[email protected] • تنطبق مقولتنا "سماحة جمل الطين" تماماً على بعض مذيعات قنواتنا الفضائية، سيما قناة النيل الأزرق التي يبدو واضحاً أن بعض مذيعاتها يقضين جل وقتهن في تلميع وتبييض الوجه واختيار الثوب الجاذب، بينما يهملن جوهر الموضوع ولا يعددن أنفسهن لموضوع الحلقة التي يكن بصدد تقديمها. • فكثيراً ما تابعت برامجاً على هذه القناة تفننت خلالها هذه النوعية من المذيعات في لبس الثوب ووضع المكياج دون أن يتحضرن جيداً لإدارة الحوار مع ضيوف لو كنت مكانهن لأرتعبت من وجودهم بجواري في الأستوديو. • من المعيب أن يستضيف مذيع أو مذيعة أساتذة أجلاء يتضاءل المرء أمامهم لكي تطرح عليهم أسئلة لا تمت لموضوع الحلقة المحددة بصلة، أو أن تعلق أو يعلق على أناقة الضيف في وقت يتوقع فيه الضيف أسئلة تستحثه على إثراء النقاش وإفادة المشاهد الكريم. • والمعيب أكثر أن يجد الضيف نفسه مجبراً على إدارة الحلقة بنفسه وتتحول مضيفته أو مضيفه إلى مجرد ديكور لا أكثر. • ولا أدري كيف سيصبح حال بعض مذيعاتنا الجليلات لو أن مسؤولي القناة طلبوا منهن إعداد مثل هذه الحلقات بأنفسهن؟ • وقتها ما أظننا كنا سنفكر مجرد التفكير في الجلوس أمام تلفاز تطل منه إحداهن، لأن من يعجزن عن إدارة حلقات أعدت لهن كاملة بمحاور نقاشها وربما أسئلتها سيتسببن في كوارث لو فرض عليهن الإعداد. • ما أعادني بالذاكرة لهذا الموضوع الذي يوجع الكثيرين هو ما سمعته من إحدى مذيعات القناة قبل يومين أثناء تقديمها لآخونا العزيز الصحافي محمد صالح محمد صالح أو محمد صالح تربيع كما يسميه العزيز بدر الدين عوض الكريم. • تخيلوا أن مذيعتنا (اللبقة) بعد أن ذكرت لقب الأستاذ محمد صالح صحيحاً ( المستشار الإعلامي لمنطقة عجمان الحرة) أثناء مداخلته عن الأستاذ والفنان الضخم محمد الأمين متعه الله بالصحة والعافية - دون أن تدري - جاءت لتصحح ما ظنت أنه خطأً بعد انتهاء مداخلته فقالت "نشكر الأستاذ محمد صالح المستشار الإعلاني لمنطقة عجمان" بتأكيد غير عادي على حرف " النون"، والصحيح طبعاً هو المستشار الإعلامي. • لحظتها لم أصدق أذني فسألت من كانوا معي "أصحيح ما سمعته؟" فأكدوا لي جميعاً أن المذيعة قالت ما سمعته وليس غيره. • لن أبالغ حين أقول أن جدتي ( رحمها الله ) التي لم تدخل المدرسة ولم تحضر زمن القنوات الفضائية التي تهتم بالشكل أكثر من المضمون كانت تفرق تماماً بين "الإعلان" و" الإعلام". • والواقع أنني لم أسمع ولا أظنني سأسمع بلقب "المستشار الإعلاني" لا لمنطقة عجمان ولا لغيرها. • ومن يومها بدأنا (نشاغل) أخونا الأستاذ محمد صالح بلقبه الجديد الذي أضافته له المذيعة المبتكرة! • ولك أن تتخيل عزيزي القارئ المهام التي يمكن أن توكل لهذا المستشار الإعلاني! عجبي منهن مذيعات. • استغربت لهذا الاستعجال فالمذيعة المستنيرة لم يكن لديها الاستعداد الكافي لحفظ لقب تضمن خمس كلمات رغم أن القناة نفسها سبق أن استضافت قبل أيام وليس أشهراً الأستاذ محمد صالح قبل في حلقة كاملة عن السياحة وقع خلالها أيضاً مضيفيه في العديد من الأخطاء من ضمنها التلعثم أكثر من مرة في اللقب ذاته. • ثم أن منطقة عجمان بالمطلق لا يمكن أن يكون لها مستشاراً يا أختي الكريمة مذيعة قناة النيل الأزرق ولو فكرت لكسر من الثانية لما أوقعتك (الشلاقة) في خطأ كهذا.. كما أن عجمان إمارة وليست منطقة وهذه معلومة تعرفنا عليها في دروس الجغرافيا في مراحل الدراسة الباكرة جداً. • ونتطلع ليوم يفهم فيه القائمون على بعض قنواتنا الفضائية أن أخطاءً من هذا النوع تتسبب في حرج كبير لمن يعملون خارج البلد من أبناء وطننا الحبيب، لذلك لابد من تحري الدقة وإفساح ثوان معدودة لحفظ لقب من يريد مقدمو هذه القنوات استضافته.. وبالطبع لن أطيل في الحديث عن أهمية الإعداد الجيد أو أتوقع من مثل هذه المذيعة أكثر من الحفظ الجيد للقب ضيفها، لأن من تعجز عن ذكر لقب ضيفها صحيحاً لا يمكن أن يكون لديها الوقت أو الرغبة في تجهيز نفسها لحلقة تنوي تقديمها. • ومثل هذه الأخطاء الفادحة والسطحية في التناول تجعلنا نتساءل عن معايير اختيار المذيعات في بعض قنواتنا الفضائية!