بسم الله الرحمن الرحيم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. تمر علينا الذكرى الستون لاستقلال السودان هذه الذكري المجيدة الخالدة التي سطرها لنا التاريخ عبر الزمان والمكان ، فينظر الواحد منا الى تداعي الوطن وما آل اليه من تراجع في وحدة الصف ومن اشتعال نار القبلية والجهوية والمحاباة . رحم الله الزعيم الراحل الازهري الذي قال في خطابه بمناسبة اول يوم في استقلال السودان : " إذا انتهى بهذا اليوم واجبنا في كفاحنا التحريري فقد بدأ واجبنا في حماية الاستقلال وصيانة الحرية وبناء نهضتنا الشاملة التي تستهدف خير الأمة ورفعة شأنها ولا سبيل إلى ذلك الا بنسيان الماضي وطرح المخاوف وعدم الثقة وأن نُقبل على هذا الواجب الجسيم أخوة متعاونين وبنياناً مرصوصاً يشد بعضه بعضاً ، وأن نواجه المستقبل كأبناء أمة واحده متماسكة قوية " أحقا اصبحنا اخوة متعاونين وبنيانا مرصوصا أم أمة يأكل قويها ضعيفها ؟ كلما مرت علينا تلك الذكرى تتساقط من نفوسنا آمال الأمس واليوم وتندثرأحلام الغد.. لان الوطن كان ينعم بالخير والرخاء ، مشروع على امتداد البصر ، سكة الحديد تتهادي شموخا ، عملة تناطح الدولار ، وطنية لا يتنازع عليها اثنان ، مساواة ، عدل ، انسانية ، ..... لاهم ولاغم ولا مشغولية " بلقمة العيش" الان وبعد مرور ستين عاما ماذا تبقت من تلك النفحات ؟؟ مرت السنون وما زالت الساحة الوطنية في السودان شبه فارغة، بل أصبح يملؤها المتملقون للسلطة أو الانتهازيون أو المعارضون أو جميعهم من دون فائدة ، وذلك رغم كل الدروس والعبر التي قدمها لنا صناع الاستقلال على مر السنين. مرت ستون عاما ولم يحصد السودانيون سوي المحاصصة السياسية التي اقعدت شعبنا الصامد في درك الفشل وما مؤشر الفساد الذي وضع السودان فيه ضمن الاوائل في قمة القائمة ببعيد تمر علينا ذكري الاستقلال وساستنا يلوحون برفع الدعم عن المحروقات والقوت الذي يعتمد عليه الشعب لتزداد المعاناة تمر علينا الذكري ومافتئت الخلافات والمطاحنات تراوح مكانها تمر علينا الذكرى والنظامُ هو النظامُ مع بقاء اللونِ والأسماءِ سرقوا حليب صِغارنا فتكوا بخير رجالنا هتكوا حياء نسائنا خنقوا بحريّاتهم أنفاسَنا وصلوا بوحدتهم إلى تجزيئنا تمر علينا ذكري الاستقلال عاما تلو عاما والحال ياهو الحال ، معاناة في سبيل كسب العيش ، تعليم يتراجع للوراء ، فرقة وشتات ، توكيل الامور لغير مستحقيها ، ظهور طبقة المتنطعين وأنصاف المتعلمين و...و.... !!! الى متي تنزف البلاد أليس فينا رجل رشيد يقود دفة السودان من جديد يعيد ماضى جدي الصنديد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.