«تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحكومة السودانية تقوم بعمليات تهجير قسري للسكان وحرق قراهم بولاية النيل الأزرق
نشر في سودانيل يوم 23 - 06 - 2015

النيل الأزرق: الحكومة السودانية تقوم بعمليات تهجير قسري للسكان وحرق قراهم احتجاز في الحبس الانفرادي للمدنيين الذين تفترض السلطات انتماءهم للتمرد
المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام:
قامت القوات المسلحة السودانية منذ أبريل 2015 بحرق ثلاث قرى بولاية النيل الأزرق تقطنها غالبية من مجموعة الأنقسنا العِرقية في عمليات تهدف فيما يبدو إلى محاولة للتهجير القسري لسكان هذه القرى الذين تفترض السلطات أنهم مؤيدون للحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. كما أصدرت القوات المسلحة تعليمات لسكان أربع قرى بمغادرة ديارهم إلى مناطق أخرى وهددت بأنها ستعتبر من يرفضون المغادرة أعضاء في الحركة الشعبية. وأسفرت الهجمات التي شنتها القوات المسلحة السودانية عن نزوح آلاف المدنيين وتدمير الزراعة في هذه المناطق. ففي 8 أبريل 2015 تم أحراق قرية مديم الجبل بالكامل، ما أدى إلى نزوح نحو 3700 مدني. كما أسفر هجومان آخران على منطقتي خور منقلا، في 10 مايو، ومحلية باو، في 11 مايو، إلى نزوح نحو 6018 مدنياً. وأصدرت القوات المسلحة السودانية في 13 مايو تعليمات لسكان أربع قرى مجاورة –خور مقنزا، وديم مساليت، والشهيد أفندي، وريِّح بالَكْ-بمغادرة ديارهم، وهددت بأنها ستعتبر كل من يرفض المغادرة عضواً في الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. وقامت السلطات السودانية بالحد من دخول المساعدات الإنسانية لهذه المناطق، باستثناء الهلال الأحمر السوداني، الذي سمحت له السلطات بدخول المناطق التي انتقل إليها النازحون.
وجاءت الهجمات التي شنتها القوات المسلحة السودانية وعمليات التهجير القسري التي استهدفت المدنيين عقب عودة انطلاق حملة "صيف الحسم" التي شنتها الحكومة السودانية في ديسمبر 2014. وتخضع جبال الأنقسنا حالياً لسيطرة قوات الجبهة الثورية السودانية، لكنها تعتبر في الأصل معقلاً للحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. وكانت قوات الحركة قد استولت على مناطق في محلية باو، بما في ذلك منطقة جبل كقلو. ومنطقة جبال الأنقسنا هي مسقط رأس مالك عقار، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. وتشير الأساليب التي استخدمت في اعتقال أفراد مجموعة الأنقسنا العِرقية واستجوابهم إلى أن السلطات السودانية تفترض أن كافة أفراد الأنقسنا مؤيدون للحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. ومنذ الحرائق التي أضرمتها السلطات في منطقة خور مقنزا ومحلية باو شرعت الاستخبارات العسكرية في استجواب عدد من الأفراد من مدينة الدمازين ومناطق أخرى بمنطقة جبال الأنقسنا، كما قامت أيضاً بالتهجير القسري لسكان قرية الشهيد أفندي، فضلاً عن قيامها بعمليات اعتقال تعسفي لعدد منهم اتهمتهم بالتجسس لصالح الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. وتتولى شعبة الاستخبارات العسكرية، التابعة للقوات المسلحة السودانية، التحقيق في نشاطات المتمردين وتنسيق الهجمات فى مناطق النزاع بدارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وهناك شخصان على الأقل لا يُعرف مكان احتجازهما، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين اعتقلتهم الاستخبارات العسكرية بالفرقة الرابعة للمشاة بمدينة الدمازين بدون أن تسمح لهم بزيارات من أسرهم أو مقابلة محامين.
الجيش السوداني يحرق خور مقنزا ومناطق بمحلية باو، وتعليمات بالتهجير القسري لسكان قرى أخرى أصدر سيد أحمد، قائد الفرقة الرابعة للمشاة بولاية النيل الأزرق، في 10 مايو 2015 بإضرام النار في قرية خور مقنزا وحرقها بالكامل. وتضم خور مقنزا مناطق كماريك وسين وباباك والحجرات الخمسة وتاقا وقبانيت.
وتوجهت في اليوم التالي مجموعة من ضباط القوات المسلحة على متن مركبتين من مدينة الدمازين إلى محلية باو، حيث أصدروا تعليمات لسكان قرى المحلية بمغادرة ديارهم قبل أن يضرم الجنود النار فيها بالكامل ويسووها بالأرض.
وأسفرت عمليات التهجير القسري وإحراق القرى عن نزوح نحو 6018 مدنياً من خور مقنزا ومحلية باو، حيث توجهوا إلى أرض عراء مكثوا فيها يومين بدون غذاء، واضطروا للبقاء في مساكن مؤقتة على جانب الطريق العام المؤدي إلى مدينة الدمازين.
وفي 13 مايو 2015 أصدرت القوات المسلحة السودانية تعليمات لسكان قرى الشهيد أفندي وريِّحْ بالَك وخور مقنزا وديم مساليت المجاورة بمغادرة ديارهم. وتقطن هذه القرى بصورة رئيسية مجموعتا الأنقسنا والمساليت العِرقيتان.
تلقّى السكان المدنيون تهديدات من أفراد القوات المسلحة السودانية بأنهم سيُعتبرون في نظر الجيش أعضاء في الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال إذا لم يغادروا ديارهم.
وقام عدد غير معلوم من سكان القرى الأربع باستئجار شاحنات فروا على متنها إلى مدينة الرصيرص ومنطقة شانتا ، غربي الرصيرص، فيما اضطر آخرون للنزوح إلى قيسان وصالحة.
الاعتقال التعسفي والحبس الانفرادي بواسطة الاستخبارات العسكرية قامت الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة السودانية باعتقال عشرة أشخاص على الأقل من الأنقسنا تعسفياً متهمة إياهم بالتجسس لصالح الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. وجرى في وقت لاحق إطلاق سراح خمسة منهم، فيما يخضع ثلاثة للحبس الانفرادي داخل مباني الفرقة الرابعة للمشاة بمدينة الدمازين بدون أن توجه لهم السلطات تهم، حيث لم يُسمح لهم بزيارات من أسرهم أو بمقابلة محامين، ويخضع اثنان منهم للحبس الانفرادي في أماكن غير معلومة.
قام أفراد تابعون للاستخبارات العسكرية في 13 مايو باعتقال حسن مصطفى، البالغ من العمر 30 عاماً. يعمل مصطفى تاجراً بمدينة الدمازين، ويخضع حالياً للاعتقال بقيادة الفرقة الرابعة للمشاة بمدينة الدمازين. وأشارت تقارير إلى أن أفراد الاستخبارات العسكرية قاموا باعتقال مصطفى للاشتباه في انه قد تعرض لإصابة خلال معارك بين الجيش الشعبي لتحرير السودان-شمال والقوات المسلحة السودانية، وذلك بسبب إصابة استمرت فترة طويلة في ساقه الأيسر.
قامت أفراد تابعون للاستخبارات العسكرية في 21 مايو 2015 باعتقال محمد البُر، وهو سائق يبلغ من العمر 27 عاماً، وعبود النور، الذي يبلغ من العمر 19 عاماً ويعمل النور أستاذاً للقرآن بمدرسة محلية في منطقة الشهيد أفندي، التي تبعد نحو 7 كيلومترات جنوبي مدينة الدمازين. ويخضع كلاهما حالياً للحبس الانفرادي في مكان غير معلوم.
اعتقل أفراد في الاستخبارات العسكرية اثنين من الرعاة في 2 يونيو، واتهموهما بالتجسس لصالح الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال، ويخضع كلاهما للحبس الانفرادي بقيادة الفرقة الرابعة للمشاة بمدينة الدمازين، وهما:
عباس جوك، الذي يبلغ من العمر 39 عاماً، وجرى اعتقاله من منطقة أبو قرون.
وليد يونس، الذي يبلغ من العمر 23 عاماً، وجرى اعتقاله بالقرب من منطقة مديم.
عقب إخلاء سكان مناطق الشهيد أفندي وريِّحْ بالَك وخوز مقنزا وديم مساليت، في 13 مايو 2015، اعتقلت الاستخبارات العسكرية أربعة أشخاص، لم تُعلن أسماؤهم بعد، من منطقة الشهيد أفندي على افتراض أنهم أعضاء في الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال بعد أن فشلوا في إبراز أوراقهم الثبوتية. وتم اقتيادهم بعد الاعتقال إلى مباني قيادة الفرقة الرابعة للمشاة بمدينة الدمازين، حيث اتُهموا بأنهم أعضاء في الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال وبأنهم دخلوا منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة في النيل الأزرق، وفي 18 مايو 2015 أطلقت السلطات سراحهم.
ويقول مدنيون إن الاستخبارات العسكرية التابعة للقوات المسلحة السودانية تقوم باعتراض اتصالات بين مدنيين وأفراد أسرهم في الذين يقيمون في مناطق تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. وقامت الاستخبارات العسكرية في 15 مايو 2015 باعتقال إنعام علي، التي تعمل بائعة شاي بسوق الدمازين، بالقرب من مبنى رئاسة الغابات. وتم استجوابها بشأن مكالمات هاتفية تلقّتها من قريب لها يقيم بمنطقة خاضعة لسيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان، وجرى إطلاق سراحها في وقت لاحق من مساء نفس اليوم.
ويدين "المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام" كافة الهجمات التي تستهدف المدنيين وممتلكاتهم. ويبدو أن حرق القرى بمنطقة خور مقنزا ومحلية باو يهدف لمعاقبة مجموعة الأنقسنا العِرقية، أو مجموعات عِرقية أخرى، مثل المساليت، تفترض القوات المسلحة السودانية أنها مؤيدة للحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال. إذ استهدفت قوات الجيش السوداني المدنيين وممتلكاتهم بصورة مباشرة، علماً بأن أياً من القرى التي تم استهدافها ليس فيها وجود عسكري أو أهداف عسكرية مشروعة واضحة. وينص القانون الدولي بوضوح على الحظر الصارم لاستهداف المدنيين والممتلكات المدنية. وينطبق مبدأ التمييز بين المدنيين والأفراد المشاركين بنشاط في الأعمال العدائية على كافة الظروف بموجب القواعد العرفية للقانون الدولي العام.
ويتعيّن على السلطات السودانية وقف استهداف المدنيين والشروع فوراً في التحقيق حول الظروف المحيطة بكل الهجمات على المدنيين في المنطقة. يجب على السلطات السودانية أيضاً أن تسمح لوكالات العون الإنساني بالوصول إلى هذه المناطق لتقديم معونات إنسانية عاجلة للمدنيين الذين تأثروا بالهجمات المذكورة.
كما يناشد "المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام" الحكومة السودانية بأن تضمن فوراً سلامة المعتقلين المحتجزين لدى الاستخبارات العسكرية والإفصاح عن أماكن اعتقالهم والسماح لأسرهم بزيارتهم والسماح لهم بمقابلة محامين والحصول على الرعاية الطبية اللازمة التي قد يحتاجونها. ويجب أيضاً ضمان إطلاق سراحهم فوراً في حال لم توجه لهم السلطات أي تهمة، وفي حال وجهت السلطات لهم تهماً تتوافق مع القانون الدولي، يجب أن يمثلوا فوراً أمام قاض مع ضمان كفالة حقوقهم الخاصة بإجراءات التقاضي السليمة في كافة الأوقات.
خلفية
ازدادت خلال العام 2015 حدة الأعمال العدائية والنزوح الجماعي وأزمة غذاء عميقة في مناطق النزاع بالسودان في كل من دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وهناك حالياً نحو 1.7 مليون من النازحين في ولاياتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، فضلاً عن 2.5 مليون من النازحين في دارفور. واتسمت النزاعات بالهجمات المباشرة والعشوائية على أهداف مدنية، فضلاً عن عمليات القتل والعنف الجنسي وتدمير الممتلكات وسبل العيش.
ووفقاً لتقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية حول الاحتياجات الإنسانية في العام 2015، فإن عدد سكان محلية باو يُقدر بنحو 32160 شخصاً وتستضيف 25636 من النازحين.
وكانت قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال قد استولت في مارس 2015 على حامية تابعة للقوات المسلحة السودانية بمحلية باو، ما اضطر قوات الحامية إلى التوجه إلى مدينة الدمازين بعد إخلاء الحامية. لم تستطع قوات الجيش السوداني استعادة أسلحتها واستعادة السيطرة على الحامية. وازدادت حدة التوتر في ولاية النيل الأزرق أيضاً عقب حملة الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال لوقف الانتخابات العامة التي جرت في أبريل 2015. وكانت قوات الحركة قد ظلت تسيطر على منطقة جبل كقلو، وهي منطقة استراتيجية في جبال الأنقسنا، منذ أبريل 2015.
ظلت ولاية النيل الأزرق أيضاً هدفاً للقصف الجوي. ففي 16 مارس قصف طائرات سلاح الجو السوداني منطقة سودا ب17 قنبلة انفجرت اثنان منها في وقت لاحق، الأمر الذي يشير إلى احتمال استخدام قنابل عنقودية. وفي 25 مارس قصفت طائرات حكومية منطقة موفو بأربعة قنابل اثنان منها سقطتا على ماياك واثنان على منطقة تشالي.
وكان "المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام" قد قام في مطلع أبريل بتوثيق سلسلة من الهجمات التي استهدفت مدنيين حول عاصمة ولاية النيل الأزرق من جانب كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال والقوات المسلحة السودانية. ففي 7 أبريل هاجمت قوات الحركة شاحنة خاصة كان على متنها أربعة جنود في القوات المسلحة السودانية بالإضافة إلى مدنيَيْن اثنين، وكانت الشاحنة في طريقها من بلدة المدينة إلى الدمازين. وأسفر الهجوم عن مقتل الجنود الأربعة وامرأة حامل. وفي هجوم انتقامي، على ما يبدو، هاجمت قوات تابعة للجيش السوداني قرية مديم الجبل، التي تبعد نحو 70 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة الدمازين. وكانت قوات من الجيش السوداني قد وصلت إلى مديم الجبل على متن مركبتين لاندكروزر وأمرت السكان بمغادرة منازلهم قبل أن تضرم النار في القرية بكاملها، واضطر السكان إلى النزوح إلى جانب طريق في المنطقة. وفي 12 أبريل، بعد مرور ثلاثة أيام، شن مقاتلو الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال هجوماً مضاداً على بلدة المدينة، التي تقطنها غالبية من مجموعة الهوسا العِرقية وتبعد نحو 10 كيلومترات إلى الجنوب من مدينة الدمازين. وأسفر ذلك الهجوم عن مقتل سبعة أشخاص وإلحاق إصابات بالغة بسبعة آخرين من جراء قصف قوات الحركة للبلدة.
وكانت "المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً" قد قامت أيضاً بتوثيق حرق قريتي مقنزا وبقيس يومي 11 و12 مايو. وجاء في تقرير المجموعة أن النازحين اضطروا للبقاء في العراء لمدة ثلاثة أيام قبل أن تقوم قوات أمنية بنقلهم على متن شاحنات إلى مناطق العزازة والقري وود أفودي وشنيشا وبيضا وحمدا وأم بارد بمحلية الرصيرص. وأوردت "وحدة تنسيق ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق" أن "الحكومة قامت بإخلاء نحو 12000 مدني قسراً من قراهم خلال النصف الأول من شهر مايو 2015، وعلى وجه التحديد قرى خور مقنزا وسامنسور ومديم، وأضرمت فيها النار بالكامل".
وأعرب تقرير صادر عن لجنة خبراء الأمم المتحدة حول السودان، في يناير 2015، عن قلق إزاء سياسة الحكومة التي تهدف بوضوح إلى "العقاب الجماعي" لمواجهة التمرد في دارفور، وهي سياسة استهدفت القرى والمجموعات السكانية التي تفترض الحكومة أنها مؤيدة لجماعات المعارضة المسلحة. وانتهجت القوات الحكومية سياسة مماثلة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق استهدفت مجموعات سكانية على أساس انتماءاتها العِرقية –وولاءاتها السياسية المفترضة.
وقام "المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام" في السابق بتوثيق مقتل معتقلين كانت تحتجزهم الاستخبارات العسكرية. فخلال شهري أبريل ومايو 2014 قام المركز بتوثيق مقتل أربعة معتقلين كانت تحتجزهم الاستخبارات العسكرية في حادثتين منفصلتين في دارفور والنيل الأزرق. قام المركز أيضاً بتوثيق حالات الحبس الانفرادي في جنوب كردفان. ويخضع للحبس الانفرادي حالياً صلاح يوسف إبراهيم، وهو راع يبلغ من العمر 22 عاماً، في مكان غير معلوم بولاية جنوب كردفان. وتشير تقارير إلى أن إبراهيم جرى اعتقاله في منطقة الجبيلات عندما كان متجهاً إلى منزله من سوق العباسية، بجنوب كردفان. ولا يُعرف لإبراهيم أي نشاط أو انتماء سياسي.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.