إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع قانون الأمان الاجتماعي .. بقلم: محمد علي خوجلي
نشر في سودانيل يوم 21 - 09 - 2016

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الهدف الرئيسي للمبادرة السودانية لتعزيز الحماية الاجتماعية أغسطس 2015م "ونطلق عليها المبادرة عبر المقال" جذب الشركاء, لرفع الوعي, وتنظيم أعمال وجهود مشتركة بشأن قضايا الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعاملين والمواطنين.
وعندما طرحت الدولة في 2011م مشروع قانون الضمان الاجتماعي, كان محل اهتمام هيئة الدفاع عن الحقوق الاقتصادية بإبداء الملاحظات حوله, مع إعداد البحوث اللازمة وتواصل جهدها عبر مشروع 2012م و2014م حتى قيام "المبادرة" التي أعدت دراسات متخصصة وعقدت جلسات نقاش وندوات صحفية نشرتها بوسائل مختلفة ومتواضعة ومنها الصحف اليومية السودانية بشأن قانون الضمان الاجتماعي 2016م.
وشارك مع "المبادرة" والى جانبها: المنتدى القانوني, مركز الدراسات النقابية وحقوق الانسان, مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية, لجنة المعلمين, رابطة معاشيي التأمين الاجتماعي بولاية الخرطوم, ومجموعات من المعاشيين "السكة الحديد/ الخطوط الجوية السودانية/ مؤسسة السكر/ البريد والبرق" وغيرهم ومجموعة نقابيين سابقين ومجموعة خبراء في قوانين التأمين الاجتماعي والمعاشات والعمل. وسعت "المبادرة" لاشراك كل الفاعلين في هذا المجال "اتحاد العمال, اتحاد معاشيي الخدمة المدنية" وغيرهم وقامت بإجراء دراسات تفصيلية شملت كافة موضوعات مشروع القانون الجديد وكانت نتيجة الحوارات والنقاشات الاتفاق على الملاحظات والتوصيات.
وبادرت لجنة الشئون الاجتماعية والانسانية وتزكية المجتمع بالمجلس الوطني بالاتصال بالمبادرة ومناقشة توسيع الحوار المجتمعي ومن نتائجها عقد اللجنة لمنتدى "المركز العربي للتأمين الاجتماعي – 29 اكتوبر 2015م" التابع لمنظمة العمل العربية وشاركت فيه كل الأطراف والادارات الحكومية وادارات الصناديق. وقدمت "المبادرة" ورقتها النقدية وأجيزت توصياتها (!)
وان "المبادرة" بالتعاون مع "الشركاء" بعد التوقيع على القانون تضع أمامها واجبين:
1/ الملاحظات حول قانون المعاشات والتأمين الاجتماعي 2/ توثيق تجربة الحوار.
وفي دفاع وزير الرعاية والضمان الاجتماعي عن تعديل اسم القانون من "قانون الضمان الاجتماعي 2016م" الى "قانون المعاشات والتأمينات الاجتماعية 2016م" أعلنت الوزيرة أنهم بصدد إعداد "مشروع قانون للأمان الاجتماعي" وهذا موضوع المقال.
قانون المعاشات والتأمينات الاجتماعية
أولى توصيات "المبادرة" كانت تعديل اسم القانون مستندة على:
1-مشروع القانون لم يتضمن مزايا جديدة. واستخدم مصطلح الضمان الاجتماعي بدلاً عن التأمين الاجتماعي, على نحو يفهم منه شمول التشريع لمخاطر اضافية وهذا لم يحدث ولم يضف أي مخاطر غير تلك المشمولة بالحماية في القوانين القديمة.
2-الضمان الاجتماعي أوسع وأشمل نطاقاً ويضم التأمين الاجتماعي نفسه, كما يشمل كل المشتركين في الصناديق وغير المشتركين. والأهداف الرئيسية للضمان الاجتماعي هي:
1/ الحد من انعدام الأمن في الدخل بما في ذلك التخفيف من حدة الفقر وتحسين حصول الجميع على الخدمات الصحية لضمان تحقيق ظروف عمل ومعيشة لائقة.
2/ الحد من إنعدام المساواة والإجحاف.
3/ تقديم إعانات مناسبة باعتبارها حقاً قانونياً.
3-الضمان الاجتماعي يشكل كافة المنافع التي قررتها الاتفاقيات الدولية والمشروع لم يتضمنها مع النص على الانفاذ التدريجي.
4-القانون غير مقصود بحد ذاته بل وسيلة لتحقيق الأهداف التي شرع من أجلها ويرتكز على الاتفاقيات والمواثيق الدولية والاقليمية كمرجعية بالاضافة الى مباديء التكافل المضمنة في الشريعة الاسلامية وكل الشرائع الدينية. والأصل في النصوص التشريعية في دولة القانون ارتباطها بأهدافها مع الوضع في الاعتبار كافة الظروف والمعطيات.
5-نص الاعلان العالمي لحقوق الانسان على حق الضمان الاجتماعي (م/22) ونصت (م/23) على الحق في العمل وشروطه العادلة والحماية من البطالة وحق الأجر المتساوي للعمل المتساوي. وأكدت (م/25) على حقوق الأمومة والطفولة والدخل البديل في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترمل أو الشيخوخة وغير ذلك من أسباب فقدان كسب العيش. ونصت (م/9) من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على حق كل شخص في الضمان الاجتماعي بما في ذلك التأمينات الاجتماعية. واعتمدت منظمة العمل الدولية 13 اتفاقية و42 توصية في موضوع الضمان الاجتماعي وهناك الاتفاقية العربية رقم (3) لعام 1971م "صادق السودان عليها" والتي حددت المستويات الأدنى للتأمين الاجتماعي والمخاطر التي يجب ان تشملها التشريعات الوطنية بالحماية.
6-بدستور السودان "المؤقت" 2005م فان كل المواثيق والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها السودان هي جزء من الدستور.
ويظل الضمان الاجتماعي من القضايا الحيوية في الدولة الحديثة والذي يلزم ان تهتم به السياسات الاجتماعية للأحزاب والتنظيمات السياسية والنقابات والاتحادات والمنظمات الأهلية الحقوقية والقانونية.
المساعدات الاجتماعية
1-من توصيات "المبادرة":
أ/ العمل على اقامة صندوق/ برنامج مستقل للمساعدات الاجتماعية لتقديم المنح لغير المشتركين تموله الدولة والمجتمع "الزكاة" وتساهم في تمويله الصناديق والجمعيات والاتحادات والمنظمات الطوعية "كثير منها يتلقى عوناً دولياً".
ب/ تضمين الخدمات الاجتماعية للمتقاعدين في مشروع القانون الجديد والنص الواضح على بيان تلك الخدمات وطرق تمويلها وادارتها وشروط منحها عن طريق صندوق مستقل لممثلي المتقاعدين دورهم فيه.
2-هدف المساعدات الاجتماعية تحرير الانسان مباشرة من الجهل والمرض والفقر. وتمول من الموارد العامة للدولة "الخزانة العامة" وتتكامل تدابير المساعدات الاجتماعية مع التأمينات الاجتماعية ولكن لكل سماته المميزة.
ولأن تمويل المساعدات الاجتماعية يقع على عاتق الدولة وحدها كممثلة للمجتمع فان الفرد لا يستطيع مقاضاة الدولة بالنسبة للمساعدات الاجتماعية "منحة" مالم يوجد قانون ينص صراحة على غير ذلك. فالمساعدات الاجتماعية هي اعانات الضمان الاجتماعي والتي تقوم على شرط اثبات الحاجة. وهي من أدوات خفض الفقر.
3-اهتمت منظمة العمل الدولية منذ العام 1993م بالمساعدات الاجتماعية كتدبير لمنح المعاش مجاناً للعجزة والشيوخ والأرامل والأيتام والمسنين والأشخاص ذوي الاعاقة.
4-ومعلوم ان شرط الحصول على مزايا التأمين الاجتماعي: الاشتراك في النظام واستيفاء شروط الاستحقاق. ونظم المعاشات من أنواع التأمينات الاجتماعية من حيث أنها اجبارية وتمول بالاشتراكات كما التأمينات الاجتماعية "الزامية وتمول بالاشتراكات".
5- نادى عمال السودان بالضمان الاجتماعي في 1962م وفي 1968م "موقف الاتحاد من مشروع قانون الضمان الاجتماعي" وكان من أهم مطالبات العمال عبر مؤتمرات النقابات العامة وبالذات نقابات الغزل والنسيج والملبوسات الجاهزة والبلاستيك قيام صندوق للمساعدات الاجتماعية خلال الفترة المايوية وحتى قبل قيام نقابة المنشأة وتصفية القطاع الصناعي.
أما الضمان الاجتماعي فانه يشمل نظم التأمينات الاجتماعية والمعاشات وكذلك نظم المساعدات الاجتماعية حيث يتحقق بدون اشتراك. فالضمان الاجتماعي شامل لكل أفراد المجتمع. واذا تم توزيع السكان على الصناديق والبرامج فهذا لا يعني تحقيق الضمان الاجتماعي, كما ان التدابير الموجهة الى أفراد المجتمع الأكثر فقراً أو استضعافاً أو استبعاداً هي من أشكال الحماية الاجتماعية ولا تعني الضمان الاجتماعي.
الأزمات المالية العالمية والاحتجاجات الاجتماعية
1-أساس الرؤية الجديدة للمؤسسات المالية والنقدية الدولية هو فشل سياساتها وإقرار صندوق النقد الدولي بفشل وصفاته. وان السياسات التي كانت ترتكز على تحقيق النمو الاقتصادي باعتباره يؤدي حكماً الى تحقيق أهداف أخرى كالعمالة والعدالة الاجتماعية باءت بالفشل. واقترح الصندوق "ربط النمو بآليات التوزيع لا سيما اعتماد نظام ضريبي وسياسات تدعم بعض السلع الأساسية التي تساهم في رفع مستوى معيشة الفقراء".
2-والرؤية الجديدة تقوم على تقديم "العدالة الاجتماعية" ومنحها الأولوية والمقصود العدالة في الحقوق والواجبات. والعدالة في الحقوق هي التوزيع العادل لدخل الدولة بتحسين أوضاع الفئات والمناطق المهمشة وتنميتها وتوفير فرص العمل المنتج خلافاً للاقتصاد الطفيلي والريعي بعد إقرار تلك المؤسسات بفشل السياسات الاقتصادية التي فرضتها على الدول النامية "الفقيرة" وما أنتجته من تردي في الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والتي أدت الى عدم العدالة الاجتماعية وقادت للاحتجاجات الاجتماعية وعدم الاستقرار السياسي.
وأصبحت المؤسسات المالية والنقدية الدولية تحث الدول الفقيرة على زيادة المصادر المخصصة للضمان الاجتماعي وبرامج الخدمات التي يستفيد منها الفقراء أكثر من غيرهم, وتمويل برامج لتوليد فرص عمل للشباب والنساء.
3-وارتباط السودان بالنظام الرأسمالي الدولي, يعني بالضرورة تأثره بالأزمات المالية والاقتصادية الدولية, والتي يعقبها العجز في ميزانيات الحكومات وتضاؤل الايرادات وتزايد النفقات. والأزمات المالية والاقتصادية الدولية هي من طبيعة النظام الرأسمالي نفسه ولن تتوقف.
وتواجه الحكومات – دائماً – أوضاعها المالية والاقتصادية بالاجراءات التقشفية. وبتجربة دول العالم والسودان فان تلك الاجراءات لا تحقق الانتعاش الذي يتصوره واضعوا سياسات التقشف ونتائجها زيادة الفقر وانخفاض القيمة الحقيقية للأجور والمعاشات بارتفاع أسعار السلع والخدمات.
أنظر: بأثر الأزمة المالية والاقتصادية العالمية نفذ السودان اجراءات تقشفية في 2011م و2013م لمواجهة العجز في الميزانية "رفع الدعم بما في ذلك المواد البترولية وزيادة الدولار الجمركي والضرائب.. الى آخره".
4-وفي يونيو 2009م وبأثر الأزمة المالية والاقتصادية العالمية, اعتمدت منظمة العمل الدولية "الميثاق العالمي لفرص العمل" الذي أقر بدور الضمان الاجتماعي باعتباره مثبتاً اقتصادياً واجتماعياً تلقائياً. وأحد العناصر الأساسية في الاستراتيجيات المتكاملة للاستجابة للأزمة. وناشد الدول بتعزيز وتوسيع نظم الحماية الاجتماعية.
ومن وسائل منظمة العمل الدولية الأساسية للوفاء بمسؤولياتها بالنسبة لتوسيع مظلة الضمان الاجتماعي ليشمل الجميع هي وضع معايير العمل الدولية.
والدولة هي الكفيل لحقوق الضمان الاجتماعي بما يعني أنها تتحمل المسؤولية الأولى عن الضمان الاجتماعي لجميع الأشخاص المشتركين في النظام وغير المشتركين. أما ادارة نظم الضمان الاجتماعي فهي مسؤولية المشتركين والمستفيدين.
شبكات الأمان الاجتماعي
شبكات الأمان الاجتماعي – بتعريف البنك الدولي – هي تحويلات نقدية أو عينية بدون اشتراكات موجهة لصالح الفئات الفقيرة والضعيفة وهي تؤثر تأثيراً مباشراً في الجهود الرامية للحد من الفقر بتوفير الموارد الضرورية لشرائح المجتمع الأكثر فقراً وضعفاً. وتؤدي الشبكات الى تسهيل حصول هذه الفئات على خدمات الرعاية الصحية والتعليم ومساعدة الأسر على ادارة ما تتعرض له من مخاطر بصورة أفضل.
وأبرزت الأزمة المالية العالمية "2009-2011م" أهمية شبكات الأمان الاجتماعي وخاصة في الدول منخفضة الدخل التي تعاني من زيادة التعرض للكوارث. وثمة إقرار متزايد بالدور الذي تلعبه شبكات الأمان الاجتماعي في توفير القدرة على الصمود في مواجهة هذه الكوارث والتعافي من آثارها.
مشروع شبكة الضمان الاجتماعي في السودان
1-استراتيجيات وخطط وبرامج ومشروعات الخطة الخمسية لوزارة الضمان الاجتماعي (2012-2016م):
1/ صياغة السياسة الاجتماعية المتكاملة لتعزيز التكامل والتنسيق القطاعي والولائي في مجال العمل الاجتماعي بالتعاون مع البنك الدولي.
2/ متابعة الخطط المشتركة ومشروع التأمين الصحي المجتمعي مع الاتحاد الاوروبي في ولايات الشرق الثلاثة.
3/ المساهمة في اعداد الاستراتيجية الكلية لخفض الفقر (2015-2020م).
4/ المساهمة في اعداد الاستراتيجية الشاملة للتمويل الأصغر (2013-2017م).
(تقرير أداء آليات الضمان الاجتماعي 2015م لمجلس الوزراء)
2-المبادرة الاجتماعية للدعم الاجتماعي هو دعم نقدي مباشر للأسر الفقيرة والتي يبلغ عددها في السودان 2,291,789 أسرة منها الأسر الأشد فقراً وعددها 330,703 واستهدف المشروع 400 ألف أسرة خلال الفترة (27 يونيو 2011م – 25 سبتمبر 2013م) وتم تمويله من وزارة المالية (125+35+10 مليون جنيه).
وكشف تقرير المراجع القومي 2014م حقائق كثيرة أبرزها:
1/ تم فعلياً دعم 89479 أسرة بنسبة 22%.
2/ كشوفات المستحقين بها أخطاء فادحة عجزت بسببها 11969 أسرة من الحصول على مستحقاتها خلال كل تلك الفترة.
3/ وردت أسماء موظفين في الدولة, ومتوفين أو أسر ميسورة الحال في القوائم وكذلك أسماء مكررة وأخرى لا وجود لها.
4/ مبلغ الأشخاص ذوي الاعاقة (35 مليون) صرف منه مبلغ 3,521,647 لشراء منزل وتسيير مكاتب ومصروفات ادارية.
5/ في جنوب دارفور وشمال كردفان صرفت مبالغ الأسر الفقيرة في أغراض أخرى.
ووصل التقرير الى فشل الوزارة مالياً وفنياً وادارياً "ايمان عبدالباقي – المجهر السياسي 14/4/2014م".
3-ووقعت وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي على اتفاقية منحة من البنك الدولي لمشروع الحماية الاجتماعية "1 فبراير 2016م" مبلغ 3,5 مليون دولار وذكر وزير المالية ان المشروع تجريبي يستهدف ولاية شمال كردفان في مجال تقديم الدعم المباشر للأسر الفقيرة من خلال مكونين.
ينفذ المكون الأول وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي في مجال الدعم المؤسسي وتحسين طرق الاستهداف للأسر الفقيرة والمكون الثاني عبر وزارة المالية بمنهجية العمل مقابل النقد لمساعدة الأسر الفقيرة "المركز السوداني للخدمات الصحفية".
4-وأوردت (مجموعة البنك الدولي):
وقع البنك الدولي وحكومة السودان في 11 فبراير 2016م اتفاقاً لمنحة تدشين (مشروع شبكة الضمان الاجتماعي في السودان) والذي يهدف للتخفيف من الآثار السالبة للاصلاحات الاقتصادية على الشرائح الضعيفة والفقيرة عن طريق تحسين تنفيذ برنامج الدعم الاجتماعي المباشر ومنهج اختياره للمستفيدين.
ومبلغ التمويل من (صندوق دعم السودان متعدد المانحين) والذي يديره البنك الدولي يدعم من ادارة التنمية الدولية البريطانية والسفارة النرويجية في السودان. وبرنامج الدعم المباشر يقدم لخمسمائة ألف أسرة أي ما يقارب 20% من نسبة الفقراء.
مشروع قانون الأمان الاجتماعي
ان وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي, ومهما بلغت مقدرات كوادرها لن تستطيع منفردة تحقيق الضمان الاجتماعي في السودان. وأمامنا تجربة برنامج الدعم الاجتماعي النقدي وما حاق به.
وأكدت التجربة الانسانية ان المنهج الصحيح في كل ما يتعلق بالسياسات الاجتماعية وغيرها هو الحوار المجتمعي.
وترد العديد من مباديء الادارة السديدة في اتفاقيات وتوصيات منظمة العمل الدولية. وأولت التوصية رقم (67) أهمية التنسيق السليم بين الآليات والنظم والمشروعات ذات العلاقة بالضمان الاجتماعي. كما يجب الانتباه للتعليق رقم (19) للجنة المعنية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والذي أكد على حق المستفيدين وحق الأفراد والمنظمات في الحصول على المعلومات وتلقيها وتعميمها باسلوب واضح وشفاف.
ومن حق الناس كل الناس الاطلاع على نتائج مشروع دعم الأسر الفقيرة وطبيعة الاتفاق مع البنك الدولي حول (شبكة الضمان الاجتماعي) والبرنامج الخاص بولاية شمال كردفان, كيف تم وضعه وماهي أهدافه وآليات انفاذه والرقابة عليه.
وأصبح من الضروري – اليوم – انشاء مجالس مركزية واقليمية وولائية من المتطوعين تمثل فيها الجامعات والنقابات والهيئات الأخرى التي تمثل المزارعين والنساء والطلاب وجمعيات حماية المسنين والأطفال والأشخاص ذوي الاعاقة والجمعيات الأهلية والخبراء بهدف مراقبة ومتابعة تنفيذ البرامج والمشروعات وتقديم توصيات بشأن الاقتراحات لتعديل تلك البرامج أو القوانين أو طرق التنفيذ.
وللحديث صلة
المراجع والمصادر
1-تقرير مؤتمر العمل الدولي 2011م.
2-مجموعة البنك الدولي.
3- ورقة العمل المقدمة من مجلس ادارة مكتب العمل الدولي الى لجنة العمالة والسياسة الاجتماعية الدورة 294 – جنيف – نوفمبر 2005م.
4-سامي نجيب – دور نظم التأمينات والضمان الاجتماعي في الحد من الفقر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.