من النقطة التى توقفنا فيها فى المقال السابق ، وهى بحث الكل عن مصالحه وكالعادة الحركة الشعبية تنحاز لمصالحها مع المؤتمر الوطنى ..وهاهى الانباء والتصريحا ت تتوالى عن نجاح الشريكيين فى ازالة اثار الاثنيين..بعد الاجتماع الرئاسى...حتى تصريحات الامين العام للحركة الشعبية ورغم تحفظه على الاتفاق الا انها تشير الى تخطى عقبة الاثنيين واعطاء المؤتمر الوطنى مسا حة جد يدة فى الملعب السياسى السودانى الذى اصبح اللعب فيه بين الفريقيين فقط ، ورغم ان هذا ما اشرنا اليه فى المقال السابق... بقية القوى السياسية للا سف اضحت فى يدى الشريكين مجرد اوراق ضغط... تستعمل من قبلهما لمصالحهما الخاصة كل ما تعرض الاخر لضغط من شريكه. فالتاريخ شاهد على تجاوز الحركة الشعبية لمسانديها وقت الشدة حين تجلت (كعكة) نيفاشا...على المائدة الحوارية ..وفجاة برزت فى غصتها غد ر قوى الشمال السيا سى لها فى الماضى..والمؤتمر الوطنى بدوره وظف بقية اللاعبين لمساندته واستخدمهم كعملاء دون ان يدروا ذ لك وهى قمة الذكاء فى عالم السياسية ان يكون لك عميل دون ان يدرى انه عميل والامر لايحتاج لشرح ونتيجته كانت صحوة متاخرة لهؤلاء اللاعبين بعد ان ارتبط وجودهم فى الملعب بالتقلب بين الفريقين، كل حسب دوره فى اللعبة..فعجزوا عن الخروج من الملعب ورهنوا وجودهم حسب قوانيين لعب الشريكيين. كنت اتوقع انخفاض نبرة الحركة الشعبية عقب جلوسها مع المؤتمر الوطنى والذى اد منت النوم فى احضان وعوده ، وهذا حقها كما اسلفنا كما يقول منطق السياسية لاصداقة دائمة ولا عداء مستمر ، المصلحة فوق كل اعتبا ر..فالحركة تاريخيا لاتستطيع ان تامن لاى لاعب اخر فى ساحة السياسية السودانية غير المؤتمر الوطنى الذى حققت من خلاله اهدافها التى كافحت من اجلها وبتحكيم دولى ، فلا يضيرها شىء فى استمراريتها مع شريكها رغم كل شىء وفى ذهنها المقوله الماثورة (ايه المصبرك على المر......) . فالحركة الشعبية قد تكون متهمة من قبل المؤتمر الوطنى وبقية اللاعبين بعدم نضجها السياسى وهذا على ما اعتقد اتهام خاطىء..خصوصا فى الفترة الاخيرة ومن خلال ازماتها المتكررة مع المؤتمر الوطنى وتراجعها المستمر عقب كل ازمة فهى تعرف جيدا ماذا تريد والى هد ف تصبو ، فامامها اشهر فقط وتحدد مصيرها اما بالوحدة او الانفصال. لكن السؤال المهم والاهم هو ما مصير اللاعبين الاخرين والزعماء الخالدين فى كتاب السياسية السودانية عندما ينكشف عنهم الغطاء بعد ان يحالوا للاعتزال الاجبارى من قبل الفريقين؟؟ كل ما اخشى هو ان تكون الاجابة كما يدور فى ذهنى وهو خضوعهم للشريكين وخوض الانتخابات بكل مساوئها ولو من باب الحصول على قطعة من (الكعكة)..فهذا ديدنهم فى ساحة اللعب السياسية من خلال التاريخ المتكرر والمتقلب ما بين الديمقراطية والانقلابية العسكرية. اذا ما هو المخرج للازمة السودانية؟؟ الكثير متفائل بالوحدة رغم معوقاتها وبالتحول الديمقراطى الذى ياتى بصناديق الاقتراع والتى سيطر عليها المؤتمر الوطنى قبل حلول اوانها...احد القادة من الحركة الشعبية ذكر فى مؤتمر صحفى بالقاهرة ابان زيارة سلفاكير الاخيرة بقوله:( اعتقد باننا اذا اخلصنا النوايا بامكاننا ان نحقق الوحدة فى اخر لحظة كما الهدف فى الزمن الضائع).. اتفاق نيفاشا جاء فى اخر الدقائق بعد مباراة عنيفة تم تغيير اللاعبين فيها كثيرا وهاهى نتائجه لازالت تعانى من التعثر بل ذهب اكثر من ذلك ان حول مشكلة السودان وصراعاته الى سلطة وثروة..لهذا اخشى من وحدة اخر الدقائق ان تجرنا الى فلك الدائرة الحالية...خلاف فاتفاق فخلاف... لا احد منا يتمنى الانفصال فهذا سيفتح الباب لتمزق السودان...وخيار الوحدة لايتاتى بالوعود والمراوغة السياسية واستعماله كورقة ضغط...المؤتمر الوطنى كل الدلائل تشير لسعيه للانفصال ..بتهوره السياسى الذى لازمه فى سنواته العشر الاخيرة ولعبه دون خطة مدروسة فهمه دوما هو الكسب السريع ...فهل فكر فى ما بعد الانفصال؟؟ الاجابة بالتاكيد واضحة لو كان فكر فى هذا الامر لكان احرص اللاعبيين على الوحدة. وللحروف بقية