عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عن كونج ...زيادة : لم يكن هروباً بقدر ماكان محاولة للابتعاد عن أرق يلازمني يرسم جدارية تتناثر فيها صورا للأطفال وأشلائهم.. تحاصرني الوجوه فيها ..وجوه أطفال المجازر في غوطة دمشق في حلب في سوريا على امتدادها.. في فلسطين ..أطفال النزوح في دارفور.. المجموعات القصصية حيث الشخصية المحورية طفل كما في( حفنة تمر) المبدع الكبير الطيب صالح.. ..تأسرني بحكاياتها..ولاتغادرني ابدا..حتى وإن كان طفلا يدير ظهره لي ولكل العالم المجنون.. مثل (حنظلة) (العلي). . مُصرا على عدم مغادرة العاشرة وإن كان أكثر نضجا من أكثرنا حكمة..!هذه الحكايات آسرة جدا بالنسبة لي ولاتغادرني ابدا..حتى أنها ربما تسربت أو ترسبت.. لا أدري إلى لاوعي أو إلى وعي جدا.. فمعظم شخصياتي المحورية في مجموعتي القصصية التي لم تنشر ...وربما لن ..كانت تدور عن ...وحول أطفال..وحتى مسودات مجموعتي الجديدة يتقافز فيها الاطفال باحلامهم أحزانهم وكل عذباتهم..ما أردت قوله إن الأطفال ..الطفولة ..لدى قضية محورية.ولايمكنني أن اسامح . من يسلبها. حقا من حقوقها ناهيك عمن يسلبها حياتها بهذه الصورة البشعة. ..ما اردت قوله ..وما لم أقله .. ويحييي .....هو ..هيباااان ..!! جدارية الصور وشلالاتها تلاحقيني بأرق أحسه سرمديا ..لحظات احسد فيها من لديه المقدرة على التناسي أو النسيان ..احسد أولئك الذين لا تعنيهم الأخبار البته..ولايعملون في حقلها ولايتسقطونها ..هنا..وهناك..احسدهم جدا.. القراءة وحدها تساعدني في التغلب على أرق مثل هذا ..مجموعة من الروايات وصلتني حديثا ..صوبها أتوجه ..كونج حمور زيادة تبتسم بتواطؤ..ابادلها الابتسام ثم ادلف إليها..لكنها الرواية وفي اولى صفحاتها..لم تبتسم..تدحرج رأس (شامة على الله )مقطوعا ومفصولا عن جسدها ..دم ورأس مقطوع في الروايات ايضا !!ً كان ذلك كفيلا بأن يجعلني اضعها جانباً ..لكني لم أفعل..تمكن الكاتب من جذبي إلى النص ببداية رغم كونها صادمة الإ إنها جاذبة تورطك في الحدث مباشرة بلغة القصة القصيرة حيث العبارات موجزة وقصيرة وبايقاع سريع يشي بامتلاك الكاتب ناصية النص تماما ...كيف يمكن للروائي أن يستفيد من القاص داخله ??استفهام تجيب عليه أولى صفحات الرواية .. القرية الوادعة ..تنقلك الرواية إلى الحدث الأكثر أهمية فيها..جريمة قتل ..في قرية ترفل في لامبالاتها وروتينها اليومي .بل حتى الموت تعتبره حدثاً عادياً لايستدعي الإنتباه إلا للإجابة عن سؤال هل سيواصل الميت طريقه الذي بدأه نحو الآخرة ام سيعود ??! عودة الأموات أنموذج الموروث الشعبي الشفاهي الذي إستطاع الكاتب إدراجه داخل النص بسلاسة تجعل الأمر طريفاً لديك كقارئ..ولا يشعر بفداحته سوى أهل الميت ..فالعائد هنا ليس شريراً هو لا يطلب سوى حاجاته اليومية ناسياً أن فعل الموت قد حدث له هو بالذات !! الكونج ..أنموذج لحياة ..كاملة حياتنا نحن شعوب العالم الثالث ..القرية التي تضرب فيها المرأة تأ ديباً ولا يعتد برأيها اطلاقاً بل البعض لازال مثل (بكري الأعرابي) يعتبر المرأة (كالنعل والحمارة) ثم يتبع ذكره ًإياها كلمة لا مؤاخذة..البعض ليس مثل الأعرابي ..يمارس عليها عنفاً لفظياً فقط ..ولكنه ايضاً مثل خضر الريافي يمارس ضدها عنفاً جسدياً ..مستمتعاً بساديته تجاهها..ولايتركها..حتى وهي على حافة الجنون..والذهان ..والذهول.. الكونج التي( لا عمل لأهلها سوى الثرثرة..والنميمة..ثم الزراعة لاحقاً وفي أوقات الفراغ.)..(تقتات الحكايات حتى تذبل) ..كونج هذه أم سوشيال ميديا??.. الكونج التي تحدث فيها جريمة قتل.. نحر كامل لامرأة فيتسابق الجميع ليس للعثور على القاتل كما يُظهرون ..ولكن إستغلالاً لتأكيد سلطتهم المطلقة ..يتسابقون لذلك كأنهم في ماراثون لإثبات الأكثر قوة وحضوراً وتاثيراً على أهالي القرية..ومجريات الأمور والأحداث فيها.. لم يكترث أحدهم للجانب الإنساني للجريمة ..لم يرث أحدهم للقتيلة سوى نفاقاً ..اهتمامهم بالحادثة و سبب الجريمة الغامض لم يكن غير سعياً لإشباع فضول الثرثرة والنميمة داخلهم..بل وجدوا الحادثة فرصة للثرثرة حول سيرة القتيلة السيئة في شبابها وتسترها على خطيئة ابنتها لاحقاً .. الخطيئة التي لم يعرف أحدهم لها طريقاً من قبل..! عدا عندما أتت إليهم ابتسام المعلمة ..وكل يحكي عن ابتسام ويصنع حول نفسه هالة ملائكية مُدنيا للآخرين..مثلما يحكي أحدنا عن الموت ذلك الشئ الذي يحدث للآخرين ولايحدث لنا ابداً ! نجح الكاتب في التحليق بنصه وقارئه في أجواء الكونج ..وتفاصيل أيامها..خاصة مشهد قص أثر القاتل والكرنفال الذي أحاط به ..ودهشة الأطفال الذين لم يشهدوا حدثاً أكثر أهمية في سنوات طفولتهم..من هذا الحدث سوى احتراق جنينة (زيادة حسن) الحدث الذي يحكي عن حماقة الكبار ويستمتع به الصغار.. لكن ليسً دائماً حماقات الكبار متعة للصغار ..احيانا تكون أرواح الأبرياء الصغار ثمنا باهظاً لحماقات الكبار..هنا لا أحكي عن الكونج.. ! : ..في مقابل استغلاليةرجال الكونج و حبهم السيطرة..هناك نساء الكونج متفردات الموهبة مثل حد الزين المخلصة تماما لموهبة النميمة..تماما يمكن القول إنها أنموذج لوكالة أنباء تنقل الحدث بتفاصيله الكاملة تلك التي اسقطها اهل القرية حيث دائما( الحق احق ان يقال والنصيحة لا تعرف إبن الأم )..وغالبا الشخص الذي تدور حوله النصيحة يكون غائبا تماما عن المجلس.. !! وربما قتيلا مثل (شامة على الله ) حليمة الغائبة عن دنيا الكونج والمتسربلة بسذاجتها وربما اوهامها تعرضت للعنف باكراً من اسرتها ..ثم لاحقاً زوجها حتى صارت على مشارف ذهان وذهول حقيقي : ولكن الأمر يمر كباقي الأمور والأحداث في الكونج ..عادياً ..وربما تتحول مع الأيام إلى امرأة مبروكة فهي ترى مالايراه الأخرون وتتحدث إلى الموتى فأهل الكونج يقدسون من يمت إلى الغيب بصلة ما...مثل( الوراريق )ويلتمسون لديهم البركة والعلاج ..بل وحتى تفسيرا حقيقيا لما يحدث في عالمهم ..هنا تظهر سلطة أخرى مسيطرة على الكونج تشارك في لعبة استغلال اهل الكونج بصرفهم عن التفكير المنطقي والواقعي ورد كل شيء لعلم الغي ..هنا تظهر سلطة أخرى مسيطرة على الكونج تشارك في لعبة استغلال اهل الكونج بصرفهم عن التفكير المنطقي والواقعي ورد كل شيء لعلم الغيب الذي لا ينبغي لأحد الخوض فيه..!!وإلا اُ عتبر كفراً بينا.. (رضوة جبريل )التي تذهب في عشقها لعلي صالح إلى آخر الشوط غير مبالية بسمعتها..وسمعة زوجها بل وانسانيتة توجه له الإهانة فيردها ضرباً و صفعات ..تذهب حدا في الوله لدرجة العفو عن على صالح رغم قتله والدتها..فهل يمكن أن يكون العشق سببا لذلك ام إنها تعرف ذلك السر الغامض ..الذي لم يبح به على صالح لأحد ..فقط ذكر أنه فعل ذلك قضاءً وقدراً( قدر الله)..هكذا بمنتهى البساطة..أم حقاً هو مصاب بمرض نفسي ما يجعله يرتكب جرائما وهو نائم ويخيل إليه أنه يحلم..أم هذه حيلة منه كقاتل كم تبدو الرواية مراوغة هنا !! الطاهر نقد الأعمى (المبصر الوحيد) ..يرى أهل الكونج منافقين ..وماحل بهم سوى لعنة..(انتظروا وستروا عجائب قدرته في هذا البلد الذي يخدع نفسه).. الكونج تبدو..وتبدأ كراوية بوليسية..لكنها لا تنتهي بحل اللغز ..والوصول لدافع الجريمة ..فقط.. الكاتب يمكنه معرفة السبب إذا أخبرني سأنم به اليكم ..عندها تكون قد تقمصتني روح (حد الزين) تماما!!