( 1 3 ) tharwat gasim [[email protected]] مقدمة هذه مقالة من 3 حلقات : في هذه الحلقة الاولي نحاول استعراض خلفيات زيارة الرئيس البشير الي السعودية ( من الاربعاء 30 ديسمبر 2009م الي يوم الجمعة اول يناير 2010م) . في الحلقة الثانية والثالثة نحاول معرفة السبب الحقيقي وراء هذه الزيارة التاريخية ؟ خلفية بدعوة كريمة وملحة من خادم الحرمين الشريفين ، استجاب الرئيس البشير للاصرار الملكي وزار السعودية من الاربعاء 30 ديسمبر 2009م الي يوم الجمعة اول يناير 2010م.... يوم الاحتفال بعيد استقلال السودان ال 54 . لابد ان يكون امر جلل ذلك الذي ابعد الرئيس البشير عن السودان في يوم الاحتفال بعيد الاستقلال المجيد . وهو امر لم يحدث منذ ان نال السودان استقلاله في اول يناير 1956م . اذ حرص كل رؤساء السودان ، خلال ال 54 سنة الفائتة , علي الاحتفال بعيد الاستقلال في يومه , وفي ومن داخل السودان . يا تري، ماهو السبب وراء هذه الزيارة المفاجئة , والبالغة الاهمية والتي لم يتمخض عنها اي قرار مصيري يزيل غموضها , ويفسر اهميتها , ويعلل فجائيتها ؟ التغييب المقصود والكامل لاي معلومات وافادات عن فحوي واهداف الزيارة التي باغتت الشعب السوداني ، اعطي وقوداً لمكنة الإِشاعات والتخرصات داخل الخرطوم ؟ ضيافة تسعة نجوم ؟ الحفاوة المبالغ فيها للترحيب بالرئيس البشير تثير اكثر من سؤال وترفع اكثر من علامة استفهام؟ كان استقبال الرئيس البشير في مطار الرياض استقبالاً جمع بين البروتوكول , والحميمية , والعلاقة الخاصة جداً . كان في استقبال الرئيس البشير جلالة الملك عبد الله شخصياً , محاطاً بكل الامراء الكبار من بني سعود. كان المطار مولد امراء . ثم اصطحب جلالته ضيفه العزيز الي مزرعته الخاصة في الجنادرية وليس الي المنزلة الرسمية للضيوف الرؤساء في الرياض . واقام الرئيس البشير ليلته في مزرعة جلالة الملك الخاصة , بعد حفلة عشاء جمعت حول الرئيس البشير صفوة الصفوة من امراء بني سعود. كان حول الرئيس البشير الملك عبد الله بن عبد العزيز ، الامير متعب بن عبد العزيز ، رئيس البيعة ، الامير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد وزير الدفاع والمفتش العام , الامير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الداخلية , الامير سلمان بن عبد العزيز امير منطقة الرياض ، الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ... وجميع ابناء الامراء العظام المذكورين اعلاه . ودقشة امراء اخرين عظام من البيت المالكي السعودي . حيث ما التفت يقع بصرك علي امير عظيم ؟ كان الرئيس البشير بين اهله مسرورأ ؟ الحكاية شنو يا زول؟ تلك كانت امسية تاريخية بحق وحقيق . خصوصاً في تاريخ بلاد السودان كما سوف نري لاحقاً . ولكن وكما يقول الخواجات ، ليس هناك دعوة غداء مجانية ... ولكل شئ ثمنه. يا تري ، ماهو الثمن الذي دفعه الرئيس البشير مقابل هذه الحفاوة ؟ ومقابل ( الكبسة ) ... ( الفتة ) ... الملكية التي استمتع بها في العشاء الملكي الباذخ ؟ سوف نعرف ذلك لاحقاً .... صبراً يا هذا ؟ امضي الرئيس البشير ليلة الاربعاء 30 ديسمبر 2009م في مزرعة جلالة الملك الخاصة ... وكأنه جزء اصيل من العائلة المالكة ... وليس ولي حميم وبس . معرفة السبب تبطل العجب ؟ عدة علامات استفهام تطل برأسها : فجائية الزيارة ، غياب الرئيس البشير عن بلاد السودان في يوم استقلال بلاد السودان ال 54 ... في سابقة لم تحدث من قبل ومنذ استقلال السودان في اول يناير 1956م ، الكرم الحاتمي تسعة نجوم الذي قوبل به الرئيس البشير ، مشاركة كل الامراء الكبار من بني سعود في الحفاوة واستقبال واكرام الرئيس البشير ، ثم خلو الزيارة من اي اجندة مصيرية تعلل اهمية الزيارة والحفاوة الغير مسبوقة للاستقبال والتكريم. اذا جمعت كل هذه المعطيات سوف تشعر بالدوار . ولن تجد اي اجابة صريحة تشفي غليلك. فالبيان الختامي للزيارة , والتعليقات والتصريحات الرسمية للزيارة لم تقل شيئاً علي الاطلاق . مجرد كلام هوائي يصلح لتركيبه فوق اي زيارة للرئيس البشير لاي بلد من بلاد الدنيا. وتصريح سعادة سفير السودان في المملكة بان الرئيس البشير حضر للملكة ، ضمن امور اخري ، لتهنئة الامير سلطان بن عبد العزيز بسلامة العودة من المغرب ... هكذا تصريح فيه استخفاف بالعقول , وضحك علي الذقون , واتهام للسامعين بالغباء والبلاهة . ولكن اري ، يا هذا ، ان صبرك قد نفد ولم يبتل الابري بعد ؟ وتريد ان تعرف ما وراء الاكمة ؟ دعنا نبدأ القصة من طقطق بدلاً من الاخر كما يقول اولاد بمبة . ودعنا نضع عليها بعض الشمارات والمقبلات التي تشرح نفسك وتهيئك لقراءة القصة وفهمها . وهي , بعد , قصة حقيقية , حتي بشماراتها ومقبلاتها ؟ اذن دعنا نبدأ بعدة محطات تشرح خلفية هذه المسرحية الامعقولية ( هي فعلا كذلك ! ) وتداعياتها ومآلاتها . وذلك قبل أن نصل الي مربط الفرس ونشرح السبب ( وهو واحد أحد لا ثان له ) من وراء زيارة الرئيس البشير للمملكة ؟ سيناريوها ن ؟ ولكن قبل ان نبدأ أستعراض المحطات , نشير الي توكيد الرئيس البشير في خطابه للامة السودانية ( يوم الاحد 3 يناير 2010م بدلاً من الجمعة 1 يناير 2010م ) بان استفتاء يوم الاحد 9 يناير 2011م سوف يتم في حرية وشفافية ونزاهة وبدون ضغوط علي الجنوبيين حتي يختاروا خيار الوحدة عن قناعة وطواعية . ولا تملك الا ان تضحك ( حتي تقع علي قفاك ؟ ) وانت تسمع الرئيس البشير يتكلم عن خيار الوحدة ؟ بعد ان طارت العصفورة من القفص وهرب الجواد من الاصطبل ؟ ولا تملك الا ان تجر قنبورك ؟ هناك سيناريوهان لعملية الاستفتاء ( والانتخابات ) : سيناريو شيلني واشيلك ( التفتيت) ... وحتمية وقوعه 100% وليس 99% ؟ وسيناريو شوكة الحوت ( الوحدة ) ... وحتمية حدوثه صفر كبير وليس 1% ؟ في سيناريو شيلني واشيلك ، يترك نظام الانقاذ مطلق التصرف للحركة الشعبية في أدارة ( طبخ ؟ ) عملية الاستفتاء . عمليات التسجيل والتصويت والفرز في الاستفتاء تتم في الجنوب تحت السيطرة الحصرية للحركة الشعبية . بدون ادني بصبصة ( دعك من مشاركة ) من نظام الانقاذ . وفي المقابل تترك الحركة الشعبية مطلق التصرف لنظام الانقاذ في أدارة ( طبخ ؟ ) عملية الانتخابات ( ابريل 2010م ) في الشمال . لن تقلب الحركة الشعبية اي ترابيز في حالة حدوث تجاوزات انقاذية في عملية الانتخابات في شمال السودان . في هذه الصفقة الشيطانية ( موضوع هذا المقال ) تقول الحركة الشعبية لنظام الانقاذ : شيلني في الجنوب ، اشيلك في الشمال ! حك لي تحت , أحك ليك فوق ؟ والخائن الله يخونوا . ولكم دينكم ولي دين . اما سيناريو شوكة الحوت فهو السيناريو المفضل للشعب السوداني ! ولكنه للاسف سيناريو قد تم تفطيسه بواسطة نظام الانقاذ , وكذلك الحركة الشعبية . في هذا السيناريو تنسق الحركة الشعبية مع المرحوم تحالف جوبا المعارض , علي مراقبة انتخابات ابريل 2010م في الشمال لضمان نزاهة وحرية وشفافية هكذا انتخابات . كما يشارك نظام الانقاذ مشاركة فعلية وفاعلة في أدارة الاستفتاء في يناير 2011م في جنوب السودان لضمان نزاهة وشفافية وحرية هكذا استفتاء . انتخابات نزيهة مقابل استفتاء نزيه . ولكن للاسف هذا السيناريو مرفوض من قبل نظام الانقاذ ... وكذلك من قبل الحركة الشعبية ، لانه سيناريو الخسران المبين لكليهما . ومرفوض من كليهما لأنه سيناريو النصر المبين للشعب السوداني العظيم ؟ ان يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ) . 2 ... الممتحنة ) . رجاء اخير : في يوم الاثنين 3 يناير 2010 , صرح د. كيجى جرمليلى رومان ( الناطق الرسمى للحركة الشعبية لتحرير السودان – القطاع الشمالى ) بأن ( نزاهة الانتخابات ضرورة للسلام والوحدة فى الفترة المقبلة ؟؟؟؟) ؟ نرجو من اليوم فصاعداً ان لا يتكلم اي سياسي ( شمالياً كان ام جنوبياً ) عن نزاهة الانتخابات/ الأستفتاء أو عن جعل خيار الوحدة جاذباً . اي كلام عن نزاهة الانتخابات/ الأستفتاء أو عن خيار الوحدة , بعد يوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2009م هو تغميس خارج الصحن , وعرضة خارج الزفة , وضحك علي عقول السودانيين ، حتي العنقالة منهم . تم دفن الميت يوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2009م تحت قاعة المجلس التشريعي القومي . وسوف يتم تحرير شهادة الوفاة في يوم الاحد 9 يناير 2011م. الفاتحة ...... البركة فيكم اهل السودان الواحد الاحد المتوحد المتحد . ونعود بعد شيلة هذه الفاتحة الي قصتنا موضوع هذه المقالة ... والي المحطة الاولي في هذه المسرحية الامعقولية. الرئيس ريغان كان الرئيس ريغان صديقاً حميماً للرئيس نميري . وكان ريغان يقول عن نميري ضاحكاً : ( He is a son of a bitch but he is our son of a bitch ) وترجمة تلك الكلمات بعربي جوبا : نميري ابن...... ولكنه ابننا . وكان اسم ريغان اسم بيت ( معروف للكل ) في غرب السودان عندما اجتاحته المجاعة في الثمانينات . نعم ..... كان التيار موصولاً بين الرجلين , ويسبحان علي نفس الموجة . فكلاهما خارج الشبكة الثقافية والفكرية والمعرفية . كانت تلك ايام نضرات ... كما يقول الدكتور منصور خالد.. ايام كلها سمن وعسل ولبن بين امريكا ريغان وسودان نميري . وكان نميري عندما يحتاج لشحنة بترول مجانية من السعودية يتلفن لصديقه ريغان , الذي لا يتواني في الوساطة لدي ملك السعودية , فتصل الشحنة لبورتسودان في اليوم التالي مباشرة , بعد ان يقتص منها المستشار فرعون وجلاوزته في الخرطوم اكثر من اربعين في المائة . كانت تلك ايام ريغان . ولكن انقلب الحال رأساً علي عقب ايام الرئيس اوباما. واصبح الرئيس اوباما يوسط خادم الحرمين الشريفين اذا اراد شيئاً جللا من الرئيس البشير . ( كما سوف نري لاحقأ ) ؟ اذ ليس عند اوباما لا خيل ولا مال يغري بها الرئيس البشير . كما انه وحسب القانون الامريكي لا ينبغي له الاتصال المباشر بالرئيس البشير ، رغم ان الادارة الامريكية لا تعترف بمحكمة الجنايات الدولية وقراراتها . ولكن الانتقائية وازدواجية المعايير متوفرتان وبكثرة في دنيا ساس يسوس. انتهت المحطة الاولي . دعنا نبدأ المحطة الثانية في الحلقة الثانية . يتبع