بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبى الأمين
فجأة خرج علينا كوكب درى تحيطه الثريا ونجوم تتلألأ من بين سحب الظلام المتراكم الذى خيم على سماء السودان وشعبه ، والأمواج المتلاطمة من تصريحات ومواقف الزعماء السياسين المتناقضة ونظام الإنقاذ الذى أفسد الحياة السياسية بمفهوم دخيل على السودان حيث أصبحت الممارسة السياسية أقصر الطرق لتحقيق المكاسب الشخصية والثراء. فتوهج سماء السودان بهذا الجوهر الكريم والدر النفيس و الذى شقت أنواره طريقها كالشهب مخترقة تلك الظلمات والظلم والثارات والحيرة العظيمة لوطن وشعب كبلته دائرة جهنمية من حكم ديمقراطي لإنقلاب عسكري منذ إستقلال بلاده وإلى يومنا هذا ، وأقعدت به سياسات أغلب زعمائه السياسين الذين أغرقوا أنفسهم فى بحور من الصراعات والخصومات الحزبية و التنافس السياسي فيما بينهم والهرولة وراء النظام متاثرين سلبا بلعبة فرق تسد الذى يجيدها النظام تماما حتى أصبحوا أشداء فيما بينهم رحماء مع النظام ، و إن إختلاف الرأي عندهم يفسد للود كل القضايا المشتركة بينهم ، بل ويستوجب المحاربة والفصل من الحزب وفقا لما تمليه مصلحة ورغبة كل زعيم أورئيس حزب والطابية التى تنفذ أجندته الشخصية ، فنسوا تماما مهمتهم و واجبهم الأساسي. فجاءت البشارة التى ظللنا ننتظرها بعد طول معاناة وشقاء وصبر جميل بقيادة أحد الزعماء السياسين القائد المنتظر السيد مبارك المهدى وكوكبة مباركة من قيادات وكوادر حزب الأمة الذين شخصوا العلة بعين ثاقبة وبصيرة وحكمة فجاءوا بوصفة علاجية تكسر هذه الدائرة الجهنمية وتضع حدا ونهاية لهذه المتوالية الهدامة وتبطل سياسة فرق تسد التى إنتهجتها الإنقاذ ، فدعوا بوضوح وقوة للوحدة وإعادة البناء وقد قرنوا دعوتهم بالعمل وبدأوا فى ترتيب البيت الداخلى إذ دعوا لحزب عصرى يواكب المتغيرات على الساحة الداخلية والخارجية ، حزب قومي نهجا وفعلا ولأن قومية الأحزاب هى بر أمان الوطن الذى هو فوق الكل، وفوق كل خلاف سواء حزبي أو سياسي لأن لا قدر الله لو ضاع الوطن لضاعت الأمة السودانية جميعها وليس مجرد كلمة تزين إسم الحزب، ودعوا لحزب ديمقراطي ممارسة وليس على الورق فقط ، حزب له دستور متفق عليه و هيكل تنظيمي يعمل على تداول المناصب ، وله برامجه التى لها فترة زمنية محددة وله مصادره المالية التى أهم مصادرها إشتراكات أعضائه ومشاريعه المختلفة وشفافية تامة فى أوجه صرفها ، حزب عطاء أعضائه فقط هو ما يحدد مواقعهم فى الحزب والكل شركاء فى وحدة الصف والبناء إلا من أبا ، وأن السياسة لا علاقة لها بالمهاترات وسوء الخلق والخصومة الفاجرة ، وأن الحزب له دوره المحدد ، فإن كان فى الحكومة عليه العمل على تنفيذ برنامجه الذى من أجله أنتخبته الجماهير ، وإن كان فى المعارضة عليه متابعة ومراقبة أداء الحكومة والوقوف بقوة أمام أي تجاوز أو فساد ، وليس العمل على التآمر وإفشال الحكم الديمقراطي كما حدث من الأحزاب التى أطاحت بالديمقراطية لعدم ثقتها بأن الصندوق سيأتى بها إلى كرسى الحكم ، والنظام الحالى أحد إفرازات هذا السلوك التآمرى المدمر . فما جاء به الفارس المقدام السيد مبارك المهدى و قيادات وكوادر حزب الأمة طرح تفتقده جميع الأحزاب والمكونات السياسية فهو طرح من أجل الوطن والشعب ، و هدفه بناء الوطن وتعميره بسواعد أبناءه وبناته معا وعدم رهن رفعة الوطن والحياة الكريمة لشعبه بالمكاسب الحزبية الضيقة. فمن هنا أضم صوتى لصوتهم وأدعو جميع الأحزاب والمكونات السياسية بإتباع هذا النهج والذى بكل تاكيد يؤدى لوحدة هذا الشعب وؤد النعرات القبلية والعرقية وإعادة بناء النسيج السوداني وسيوصلنا جميعا لبر الأمان ويؤسس لمستقبل مستقرا آمن ، ويضع حجر الأساس للسلام و التنمية المستدامة العادلة لجميع ولايات السودان ، كما أحث جميع الأحزاب والمكونات السياسية الترفع عن المكايدة السياسية وعدم رفض ما فيه الخير للوطن وشعبه ، فنحن فى أمس الحاجة لأحزاب عصرية لها برامج وطنية دورها وهمها الأساسي التكاتف فيما بينها ووضع أياديهم فى أيدي بعض وإعداد برامج أحزابهم بما يناسب سودان 2020 لإرساء الديمقراطية والدفاع عنها للنهوض بالسودان وشعبه إلى مصاف الدول والشعوب المتقدمة. الزهراء هبانى 22 يناير 2017 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.