من غرائب الأخبار التي راجت ، خلال الاسبوع الماضي عودة مواطن بمدينة المناقل الى الحياة بعد أن تم "غسله وتحنيطه وتكفينه" ، وتشييعه الى مثواه الأخير بمقبرة المناقل ، وبينما الناس تصلي صلاة الجنازة، شاهدوا "فرفرة" داخل الكفن ، فسرى خوف عظيم بين المشيعين وهرب بعضهم من المقبرة، بينما بقي البعض الاخر ، وهم يسارعون بفك "الكفن" . وكانت دهشتهم أن طلب المتوفى "افتراضيا" "كوز موية" !. تلك القصة عرفها الناس بل أوغلوا في التفاصيل بأن الرجل بعد عودته الى الحياة بعد غيبوبة خاطفة، مضى يستمع الى المذياع بكل اريحية أمام منزله ، ولايولي أي إهتمام للمصير الذي كان سيساق اليه ، دون حتى أن يسقى " قطرات ماء"!!. القصة يجب أن لا تمر مرور الكرام، مثل أي غريب وعجيب في بلادنا، فهي تشكل خطرا وهلعا بين الناس ،و تجعل البعض يتساءل بموضوعية ترى كم من أهل السودان دفنوا أحياء؟!. شخصيا أذكر أن حاج العوض ونحن صبيه صغار تحدث في مجلسه أن"فلانا"وأشار باسم أذكره جيدا ، ولكن لن اكتبه حتى لا افتح ملفا منسيا، قال" في وفاة فلان حدث أمر عجيب ،فبينما نحن نضع الجثمان في القبر، شعرنا بحركة خفيفة ، فعجلنا بالدفن، ومن بعده تحث بعض الحضور عن الحالات المشابهة كالرجل الذي تبلل كفنه بقطرات دم اثناء الدفن ، وبجهل أو قُل عدم دراية تمضي هذه الاحاديث بكل ماتحمل من خطورة ، وتصبح مجرد حكايات تروى للتسلية أو تمضية الوقت أو إسترجاع ذكريات يتعاملون معها فقط على انها غريبة، وهم لايشككون أبدا في حدوث وفاة أي من دفنوهم . نعم عودة "زول المناقل" الى الحياة ، وتلك الأحاديث التي سمعناه ونحن صبية صغار كلها تشكل مؤشر بالغ الخطورة، وربما تفتح بابا واسعا للأسئلة ترى كم من أهل السودان دفنوا وهم أحياء، خاصة في الأرياف البعيدة التي لايتوفر فيها "تمرجي" ناهيك عن " طبيب" ، يفحص المتوفى قبل دفنه ، للتأكد تماما من حدوث الوفاة..الان ربما يعود نفر كثير بذاكرته للوراء في محاولة جادة لاسترجاع بعض الحالات التي حدثت لمتوفين في الارياف البعيدة خلال سنوات خلت ، فحتما ستضج الذاكرة بحالات شبيهة حدثت لكثيرين ربما دفنوا قبل وفاتهم !. الواجب فعله الان أن يصدر تشريع صريح ينص على عدم دفن أي شخص مالم يعاين جثته طبيب ، ليصدر بموجب ذلك شهادة وفاة، وهو أمر معمول به في كل انحاء الدنيا، ولايحتاج كبير عناء في الوقت الحالي ، فمعظم ارياف السودان الان بها أطباء وممرضين ، حتى لانشهد حادثة مماثلة لماحدث "لزول المناقل" الذي أعادته رائحة التحنيط النفاذه للحياة حيث فاق من غيبوبة عابرة .. ومضى لايبالي بما حدث وهو بستمتع بمذياعه في فناء منزله الذي تحول الى فرح بعد حزن لم يدم طويلا.. لذلك أوصيكم أن لاتستسلموا لغيبوبة خاطفة ، ربما عجلت بدفنكم ..وغالبا لن تتوفر إجابة عن من هو المسئول؟!. ودمتك بصحة وعافية . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.