حركة وجيش تحرير السودان قيادة الوحدة، تؤكد أن الوصول إلى حل سلمي في دارفور هو ضرورة إنسانية وإقتصادية وسياسية ملحة. وحتى يكون السلام حقيقياً، ودائماً وعادلاً، لابد من مشاركة جميع الأطراف في أي عملية تفاوض لفض النزاع. من هنا تأتي قناعتنا التامة بالدور المهم والمفصلي لمشاركة كافة الحركات في السعي من أجل السلام، فهي التي تصدت لقضايا دارفور وظلامات أهلها وقادت الثورة فيها ودفعت ثمناً غالياً في سبيل ذلك. إن مفاوضات الدوحة بين حكومة الخرطوم وحركة العدل والمساواة وحدها ودون مشاركة الآخرين، تمثل إعادة إنتاج لتجارب سابقة، وتكرار لنمط ومنهجية المؤتمر الوطني في تجزئة السلام، كما حدث من قبل في إتفاقية السلام الشامل، والتي أثبتت الأيام أنها ليست كذلك، وغني عن القول ماحدث في أبوجا. وبالتالي فإن النهايات المنطقية، لما يحدث في الدوحة إنها لن تقود إلى حل. الحقيقة أنه عندما بدأت الثورة المسلحة في دارفور من أجل إسترداد حقوق أهل الإقليم المهضومة، والخروج من دوامات التهميش والظلم، فجّرت حركة تحرير السودان العمل النضالي وجاءت من بعدها حركة العدل والمساواة السودانية عقب إنشقاقات في صفوف ما يسمى بالحركة الإسلامية. وبالرغم من المشاركة البارزة لقيادتها في نظام المؤتمر الوطني فقد تم قبولها كفصيل مقاوم. ومن بعد مواقف وتجارب عديدة شاءت حركة العدل والمساواة الرجوع "لدارها القديم" عبر بوابة الدوحة، على نحو ما نشاهده هذه الأيام، وهذا خيار يخص حركة العدل والمساواة وحدها، ولا يعني بأي حال من الأحوال أن قضية دارفور والسودان قد حُلت. نحن كحركات مقاومة وشعب في دارفور إذ نؤكد إدراكنا لأهمية وحدة الصف الدارفوري من أجل قضاياه العادلة، نعمل الآن في خطوات جادة ومحددة، سياسية وعسكرية من أجل وحدة حقيقية، لمواجهة تحركات الإسلام السياسي الذي اثبتت التجربة عقم وجمود سياساته. وفي هذا الصدد، أن ما يجري الان في قطر لن يشق مجراً جديداً في قضايا دارفور والسودان، وبالتالي نؤكد لشعبنا المرابط في القري والمخيمات ومعسكرات اللجوء والمنافي وللشعب السوداني عامة والاسره الدولية، بأننا سنواصل نضالاتنا في شتي المجالات حتي يصح الصحيح. الثورة مستمرة.... والنصر للمهمشين،، د. شريف حرير مسئول ملف التفاوض والعلاقات الخارجية 18فبراير 2009