وساطة إيرانية لإنهاء أزمة الشريكين الرأي العام: فشلت جلسة مجلس الوزراء أمس، التي كان مقرراً لها أن تناقش قوانين: الأمن الوطني، الاستفتاء والمشورة الشعبية بسبب غياب وزراء الحركة الشعبية عن الجلسة. فيما تواصل اجتماع مجلس الرئاسة لأكثر من ثماني ساعات في جلستين صباحية ومسائية بين الرئيس عمر البشير ونائبيه ود. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية ود. غازي صلاح الدين مستشار الرئيس من جانب الوطني، وياسر عرمان ونيال دينق من جانب الحركة، حتى الساعات الأولى من الصباح، دون أن ترشح أية معلومات بشأن حلحلة القضايا محل الخلاف. وبرّر دينق ألور وزير الخارجية عدم مشاركة وزراء الحركة لعدم قانونية القوانين محل نقاش الجلسة، وقال إن خلافات الحركة وتحفظاتها حول تلك القوانين ما زالت قائمة، غير ان ألور قال إنه متفائل بإمكانية حل تلك الخلافات بين الشريكين خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكداً أن الجهود مازالت متواصلة بين الشريكين. وحسب المصادر فإنّ وزراء المؤتمر الوطني والقوى السياسية الأخرى عادوا الى مكاتبهم لمزاولة أعمالهم بعد أن طلب المجلس منهم ذلك الى حين استدعائهم مرة أخرى إذاتقرر أمر استئناف الجلسة، وأعقب انفضاض الجلسة الاجتماع الرئاسي الذي جرى داخل مجلس الوزراء وسط حراسة أمنية مشددة، واستغرقت الجلسة الأولى التي شارك فيها الى جانب رئيس الجمهورية ونائبيه بحسب وزير الدولة برئاسة الجمهورية، الفريق أول صلاح عبد الله مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية، إدريس محمد عبد القادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية، وأحمد هارون والي جنوب كردفان. فيما ضم وزراء الحركة الشعبية، دينق ألور وزير الخارجية، باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، جوزيف منويل وزير الدولة برئاسة الجمهورية ونيال دينق وزير شؤون الجيش بحكومة الجنوب، واستغرق حوالي أربع ساعات لم يتم التوصل خلالها الى اتفاق. من ناحيتها اتفقت أحزاب حكومة الوحدة الوطنية أمس على تشكيل آلية للتصدي للمحاولات التي تهدِّد أمن واستقرار البلاد، وأجمعت على القيام بجولة للولايات كافة لتبصير الرأي العام بالمخطط الذي كان يرمي له مؤتمر جوبا. وقال د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب للصحافيين أمس، ان مسيرة الاثنين خالفت الأطر القانونية، ودعا للتعامل معها وفق القانون، وأضاف: لا كبير على القانون، واشار الى أن الحركة الشعبية هي المتضرر الأول بسبب عمل طائش لنفر قليل من قادتها، وأكد د. نافع احترام أحزاب حكومة الوحدة الوطنية للحوار كمبدأ ثابتٍ مع الحركة تقديراً لمصلحة الجنوب والاتفاقية. وأكد د. نافع عن قناعته بوجود عناصر من الحركة ترفض هذا التوجّه، وقال إن المسيرة كانت درساً أول للمجموعات التي وصفها بالبسيطة التي استهدفتها قيادات مؤتمر جوبا، وتابع: إن البسطاء رفضوا أن يكونوا حصان طروادة لهذا المجمع. ودعا د. نافع، رئيس حكومة الجنوب لقيادة سفينة الحركة برأي مؤسس يقدر مصلحة الاتفاقية دون الالتفات للأحزاب عديمة الحيلة، التي قال: اذا كانت غير راغبة في الانتخابات لعجزها، فإنها على غير الانتخابات اكثر عجزاً وأقل إستعداداً. إلى ذلك أعْلنت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية ألامريكية أمس، أن سكوت غرايشون الموفد الأمريكي إلى السودان سيتوجّه للخرطوم نهاية الأسبوع الحالي لتهدئة التوتر بين الشريكين. ودعت كلينتون، الأطراف السودانية إلى التحلي بضبط النفس بعد أحداث الاثنين الماضي. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي أمس «إن الولاياتالمتحدة تُدين أعمال العنف والإخلال بتظاهرة سلمية». وتابعت كلينتون: «إننا نعرف أن الأشهر المقبلة صعبة»، وأضافت أن قيام كل الأطراف بمضاعفة جهودها لتسوية المشاكل عبر الحوار ودون عنف أمر حيوي. وقالت إن غرايشون سيعود إلى السودان للمساعدة على تحريك الحوار، مشيرة إلى أن السودان يشكل «أولوية» بالنسبة للرئيس باراك اوباما ولها شخصياً. من جهة أخرى بدأ وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي لقاءات أمس مع المسؤولين بالحكومة بهدف إنهاء الخلافات بين شريكي اتفاق السلام الشامل. وعقد متكي لقاءين منفصلين مع د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس ودينق ألور ووزير الخارجية. وقال متكي للصحافيين أمس، «إن اللقاءات تناولت مسار تنفيذ اتفاق السلام الشامل وما يعترضه من عقبات، بجانب تطورات أزمة دارفور والجهود الجارية بشأن المحادثات السلمية».