بسم الله الرحمن الرحيم عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. أن طبيعة الإبداع الإنساني هي في الأصل طبيعة أنقلابية , والعمل الإبداعي بأشكاله المختلفة يسعي لإلغاء ممارسات وأفكار وقناعات قديمة بالية , و تأسيس رؤي و جينات فكرية وقناعات جديدة تهدف الي التطوير . فالإبداع هو فلسفة رؤية الفرد لظاهرة ما بطريقة جديدة وهو يتطلب القدرة علي الإحساس بوجود مشكلة ما تتطلب المعالجة والقدرة علي التفكير السليم وبشكل مختلف ومبدع لإيجاد الحل المناسب لها . والإبداع له مستويات ومراتب عديدة يمكن للإنسان أن يرتقي إليها بعلمة وحصافة تفكيره وثقافته الممتدة وإشراك الأخرين في تجميع المعلومات وتوليد المقترحات وتوليفها والقدرة علي تقييم العمل اللإبداعي نفسه . فطبيعة الإنسان في نمط حياته اليومية مبدع ولكن هذا الإبداع يعتبر إبداع نمطي تقتضيه مسارات الحياة , فالمبدع الحقيقي له صفات وسمات تميزه من الآخرين مثل الذكاء والثقة بالنفس علي تحقيق الأهداف والمرامي وأن تكون له درجة علمية وثقافية وخصوبة عقل يمكنه من ولادة الأفكار والقدرة علي تنفيذها , وهذه الصفات وغيرها نواة للإنسان المبدع . ففي كل عمل إبداعي لابد من أغتصاب للأفكار أو خلخلة آراء لبعض المفكرين أو كسر أو جراح شئ من رؤي الأخرين فالآشياء المكسورة أو المغتصبة لا بد من أن ترفض موتها أو جراحها بحجة الدفاع عن النفس وأحقية البقاء , فهنالك صراع تاريخي قديم بين الأفكار القديمة النمطية وبين المبدعين كالصراع بين الخنجر والجراح وبين الشظية واللحم , فإضافات المبدعين في خارطة الواقع كثيرة ومعبرة , فالمبدع هو من يري من لايراه الآخرين و يري المألوف بطريقة غير مألوفة , فالإبداع طاقة عقلية هائلة فطرية في أساسها وإجتماعية في نمطها . وأحيانا يمكن أن نقول الإبداع هو أن تطير وتحلق بعيدا عن السرب لتجد لهم طريقا أخر أكثر أمنا وأوفر جهدا وجمالا , وهو القدرة علي أبتكار حلول في الأزمات والأزمنة الصعبة , تلك هي معاناة حكومات السودان منذ الإستقلال حيث أنها منذ ذاك التاريخ أرث للزعامات الطائفية أو الدينيه أو السياسية أو الإنقلابات العسكرية ليس هنالك نواة أو صيغة أو دستور يحترمة الحكام ويقدسه القادة و مازالت الصراعات كلها حول كرسي السلطة والقرار , و ليس هنالك قيادة إستراتيجية مميزه تهتم بعمق متطلبات الوطن والمواطن بصفة مطلقة. فإن الناظر لمسرح الأحداث معاصرة كانت أو قراءة للتاريخ يجد أن ما يعانيه السودان ليست مشكلة إقتصادية فإن المشكلة هي سياسية في المقام الأول لأن السياسة التي تطبخ بمواد فاسده لا تنتج الا طبيخ فاسد فطباخو السياسة والسياسيون الذين يمارسون السياسية منذ إستقلال السودان لا يملكون القدرة الكاملة التي تمكنهم من صناعة القرارات السياسية الصائبة التي تمكن البلاد من السير قدما نحو الصواب فإن السودان ذاخر الموارد اللإقتصادية التي تمكنه من ريادة الإقتصاد الإفريقي وله القدرة الكاملة التي إذا وجهت الإتجاه الصحيح يمكن أن يكون من أكثر الدول نموا , ولكن سيطرت الفئات الواهمة بالزعامات سواء كانت حزبية او جهوية او دينية او عسكرية هو العائق الحقيقي الذي يدهور السودان كل ليلة , فمثلا الحصار الإقتصادي كمثال فإن السياسات الخاطئة هي نتاج طبيعي لتوريط البلاد في مآلات هذا الحصار وتكبيل البلاد بهذه القيود المعوقة لتدحرج عجلة اللإقتصاد , فإن السياسة هي فن الممكن في تمكين شئون الدولة الداخلية والخارجية وإدارتها علي النحو الأمكن لمصلحة الوطن والمواطن والسياسة مأخوذة من ساس ويسوس والسائس وهو المتصرف في معالجة الآمور والسياسة هي موهبة يزاولها الإنسان ثم بعد ذلك يصقلها بالعلم والتجارب , والسياسي الناجح هو إنسان له القدرة علي الحوار والتحاور والتواصل مع الاخرين وتبادل الأفكار معهم وله القدرة علي القيادة والقدرة علي التصرف بحكمة والقدرة علي إتخاذ القرار المناسب والعمل علي تطبيقه بشكل ناجح , وكذلك تقبل آراء الآخرين وإستيعابها وإحترامها حتي ولو كان علي خلاف معهم , فعدم قبول الرأي الأخر والتعصب في الآراء يجعل الانسان عرضة للإنتقادات السلبية الدائمة , ويجب أن يكون أنسانا متواضعا واثقا من نفسه غير متردد في قراراته متعاملا مع الآحداث بدراسة وخبرة. فإن المشكلات تكمن في سياسات وممارسات الأنظمة المتعاقبة علي الحكم في السودان شيه متوارثة في شكل الحكم . و ضعف الموسسات ذات الصلة بتسيير شئوؤن الدولة ,عدم وجود قوانين رادعة للمتهاونين لمصالح الوطن والمواطن , وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب بمؤهلاته العلمية وأمكانياته التي تؤهلة لمكانته دون محاباة أو قبلية أومحسوبية , فنالك أزمة للإندماج الوطني وبناء الأمة وذلك يتمثل في أن الأنظمة المتعاقبة علي حكم السودان كلها تحاول جاهده في تكريس الجهد الكامل وتسخير أمكانية الوطن في وضع سياج متين لحمايتها في المقام الأول , والأجدر منها أن تحمي نفسها بتوفير الغذاء والدواء والسلامة للوطن والمواطن وهنا يقوم المواطن بحماية النظام والحفاظ عليه وهذا هي المعادلة التي لم يوفق فيها كل الحكام الذين تقلدوا كرسي الحكم منذ زمن الاستعمار . فالإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون وطن يحمية ويدافع عنه ويرعاه ويقدم له الخدمات المختلفة كالتعليم والصحة والماء والغذاء والإرتقاء بإنسانيته وتهذيبه والسمو بأخلاقه فالوطن هو الهوية التي ينتمي إليها الإنسان ويلجأ اليها دائما . وولي الأمر في الدولة هو المسؤول عن الرعية وهو بمثابة القلب في مجتمعه الذي يديره ورعيته هم الأعضاء فإذا فسد القلب فسدت كل الأعضاء , وإذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص !!! فإدارة الأوطان مسؤولية كبري أمام الله , والمسؤولية هي الإستعداد التام لآي شخص للنهوض بالأعباء الموكله إليه بأقصي قدراتها , فإن معناة المواطن اليوم وسابقا في السودان تعتبر إحدي الإخفاقات السياسية الغائرة في حقوق المواطن السوداني الذي يطمع في قليل من حقوقه تمكنه العيش مع أبنائه بكرامة وشرف. أن العالم الذي نعيش فيه اليوم عالم متغير بشكل سريع وهو عالم متشابك في العلاقات والإنفعالات وهو كذلك عالم سريع الإيقاعات يتطلب سرعة الإبداع والحكمة والصبر لوصول الغايات و بلوغ الأهداف فالإبداع السياسي يكمن في شيئين أساسيين أحداهما في رأس هرم السلطة والثاني علي مستوي القاعدة الشعبية . فإن الإبداع السياسي في العالم الإسلامي يجب ان يكون سهل علي الحكام لأن ليديهم منهج ونعمة كبري من رب العالمين هي الرسالة السماوية الخاتمة ذات الثوابت المنهجية غير المنحازة الي عرق ولا لملة ولا ترتبط بزمان ولا مكان .يمكن أستنباط صيغة مثلي ودستور عريق لصياغة حياة المواطن والدولة . أن الأحداث السياسية أصبحت تشكل منعطفا كبيره في حياتنا وواقعنا الماضي والمعاضر لا يستطيع أي مبدع أو اي انسان عادي من التحرر والتجرد والتنكر فإن السياسة الراشدة أصبحت أزمة في مجتمعنا المعاصر مثلها كأزمة الغذاء والدواء , هنالك أزمة في الإبداع السياسي وعدم توفيق السياسيون منذ ستون عاما حتي الآن في إيجاد صيغة مماثلة للحكم في السودان إنه لعار كبير جدا علينا في أن لا نتوفق في صيغة للعيش جميعا في عالم ذاخر بالخير والخيرات ومليئ بالإبداع والمبدعين !!!!؟.