الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود    وزير التربية والتعليم بالشمالية يقدم التهنئة للطالبة اسراء اول الشهادة السودانية بمنطقة تنقاسي    سقطت مدينة النهود .. استباحتها مليشيات وعصابات التمرد    عقار: بعض العاملين مع الوزراء في بورتسودان اشتروا شقق في القاهرة وتركيا    عقوبة في نواكشوط… وصفعات في الداخل!    الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    سلسلة تقارير .. جامعة ابن سينا .. حينما يتحول التعليم إلى سلعة للسمسرة    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رد (2) على مقال صراع العقل والبندقية في السودان. للكاتب: زين العابدين صالح عبد الرحمن. بقلم: عربي يعقوب محمد
نشر في سودانيل يوم 02 - 09 - 2015

لقد دحضنا في المقال السابق بعض اهم ماورد في مقال من جزئين بعنوان: صراع العقل والبندقية في السودان بقلم: زين العابدين صالح عبدالرحمن. المقال الاول بتاريخ 14 اغسطس والثاني بتاريخ 22 اغسطس 2015. ولقد حاول الكاتب زين العابدين باسلوب خلط الاوراق, او ما يمكن ان ينطبق عليه المثل: تشتيت دم القتيل بين القبائل, كاهم وسائل الانكار للازمة السياسية, واستخدام البندقية في السودان لتدميره كماهو ماثل الان. والتضليل كالعادة عن حقيقة الفاعلين الحقيقيين منذ الاستقلال وليس منذ تاسيس الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة المفكر السياسي السوداني د جون قرنق دي مابيور. ولقد تعمد كاتب المقال, الزج بالراحل المقيم الشهيد د جون قرنق دي مابيور بانه كان لا يحمل افكارا, وانما اعتمد على البندقية دون تقديم افكار سياسية ذو قيمة, ولا يختلف كثيرا عنافكار ما يسمونها (دلعا) في الخرطوم بالحركة الاسلامية, جماعة الاخوان المسلمون الارهابية فرع السودان. والتي ظلت تتلون بالاسماء كالحرباء مما يعني الخواء الفكري السياسي, والتنكر الذي لا يتناسب الا مع عصابات الجريمة المنظمة وليس تنظيما سياسيا يحمل فكرا سياسيا واقعيا قابل للتطبيق والنجاح.
وبالطبع لم يكلف الاخ زين العابدين نفسه باعطاء اي دليل للمقارنة حتى بالامثلة لوجه التماثل بين افكار د جون وما طرحه جماعة الاخوان المتاسلمون الارهابي الوافد, وانما تعمد اسلوب القفز فوق الواقع دون حتى سرد تسلسلي للاحداث على الاقل منذ ظهورالحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان, واسباب قيامها, واين حملت السلاح للنضال السياسي والمقاومة المشروعة من جانب, ومنذ ان تم نقل مفاهيم تنظيم الاخوان المتاسلمون الارهابي في اواخر اربعينات القرن الماضي في السودان. ولقد ظل تنظيم الاخوان تحمل عدة اسماء انتهاءا بالموتمر الوطني الفاشي وجناحه المؤتمر الشعبي الارهابي المعروف.
فمنذ تحالفهم الانتهازي مع الطائفية الدينية الجهوية في خمسينات القرن الماضي, تقريبا في 1954 في اول تحالف لهم مع حزب الامة الطائفي. حيث كانوا بعدد الاصابع او هم شلة من الافندية حديثي التخرج من الجامعات المصرية. واستمر هذا التحالف مع الامة الطائفي بوصول الطائفي المستبد صادق المهدي, وبعد اكتوبر سارعوا في كتابة ما يسمى بالدستور الاسلامي وفرضه لكل السودان, بدلا عن مجرد التفكير في وقف الحربالعدواني لنخب السلطة المتعاقبة في الخرطوم ضد الجنوب السوداني وجلب الاستقرار لكل السودان. وكل هذا يعد خيانة وطنية كاملة, واكبر اهانة وازدراء بكل شعب السودان. حيث ان مجموعة نخبوية صغيرة ليس لها اي نصاب سياسي يعتد به في البرلمان المنتخب, ولا في الشارع السوداني خاصة في الاقاليم المختلفة الشاسعة للسودان, وتحمل مفاهيم ارهابية وافدة, فقط تتماشى مع المزاج العام لنخب الاقلية الطائفية في اطار مشروعهم الاحادي الاسلمة والتعريب لكل السودان. وعلى هذا, تشرع في صياغة دستور لشعب كامل في دولة مستقلة ذات سيادة بالتواطؤ مع اخرين يزعمون بانهم يمثلون الشعب وفق اطروحات دينية؟ فهذه كانت خيانة وطنية وكارثة حقيقية المت بالسودان, وابدا لا يوجد تمثيل اي كان, في الدين او باسم الدين؟
وهذا الصراع فيما بين اقلية نخب السلطة في الخرطوم ما ادى الى التواطؤ في انقلاب مايو الحزبي , حيث تحالف مجموعة من صغار الاحزاب ذو المفاهيم الوافدة واجنحتهم العسكرية في داخل ما عرف بالجيش السوداني, قد نقذوا الانقلاب العسكري بالانابة عن تنظيماتهم الجهوية المفلسة سياسيا وشعبيا معا؟ واستمر التحالف, حيث قاموا بتنفيذ عمليات 1976 من ليبيا, وحتى بعد ما يسمى بالمصالحة الوطنية بين النخب الشمالية, فكان تحالفهمالتامري مع نظام السفاح المشير جعفر نميري وتطبيق قوانين سبتمبر الارهابية ونقض اتفاق اديس ابابا واعلان الحرب العدواني في الجنوب مرة اخرى كما اوضحنا في المقال السابق. ثم تحالفهم مع نظيراتهم الطائفية في الخرطوم مرة اخرى بعد اسقاط السفاح نميري في الفترة الحزبية الثالثة بعد الانتفاضة في 1985. حيثسطووا على مقاعد في البرلمان عبر وسائل غير ديمقراطية عبرالدوائر الجغرافية المعلومة للشعب, وانما تواطات احزاب الخرطومجميعا في توفير ما يسمى بدوائر الخريجين خصيصا لهم.
ومن هنا ظهر وجههم الارهابي الحقيقي برفع المصاحف في شوارعالخرطوم لاعلان الجهاد ضد الجنوب السوداني, والحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان في داخل ارض الجنوب السوداني كعدوان سافر يلزم شعب الجنوب خاصة, والشعبالسوداني عموما الدفاع عن النفس بالضرورة. (والتحية والتجلة لروح شهيد الفكر محمود محمد طه) فلم يشفع لشعب الجنوبنضال الجيش الشعبي في التصدي للنظام المايوي حتى اسقاطه, في الوقت الذي كان اخر وزير دفاع النميري حتى الخامس من ابريل 1985 ثم قام بتنفيذ الانقلاب العسكري لقطع الانتفاضة وسرقته (مايو 2 ) بانه قد انحاز للشعب السوداني؟ ( لانه كوز طبعا), بينما محاربي الجيش الشعبي فلم يشفع لهم نضالهم ضد مايو, بل استمر الفاشية الطائفية الجهوية في الحرب عدوانا بالوراثة في داخل ارض الجنوب السوداني.
ومن هنا قد تصدى لهم د قرنق فكريا منذ الفترة الانتقالية, بتقديمنقد سياسي علمي, للتشخيص الخاطئ لما يسمى بمشكلة الجنوب, وشخص المشكلة بصدق بانها مشكلة السودان ككل. وهي ازمة السلطة المركزية في الخرطوم مع كل اقاليم السودان وشعبه,وليس مشكلة الجنوب, كما يزعم اقلية السلطة في الخرطوم. الاقلية الذين هيمنوا على كل شئ على حساب الاخرين واستخدموا السلاح للقهر والاسكات واستمرار الهيمنة بناءا على السودنة,وورثة المستعمر واستخدام نهجه ايضا (فرق تسد) واستغلال سلاحالمؤسسة العسكرية الجناح العسكري لاحزاب السلطة في الخرطوم في اخضاع الاخرين بالعدوان عليهم في داخل اقاليمهم تاريخيا, دون اي مبرر او تقديم اي مشروع سياسي فكري للحوار السلمي بين مكونات السودان, لتقوم عليه شرعية الدولة, وترتكز عليها شرعية السلطة السياسية وتحديد مهامها, كاهم ضمانات الاستقرار والسلام الدائم. حيث لم يعتدي احد حتى بالانقلاب العسكري للاستيلاء على السلطة الا احزاب الخرطوم لوحدهم. فنهج البندقية للاخضاع والتبعية ونزع الولاء بالقوة والقهر والارهاب هو نهج حكومات الخرطوم المتعاقبة, اي البندقة الكاملة لجماعة من اقليم فقط استخدموا السلطة للعدوان المسلح على الاخرين في داخل اقاليمهم بحجة سخيفة بانهم تمردوا؟ والسؤال تمردوا على من؟ ولماذا التمرد؟ ومن اين اكتسب حكام الخرطوم شرعية استخدام السلاح في داخل اقاليم الاخرين؟ وهل التمرد بالضرورة تعالج عسكريا من سلطة الدولة المركزية افتراضا؟ فهنا الافلاس السياسي لرجال الدولة اذا وجدوا, وغياب العقل بالكامل والاعتماد على البندقية التي تم تكريسها تاريخيا, وما زال سائدا حتى الان.
ولماذا لا يعد الانقلابات في قلب الخرطوم ايضا تمردا عسكرياواستخدام البندقية بدل العقل في قلب المدينة الامنة ام لانهم من ذات الاقليم والاعراق والعشائر؟ ولو عمل حكام الخرطوم بما طرح د قرنقمن افكار سياسية متقدمة جدا وصالحة حتى اللحظة تلقائيا لما كان كل النزاعات الدموية في السودان, وحتما لم ينفجر النزاع الدموي في دارفور الان. الا انهم للاسف رفضوها بالجملة, لماذا؟ لم يوضح احد مبررا سياسيا منطقيا,غير انهم زعموا بانهم يعملون لحماية العروبة والاسلام من ابناء السودان انفسهم, وليس السودان الوطن؟ ولو كان لهم طرح فكري سياسي بديل او حتى مقارب لما طرحه د قرنق, وتركوا السلاح لحماية حدود السودان فقط دون الزج بالجيش في العدوان على السلطة بالانقلابات العسكرية واعلان الحروب العدوانية على اقاليم الاخرين منذ الانتفاضة.
وترك ابناء اقاليم السودان للتعبير عن انفسهم على الاقل في شأن اقاليمهم مثلما, هم احتكروا الشمال كمنطقة مقفولة خاص بهم منذ الاستقلال, لما كان هناك مشكلة للجنوب او في دارفور او جبال النوبة والنيل الازرق ولا الشرق ولا مشكلة الشمال السوداني نفسه الان؟
اذن ام المشاكل والازمات تكمن في احتكار مركز سلطة الاقليات المتعاقبة في الحكم للبندقية بديلا للعقل في الخرطوم وليست فياي من الاقاليم. كما انهم ايضا ظلوا يرفضون كل ما يطرحه ابناء الاقاليم الاخرى حتى في شأن اقاليمهم كما اوضحنا؟ في المقابل طالب د قرنق بالحوار الحر مع كل القوى الديمقراطية في الخرطوم, وممثلي اقاليم السودان الذين تم قهرهم بواسطة المستعمر الانجليزي. وتسليمهم الى نخب السلطة في الشمال, - افندية المستعمر وطوائفه - لمواصلة ذات القهر والاقصاء والتهميش والتمثيل الديني (الدجل) بواسطة اخرين من خارج اقاليمهم لمزيد من القهر والاستعمار الداخلي بالفعل. وكل هذا لا يعد تمثيلا سياسيا وطنيا في اطار مؤسسة الدولة السياسية الحديثة على الاطلاق وانما العبث كما اوضحنا باعلاه. كما طرح د قرنق اجندة للموتمر القومي الدستوري الذي سيتحاور فيه السودانيون لتحديد مصير وطنهم في كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان؟ وما خلص اليه المؤتمرون وتوافقوا عليه يتكون منه الدستور القومي الدائم للسودان الموحد ثم ياتي الانتخابات.
وهي مناقشة: علاقة الشعب بالدولة, وهنا اهمية كبرى حيث تحددمشروعية, وتقوم شرعية الدولة نفسها التي ضمن عناصرها الشعب كل الشعب وفق المساحة الجغرافية للسودان, وليس العرق او الدين؟
ثانيا, تحديد علاقة الدين بالدولة (العلمانية)
ثالثا تحديد علاقة الجيش بالسلطة السياسية
رابعا تحديد المركز وعلاقته بالاقاليم
خامسا تحديد مصادر الثروة وتوزيعها بعدل
مع ترك الباب مفتوحا لطرح اجندة الاخرين لمناقشتها في المؤتمر القومي الدستوري التي كما تعلم يقينا قد تهرب منها نخب الشمال واحزابه بالجملة, بالعكس كانوا يتسابقون الى دول الجوار من ليبيا الى ايران لجلب السلاح لسحق الجيش الشعبي وتدميره في داخل ارض الجنوب. وتعلم كيف جلب المرغني سلاح الراجمات لاول مرة في السودان من العراق البعيدة. كما رهن الصادق المهدي لليبيا مقابل تزويده بالسلاح والوقوت لمقاتلة الجيش الشعبي, في داخل ارض الجنوب, وقطع ذات الامدادات من الجيش الشعبي . لانهمكنكشوا في السلطة بعد سقوط ابن عشيرتهم واقليمهم السفاح نميري ومواصلة الحرب العدواني ضد الجنوب, الذي كما ذكرنا واجب ملزم لابناء الجنوب السوداني حق الدفاع عن النفس من هجمية وعدوان شماليي السلطة في الخرطوم. فهذا حق لا ينزعه انت ولا اي كائن من كان؟ فما الذي يعطي شماليي السلطة الحق في الحرب داخل ارض الجنوب السوداني بالتتالي لكل من تسلق الى سدة السلطة في الخرطوم فان مهامه الاول هو مواصلة الحروب واصدار فورماناته بالوراثة كمان؟
وهذا يوضح بجلاء العجز الفكري السياسي تاريخيا في ادارة شأن الدولة السياسية – افتراضا- الداخلي وليس عجز الاخرين من الاقاليم. ولا حتى مسئولية شعب شمال السودان من العامة وانما فشل سياسي لرجال السلطة الشماليون الذين فشلوا فشلا ذريعا في معالجة قضايا شعب السودان سياسيا وهم في سدة السلطة السياسية وامتلاك القرار السياسي الاعلى, الا انهم للعجزالسياسي قد ظلوا تاريخيا يستحدمون البندقية بالزج بما يسمى بالجيش السوداني في حل الخلافات السياسية الداخلية عسكريا بالعدوان في داخل الاقاليم الاخرى. وفي نفس الوقت ظلوا يرفضونللمطالب السياسية المشروعة لابناء الاقاليم حتى في شأن اقاليمهم.وفوق كل هذا تساويهم مع ضحاياهم التاريخيين ضمن البندقية يا راجل؟ باي اخلاق او قيم انت تمارس هذا؟ واي طرح فكري او سياسي او قيم قد طرحته حتى في مقالاتك التضليلية هذا سوى المغالطات العبثية كالعادة؟
ثم انك قفزت فوق اسباب حمل السلاح في الاقاليم التي اختصرتها بتمرد الجيش الشعبي ود قرنق في 1983 وخلاص؟ فهذا اختزال مخل جدا وتبسيط لا معنى له اطلاقا, فلماذا التمرد يا ترى؟ بل لماذا تمرد الجنوبيون في داخل اقليمهم في العام 1955 , وليس تمرد د قرنق 1983 وحسب؟ هل كرها للشمال العربي المسلم, وورائهم الامبريالية والنصارى والشيوعية..الخ كما ظل يزعم حكام الخرطوم المتعاقبون على السلطة تاريخيا وهم يمارسون العدوان على الاخرين في داخل اقاليمهم, وفي نفس الوقت يزعمون كذبا صريحا بان هؤلاء يكرهونهم؟
فالمعتدي هو الذي يكره وليس المعتدى عليه؟ فهناك اسباب موضوعية حقيقية للتمرد وحمل السلاح في داخل اقاليمهم وليسكرها او عدوانا على الشماليون في داخل اقليمهم؟ فالانقلابات بين نخب السلطة في داخل الخرطوم المدينة الامنة ايضا تمرد بالفعل, فلماذا لم تذكرهم ضمن البندقية ام الانقلابات العسكرية في نظرك عمل مدني وعقلاني وليست قمة البندقة والهمجية, لانه يقوم به النخب الشماليون لوحدهم في قلب المدينة الامنة وسط المدنيين العزل؟ والمفارقة انهم عندما يقومون بالانقلابات العسكرية حتى مدعومة من خارج السودان او البرنامج السياسي الوافد بالكامل, وفي نفس الوقت يقوم ابناء السودان من الاقاليم الاخرى بمحاولة الانقلاب يوصمونه بالانقلاب العنصري؟
فاسباب الازمة في السودان منذ البداية كانت واضحة جدا وهو ان شرعية الدولة الوليدة في الاستقلال كانت مختلة بالكامل. حيث لم تقوم على توافق ممثلي شعوب اقاليم السودان على قدر من المساوةوالعدالة ولو نسبيا, وانما قامت على اساس حظوة سودنة الوظائف لصالح نخب الشمال السوداني. ولهذا كان هناك اعتراض واضح من الجنوبيون الذين اعتبروا الاستقلال مجرد تبديل الاستعمار الانجليزي- المصري للسودان الى استعمار الشمال للجنوب, وفقا للسودنة فقد اصبح مؤسسة الدولة الوليدة ملك لطرف واحد فقط من مكونات السودان الاقليمية الجغرافية والبشرية ايضا اي الشعب, وبالتالي فان شرعية الدولة الوليدة قد اصبحت في محك حقيقي. لان باقي مكونات السودان الاقليمية الاخرى, ضمنهم الجنوب السوداني لم يكن لهم اي تمثيل او اي نوع من الاتفاق يحدد العلاقة بين مكونات السودان الاقليمية ومركز السلطة في الخرطوم.
وبالتالي لا احد من الاقاليم التي تمت اقصائها ملزم بالخضوع لهذا النوع من السلطة الاحادية للاقلية من اقليم واحد في الخرطوم, ولا يوجد ما يلزمهم الا التوافق السياسي وليس النزوع الى الحل العسكري مهما كان, خاصة وان الذين حملوا السلاح, قد فعلوا ذلك في داخل اقاليمهم بعد ان اغلقت طرق الحوار السياسي والقبول بمطالبهم حتى في الشأن المتعلق باقاليمهم؟ ولا ادري من الذي اعطي حكام الخرطوم كل هذه الصلاحيات العدوانية المدمرة في شان الاخرين والوطن ككل؟
فلقد كان مطلب الجنوبيون السلمي في الدولة الفيدرالية منذ موتمر جوبا في العام 1947 قبل الاستقلال. فوافق ممثلي الشمال مبدئيا ثم نقضوا العهد. وكان مؤتمر جوبا الثاني من 18 الى 21 اكتوبر 1954 والذي دعا له قيادات الجنوب السوداني في حزبي اللبيرالي والوطني الاتحادي, وزعماء القبائل..الخ لمناقشة المستقبل السياسي للسودان ككل, ووضع الجنوب في اطار السودان. حيث اتفقوا على انهم سيصوتون لصالح استقلال السودان التام دون الاتحاد مع مصر, بشرط تحقيق النظام الفيدرالي لكل السودان. وعلى هذا الاساس قد صوتوا في البرلمان من اجل الاستقلال, وبعد الاستقلال قد نقض ممثلي الشمال الذين استحوذوا بالكامل على السلطة العهد.
ثم تم طرح مطلب الفيدرالية مرة اخرى سلما ديمقراطيا في البرلمان السوداني القومي, بواسطة النواب الجنوبيون بالتنسيق مع نواب الشرق والغرب في العام 1957 . ومضمون التنسيق هو انه اذا فاز المشروع في البرلمان للجنوب, فسوف يستمر التنسيق لطرح الفيدرالية سلما ديمقراطيا في البرلمان المنتخب, للشرق والغرب (كردفان ودارفور) ولكن النواب الشماليون ونواب الاقاليم الشرق والغرب الذين هم من اصول شمالية ايضا, قد ترشحوا في دوائر الغرب والشرق قد تضامنوا مع باقي نواب الشمال والوسط لاسقاط المشروع الفيدرالي المطروح ديمقراطيا سلما في البرلمان, واسقط المشروع بالفعل في البرلمان.
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد وانما تامر النواب وقادة الاحزاب والحكومة الشماليون في تسليم سلطة شعب السودان الديمقراطيالى جناحهم العسكري بقيادة ابن اقليمهم الفريق ابراهيم عبود القائد العام لما يسمى بالجيش السوداني لاعلان الحرب ضد الجنوب السوداني لفرض الاسلمة والتعريب قهرا في اطار السودان كدولة عربية اسلامية؟ ومن هنا واضح من الذي فرض تصوره بل فرض فهمه هو للدين وعرقه وثقافته احاديا فوقيا, على كل السودان. وليس الجنوبيون من فرضوا على احد دينهم او عرقهم وثقافتهم وانما مارسوا حقهم المشروع في اقليمهم وتصورهم السياسي للدولة التي ينتمون اليها وهي الدولة الفيدرالية كمشروع فكري سياسي حقيقي وحدوي عادل, لا علاقة لها بالاعراق والاديان.
فرفض مطلب الفيدرالية للجنوب وهو طرح سياسي فكري معروف عالميا ومطبق دوليا كما اوضحنا باعلاه, ونهب الوظائف وفق السودنة وحرمان الجنوبيون حتى من سلطة اقاليمهم وانما يكونوا تحت سلطة الشماليون وفرض التعريب والاسلمة قهرا؟ فهذا استعمار جديد يتطلب المقاومة المسلحة العاجلة دفاعا عن النفس والارض والعرض. وبذات القدر يحق للشماليون المقاومة اذا استحوذ عليهم الجنوبيون في سلطة اقليمهم وفرض عليهم ثقافتهم ودينهم على الشماليون في الشمال؟ فهذه اسباب موضوعية جدا للتمرد وحمل السلاح في التمرد الاول في داخل الجنوب وليس حتى في الخرطوم العاصمة المزعومة. وهذه اسباب حقيقية للتمرد في اي مكان في العالم ايضا يلزم التمرد وحمل السلاح.
وهذا بالضبط ما حدث في دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق وشرق السودان الان. فكل هذا نتاج لرد العدوان من نخب السلطةالشماليون في الخرطوم, وفق هيمنتهم على سلطة الدولة بكاملها ورفضهم المشاركة الفاعلة للاخرين حتى في شان اقاليمهم, وتكريس الظلم والقهر؟ وكل هذا ما حذر عنه د قرنق وتنبأ بهم منذ تاسيس الحركة الشعبية كما في البنود باعلاه, بل في رسالته الشهيرة للدكتور الجزولي دفع الله رئيس الحكومة الانتقالية بعد الانتفاضة 1985 قد ذكر كل هذا بوضوح. وكان الرد هو المزيد من العدوان بالحرب والجرئ الى دول الجوار من ليبيا الى ايران مرورا بدول الخليج والعراق ومصر لجلب السلاح بحجة واهية وكاذبة ينم عن الحقد والكراهية للذات ليس الا, وهو ان جون قرنق يعمل على فرض الهوية الافريقية على السودان العربي المسلم؟ وهذا مجرد تعبير عن الهروب عن الذات الزنجي وكراهيته ليس الا. فلم يدعو احد الى فرض هوية افريقية, وانما المشكلة تكمن في نكران الهوية الافريقية الزنجية للسودان المتمظهر في نخب السلطة انفسهم في الخرطوم.
واطلاقا لا يوجد من يعاني ازمة الذات او الهوية الافريقية او العربية او الاثنين معا - وهذا ما دعا اليه د قرنق بان العرب وغير العرب كلهم سودانيون ويجب ان يتعايشوا معا بسلام في السودان الجديد- فالجميع ظلوا يتحدثون العربية بشكل او باخر,وبالتالي, لايوجد من يعاني هذه الازمة المستفحلة الا نخب الخرطوم في السلطة انفسهم الذين ظلوا في حالة التنكر المفضي الى التوهان والتيه الكامل, فاطاحوا بالدولة السودانية ومجتمعه معا, لنصل الفاشية الاسلاموية العرقية القائمة في الخرطوم الان. والمفارقة انهم يفرضون العروبة القومجية الايديولوجية حتى على عرب السودان انفسهم, كما فرضوا فهمهم الديني الايدلوجي على كل السودان, بدليل ان اول من جلب فهم الاخوان المتاسلمون الارهابي من مصر هم نخب الشمال لوحدهم. وفي نفس الوقت ينكرون الافريقانية كواقع حتى في سحناتهم وملامحهم وثقافاتهم ولكناتهم ووجودهم في ارض افريقيا ايضا؟ وهنا تكمن ازمتهم التاريخية وليست ازمة اية مجموعة سكانية اخرى ولا حتى عرب بدو السودان الذين تم تهميشهم واستغلالهم اسوا استغلال دون تحقيق دولتهم العربية الاسلامية المنشودة لاكثر من نصف قرن عبثا؟
اسباب التمرد الثاني هو كما اوضحنا هو الهجوم العدواني من جيش نظام السفاح نميري وجنرالاته القتلة العدوانيون, فبالاضافة الى نقضهم اتفاق اديس ابابا, والاصرارعلى الاستيعاب لقوات الانانيا في ما يسمى بالجيش السوداني. والتحضير لتطبيق الشريعة لكل السودان وفرض الاسلمة والتعريب مرة اخرى كما فعل عبود الذي تم تسليمه السلطة عن يد خصيصا لهذا الغرض. ومن هنا فان عملية الزج بالجيش المحايد – افتراضا- في حسم الصراع السياسي الداخلي واخضاع الاخرين بالقوة بالعدوان عليهم عسكريا في داخل اقاليمهم, ورفض قاطع لمطالبهم المشروعة حتى فيما يتعلق اقاليمهم. وهذا هو غياب الفكر السياسي لدى رجال السلطة عبر الحكومات المتعاقبة في الخرطوم(السودان القديم)وليس الاخرين من الذين ظلوا يمارسون حقهم المشروع في الدفاع عن النفس وحقهم في اقاليمهم. والمفارقة ان هذا لم يحدث في الشمال رغم انهم حملوا السلاح ايضا؟ فالصادق المهدي قد حمل السلاح معارضا والمرغني حمل السلاح وعبد العزيز خالد حمل السلاح واخرين من الشمال والوسط, ولكن السلطة لم تعلن الحرب عليهم في اقاليمهم او مدنهم؟ كما انت ايضا لم تذكر دورهم فيالبندقة؟ فهل هذا تحييز او قصد التضليل ام جهل منك؟ بل لم تذكر الانقلابات العسكرية لنخب الشمال فيما بينهم فمحاولة انقلاب الرشيد الطاهر ومجموعته في العام 1957 ومحاولة شنان ومجموعته ومحاولة نميري الاولى ومجموعته, وخالد الكد ومجموعته 1966 .
فانقلاب مايو 1969 لنميري مرة اخرى وشللياته الحزبية من شيوعيون الى قوميون عرب الى ناصريون خديويون عرب..الخ.والعدوان العسكري على الجزيرة ابابا وود نوباي ضد المدنيين العزل؟ ثم انقلاب هاشم العطا ومجموعته الشيوعية ومجازر قصر الضيافة ومحاكمات الشجرة؟ كل هذا بين نخب السلطة في الشمال لوحدهم باحزابهم وجناحهم العسكري المسمى عبثا بالجيش السوداني الذي ظل يقتل السودانيون عدوانا في داخل اقاليمهم, بل في داخل مدنهم في الخرطوم نفسه. ويستمر مسلسل لعبة الانقلابات العسكرية من خلفهم احزاب نخب الخرطوم لوحدهم.انقلاب حسن حسين والمحاكمات العسكرية في قلب مدينة الخرطوم
ثم محاولة محمد نور سعد المسلحة وهو في الاصل نزاع بين السفاح نميري وابنه عشيرته الطائفي المستبد صادق المهدي. حيث تم دفن ابناء السودان احياء في ضواحي الخرطوم العاصمة؟ ثم الانقلاب العسكري لجنرالات مايو بقيادة سوار الدهب وزير دفاع السفاح نميري وابن عمه د الجزولي بسرقة الانتفاضة في 6 ابريل 1985؟ واستمرارهم للحرب العدواني بالوراثة في داخل جنوب السودان,وتعمد حرمانهم من حقهم المشروع في الانتخابات العامة 1986 .خاصة وان الحركة الشعبية والجيش الشعبي جزء اصيل على راس قوى مقاومة السفاح نميري واسقاطه باعتراف الجميع الا ان السادة النخب الشماليون جميعا قد تامروا على سرقة انتفاضة جميع شعوب السودان, ولدينا الدليل من ذات السادة الذين كانوا في السلطة وليس ما ذكره د قرنق ود منصور وحسب.
ثم انقلاب الانقلاب الانقاذي الفاشي بكل ما تعني مفردة الفاشية وهنا حدث ولا حرج من مجزرة ضباط رمضان الى الشهيد مجدي واعلان الجهاد المقدس ضد شعب امن في ارضه من جبال النوبة الى الجنوب السوداني ارض الجهاد وحور العين في الاخرة. الى ابادة شعب دارفور المسلم. ومجرزة العليفون وبورتسودان وطلاب سبتمبر..الخ. والكيزان في الاصل هم نخب الشمال الذين اتوابالافكار ومن تعاون معهم على راسهم صادق المهدي وبرنامجهم الديني العرقي الجهوي الواحد وهم بالتوالي: اقامة الجمهورية الاسلامية, مشروع الاتحاديون. الصحوة الاسلامية, لحزب الامة.وتطبيق شرع الله – المشروع الحضاري ...الخ الاخوان المتاسلمون او الكيزان او ما تسمونهم كدلع بالحركة الاسلامية وكل هذا الاستغلال الانتهازي الفاضح للدين, عبارة عن خطبة لصلاة الجمعة في يوم واحد, ولا علاقة لهم البتة بالفكر السياسي المتعلق باقامة مؤسسة الدولة السياسية الحديثة, واذا هناك صلة ارجو توضيحه؟ وهنا مشروع الفيدرالية لوحدها كمشروع فكري سياسي تطيح بكل هذاناهيك عن اي شئ اخر؟
فالفشل السياسي هو من نخب الشمال في السلطة, والبندقة هو ممارسة نخب السلطة في الشمال في داخل الخرطوم. وعلى الرغم من ان سلطة الدولة بكاملها وثروتها وقرارها السياسي ومدنها وكل ادارة مؤسساتها المدنية في يدهم بالكامل الا انهم مجرد بندقجية لا اكثر. ولهذا السبب فقط هم في السلطة منذ الاستقلال حتى الان يتناوبون في حكم شعب السودان لا لسبب الا للبندقية التي تحاول عبثا او جهلا تحويلها لاخرين لهم افكار تتحداكم بها.وحتى اللحظة فان مشروع السودان الجديد للدكتور قرنق هو الحل الامثل لازمة السلطة والدولة معا في السودان. واتحداك ان تذكر لنا او تاتي انت شخصيا بما هو امثل سياسيا وكفكر سياسي مما طرح د قرنق الذي ما زال يكشف لنا جهلكم السياسي, وغرضكم المرضي لا اكثر. فهو يكشف لنا كل تصوراتكم خاصة عندما تحاولون الكتابة التكويشية بالكوار كالذي سطرت. والمفارقة الاولى ان تجمع بين متناقضات يعلمها ما تسميهم دلعا بالحركة الاسلامية حيث فصل الدين عن الدولة كمشروع فكري بشري, وخلط الدين الالهي مع الدولة السياسي البشري الدنيوي؟ فكيف الجمع او التماثل بينهم ام انك بصدد البحث عن اي حيطة وخلاص؟
ولهذا التحدي قد اختاروا حق تقرير المصير للجنوب كمشروع فكريبشري ضمن مواثيق الامم المتحدة خير لهم من مشروع السودان الجديد الفكري السياسي العلماني لاقامة الدولة الحديثة العادلةالموحد سياسيا طوعا بين كل مكونات السودان الاقليمية المتعددة ثقافيا/ دينيا بحرية ومساواة. وهذا ما صحب البساط السياسي من تحت ارجلهم رغم انفهم؟ ايضا قبولهم بحق تقرير المصير لشعب الجنوب السوداني ولو يؤدي الى الاستقلال, الدليل على انهم ليس لديهم اي فكر سياسي بديل لاقامة الدولة الحديثة السودانية المتنوعة الشعوب والثقافات والاديان والاقاليم المختلفة الموحدة سياسيا كاساس للوحدة الجغرافية. وهي الازمة حتى اللحظة,والحل الوحيد الجاد حتى الان هو مشروع السودان الجديد للراحل الشهيد قرنق والا فان الانقسام السوداني حتميا ومستمرا لا محال؟ واذا لديك اي بديل انجع وافضل فارجو افادتنا به ؟
اخيرا, يبدو لي فات الاوان لكم جميعا ودعونا من الغلاط والانكار التاريخي كالعادة, فالان الواقع امامنا ومازال السلطة وقرارها السياسي العالي في يد نخب السلطة في الخرطوم, والرفض والتعنت لكل اصلاح او توافق وطني ايضا من قبل نخب الشمال في السلطة كالعادة؟ فاذا لديكم ما يخرجنا جميعا من هذا المأزق الذي ادخلتمونا فيه, فاهلا وسهلا, واذا ليس لديكم شئ كما تعودنا منذ الاستقلال. فاتركوا الاخرين لهم افكار واضحة كالشمس في تشخيص ازمات السودان وحلوله ايضا معا.
ومبدانا مشاركة الجميع كل من اقليمه, هذا ما طرحه د قرنق لنصل للتوافق حول كيف يحكم السودان وليس من يحكم السودان؟ فقط اعترفوا بحقيقة امركم والاقرار بفشلكم التاريخي وعجزكم السياسي, رغم انكم من اختطف سلطة دولة شعب السودان قبيل الاستقلال وفق السودنة, ثم فرضتم بالقوة فهمكم للدين وانتمائكم العرقي بالدولة الحديثة وتبريرها وشرعنتها بالدين حفاظا على امتيازاتكم,وتضليل جميع شعوب السودان بما فيهم شعب شمال السودان الذي اصبح اقليم مقفول بعد الاستقلال للاسف خاص بكم دون طائل او مقابل غير العبث حتى في قلب الخرطوم وباقي مدن الشمال والوسط كما واضح باعلاه؟
فمجرد فرضكم الاحادي للهوية السودانية على اساس العروبة وفهمكم للدين بالقوة العسكرية مستخدمين جهازي السلطة وما يسمى بالجيش السوداني في العدوان المسلح على الاخرين في داخل اقاليمهم. فتلقائيا, ان حق الدفاع المسلح للاخرين حق مشروع ومقدس لا ينزعه كائنا من كان؟ فاستلام الكيزان اللارهابيون عسكريا للسلطة في الخرطوم بالتواطؤ الواضح مع من كانوا في السلطة قبلهم, واستمرارهم حتى الان, هو اكبر دليل على البندقة والفشل السياسي الذريع لنخب الخرطوم واذلال شعب الشمال السوداني الحضاري في المقام الاول؟
انفصال الجنوب السوداني هو فشل نخب الشمال عموما, وبالاخص رجال السلطة في الخرطوم وحكام السودان المتعاقبون وليس العكس, ويعد دليلا عمليا لغياب العقل والفكر السياسي معا والاستخدام المدمر للبندقية من السلطة ضد شعبها. ببساطة لان الجنوبيون قدموا اطروحات سياسية للوحدة السياسية الفيدرالية , الحكم الذاتي, الكونفدرالية ..السودان الجديد الفيدرالي او ما يتفق عليه شعوب اقاليم السودان عبر الموتمر القومي الدستوري. كل هذه اطروحات سياسية من الجنوب لوحدها مقابل لا شئ لنخب الشمال في السلطة غير الحروب العدوانية في داخل اقاليم الاخرين, والانقلابات العسكرية والمجازر حتى فيما بينهم والاسلمة والتعريب القهري فكل هذه قنابل مدمرة من نخب الشمال لوحدهم لنصل الى الفاشية الان. في المقابل, فان شعب الشمال السوداني من العامة قد ظلوا ليسوا طرفا في هذا ولا ناقة ولا جمل لهم في كل هذا.
ثورات الاقاليم وحمل السلاح في داخل اقاليمهم ضد السلطة في الخرطوم, الدليل على ان هناك مشكلة اساسية في شرعية الدولةمنذ الاستقلال, وما ظل يمارسه حكام الخرطوم هو مجرد عدوان مسلح بالبندقية بدل العقل, لتكريس ظلم الاقاليم واخضاعهم بالقوة تحت الهيمنة والاستحواذ وغياب الفكر السياسي لرجال السلطة وليس العكس؟ شروع السلطات المتعاقبة للدولة المفترضة في مقارعتهم بالسلاح بدل السياسة هذا اكبر دليل على عقليةالبندقية لنخب السلطة في الخرطوم تاريخيا, لان مهام الدولة داخليا هي السياسة,كاساس لفض النزاعات الداخلية مهما كانت,يعني العقل وليس العضل؟ الزج بمؤسسة الجيش المحايد –افتراضا- كجزء اساسي لفض النزاعات الداخلية هنا الخواء السياسي الكامل لنخب السلطة في الخرطوم وقمة البندقة على الاطلاق وليس العكس؟
غياب الدستور الدائم المتوافق عليه بين جميع مكونات السودان منذ الاستقلال حتى خير دليل على غياب العقل لرجال السلطة وتكريسالبندقية في سدة قيادة السلطة السياسية في الخرطوم, واستخدام الانقلابات العسكرية في قلب المدينة الامنة وسط المدنيين, هي فوق التمرد والعدوان الاكبر على جميع شعوب السودان, ايضا تمثلكاعلى قمة ليس للبندقية وحسب, وانما نشر الدبابات في شوارع العاصمة, كنتاج للافلاس السياسي الكامل وترسيخ نهج البندقية يا زين العابدين في داخل الخرطوم؟ وارجو ان تكون موضوعيا, وصادقا وتطرح البديل الافضل مما طرح الاخرين وليست الغلاط والمخالطات بغرض خلط الاوراق للتضليل وهي قد طفحت وليست ناقصة.
عربي يعقوب محمد
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.