنفيذ. مثل البوسنة. فهاجمه زوليك بقوله: - أنا لا أفهم ما الضمان الذي تُريده؛ أكثر من أنْ يقول رئيس الولاياتالمتحدة، بأنّه سيدعم تنفيذ السلام، والاتفاقية بشدة؟ وعرض زوليك دعماً إضافياً، لجعل حركة تحرير السودان سياسيةً، لمساعدته في الفوز بالإنتخابات. - ماذا يُمكنني أنْ أعطي أكثر؟. أوضح عبدالواحد أنه يجب أنْ يطور الملف من ناحية إقتسام السلطة والتعويضات. أوبسانجو: - إنْ لم يتم إجراء التعديلات، لن تُوقّع؟ عبدالواحد: - نعم، هذا ما قلته!! بصوت مُتعب قال زوليك: - لقد أوضحتُ التعويضات وأجبت على جميع ما يُقلقك، ما توصلتُ إليه هو أنّك لم تأخذ الإتفاقية على محمل الجد. للمُضي قُدماً سنتفرق للأبد. لوكنت تظن أنّ هناك بديل، فأنت مخطئٌ تماماً. صمت برهة وأعاد: -مخطئٌ تماماً!! (ضاغطاً على كلمة تماماً). أنت لن تراني إلا إنْ كانت هناك مسائلة في مجلس الأمن الدولي. أنت تصنع قراراً، ستعيش، وستموت معه. اوبسانجو كان أيضاٌ قد اكتفى وحذّر بأنّ قضية دارفور ستُهمَل، وأنها ستُصبح حربا ً منسية. - هذا القرار الذي تتخذه اليوم هو القرار الذي لا يمكن التراجع عنه. إذا فزت بالإنتخابات ستكون مسؤولاً. فهل لديك الإستعداد لترمي بهذا في البحر؟ لا يمكنني احتمال هذه المسؤوولية. ستُحكى القضية في يوم من الأيام، ولن تستطيع إخفائها. ثم اختتم قائلاً: - سنكون هنا في الساعة التاسعة، إنْ أردت أن ترانا سنقابلك، وإلا إلى اللقاء. ثم أغلق الاجتماع. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.