تمهيد: بين يدي هذا التقرير، اصدقكم القول أني ظللت اتابع وابحث عن تجارب الاصلاح على مستوى العالم في كل العصور، فما وجدت تقريراً ابهرني واعجبني أكثر من هذا التقرير، الذي يدور حول مؤتمر الاصلاح في العالم الاسلامي، والذي ساقدم له ملخصاً كما ورد عنه في هذه الحلقة؛ ثم أعلق على بقية التقرير في الحلقات القادمة وفق الغرض من هذه المقالة. لقد كنت على دراية تامة بأن المجموعة الحاكمة في تركيا تختلف عن مجموعة فتحي غولن الذي يقيم في امريكا، ولكني غير مدرك -وربما غيري كثيرين غير مدركين- لخبايا الامور الذي ظهرت على السطح، عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن محاولة انقلاب فاشلة، وراءها مجموعة كولن. فمن قبل سررت وسعدت بقراءة التقرير المنشور عبر مواقع الانترنت عن المؤتمر ايما سرور، لما يتميز به من طرح فكري سديد، وظل في خاطري وفكري لا يتزحزح، حتى اني درجت على أن استشهد بالتجربة التركية في حواراتي،وذلك لأهمية ما ورد في هذا المؤتمر في مقامات كثيرة كلما ورد ذكر الاصلاح. أن الشيء الذي لفت نظري، هو أني افتقدت في المؤتمر المشار اليه ذكر الاب الروحي للجماعة، وهو بديع الزمان سعيد النورسي؛ فهو رجل لا يغفل، لسابقته ولجهاده ولفكره وعطائه للامة التركية. فالاتراك في نهضتهم اليوم مدينون له في راهنهم ورفاهيتهم وعزهم. فسعيد النورسي هذا لم يرد ذكره أو الاشارة اليه في التقرير اطلاقاً. وكلنا ندرك اهمية الاعتبار لاصحاب الريادة في المشروعات الكبيرة، وبذات المنطق لم يرد أسهام من أتي بعده من تلاميذ. فتحقيق نقلة كمية ونوعية في تركيا على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والادراي، مرده الى جهود هؤلاء الميامين. فتركيا اليوم هي تركيا الخلافة الاسلامية، لا تركيا اتاتورك العلمانية التي حاربت الاسلام وكل ما يمت اليه بصلة. وأن دل هذا فانما يدل على قدرة الانقلابيين على التخفي والتمترس وراء التجربة للاطاحة بها من الداخل. وربما لا يخفى على الكثير أن جماعة كولن ارادت ان تسوق نفسها ، عربياً واسلامياً، فأقدمت على تنظيم هذا المؤتمر في مصر لثقلها واهميتها لتحقيق ما تصبو اليه. وقد شارك في المؤتمر ثلة كريمة ونخبة ممتازة من المفكرين عرفهم العالم الاسلامي،فاثروا المؤتمر بأبحاثهم المتميزة. وبرؤاهم الثاقبة التي تتصل بالاصلاح ومناهجه. وفيما يلي اقدم اليكم -أعزائي القراء - جزءاً من تقرير عن ما نشر عن المؤتمر الذي استضافته جامعة الدول العربية بمقرها بالقاهرة: بين أروقة مقر الجامعة العربية بالقاهرة عُقدت فعاليات المؤتمر الدولي: "مستقبل الإصلاح في العالم الإسلامي: خبرات مقارنة مع حركة فتح الله كولن التركية" على مدار ثلاثة أيام فى الفترة من29 شوال إلى 2 ذو القعدة 1430 ه الموافق التاسع عشر إلى الحادي والعشرين من أكتوبر 2009م. عُقد المؤتمر بالتعاون بين ثلاث مؤسسات علمية في مصر وتركيا؛ من مصر: مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات الذي تحتضنه كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، أما الطرف الثاني المشارك في تنظيم وعقد المؤتمر وهو الطرف التركي، فتمثله كل من: مجلة حراء التى تصدر بالعربية، ووقفية أكاديمية البحوث والإنترنت. وقد تتضمنت أهداف المؤتمر الدراسة المتكاملة والمقارنة لأبعاد خبرة حركة الشيخ التركي فتح الله كولن على ضوء بيان جهود وثمرات تجارب الإصلاح والتجديد في العالم الإسلامي خلال النصف قرن الأخير خروجًا بدروس مستفادة لتخطيط مستقبل الإصلاح في العالم الإسلامي. ضم المؤتمر خمسة عشر بحثًا وثمانية وثلاثون مشاركًا قدموا من عشر دول، بينما فاق عدد الحضور على الخمسمائة شخص يوميًا بمعدل زاد عن 1500 شخص عبر الأيام الثلاثة للمؤتمر، قدم مجمل جمهور الحاضرين مداخلات وأسئلة لإدارة جلسات المؤتمر نحو خمسمائة مداخلة وسؤال، فضلاً عن تغطية إعلامية كثيفة نسبيًا. ولم يكن تركيز فعاليات المؤتمر على التجربة التركية في الإصلاح من منطلق إسلامي تمثله حركة الشيخ فتح الله كولن من فراغ؛ فقد صار الشيخ بحركته نموذجًا واقعيًّا للإصلاح الناجح في دولة ركن من أهم أركان العالم الإسلامي (تركيا) قد عصفت رياح العلمانية المفرطة بها لعقود حتى ظن ظانٌ أنها قد نزعت عنها رداءها الإسلامي فإذا بها تعيد إحياء هويتها الإسلامية في تجربة لما تزل محط انبهار وإعجاب ورصد ودراسة العالم أجمع غربه قبل شرقه، وغير الإسلامي منه قبل الإسلامي. بل إن حركة كولن التي أرست قواعدها التأسيسية في المجتمع التركي منطلقة للعالم بدأت مراحل إصلاحها من جذور المجتمع التركي (الجانب التربوي والمجتمعي) وصولاً لقمته (سدة الحكم السياسي). جاءت الكلمة الافتتاحية للدكتورة نادية مصطفى–مدير مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات رابطة المؤتمر بسياقه الفكري ومحورية عملية وقضية الإصلاح في الفكر الإسلامي المعاصر، ثم في إطار الحوارات الإسلامية البينية، وفي الإطار الحضاري الإسلامي الحاضن ومحورية موضع مصر وتركيا كركنين حضاريين فيه، وارتباط ذلك بالوضع العالمي وطبيعة القوى الحضارية القائمة على الساحة العالمية الراهنة. وركزت كلمة د.مصطفى أوزجان (مستشار وقف البحوث الأكاديمية والإنترنت) على محورية التعليم والبعد التربوي في عملية الإصلاح من منظور إسلامي وخلال تجربة الإصلاح في تركيا على يد حركة الشيخ فتح الله كولن،وأهمية "إنتاج الإنسان" كخطوة أولى في المشروع الإصلاحي. في المحاضرة الافتتاحية للمؤتمر، أشار د.أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر إلى أن علة العلل في تجارب الإصلاح في عالمنا العربي والإسلامي في العصر الحديث والمعاصر هي فقدان المرجعية العليا مقابل استيراد مرجعيات غير إسلامية من وحي فلسفات وعقائد تغريبية.كما أكد على ضرورة عدم الخلط بين القضايا الكبرى في إصلاح واقعنا وبين الجزئيات وأهمية الدراسة المقارنة لتجارب الإصلاح عبر العالم أجمع وعبر عالمنا الإسلامي. وقد تناولت الجلسة الأولى موضوع "الإصلاح والتجديد في النصف الثاني من القرن العشرين: نماذج ورؤى مقارنة". حيث استهدفت ورقة د.أبو يعرب المرزوقي "الإصلاح: العلاج العقلي وصراع الوثنيات أو في عواقب الفوضى الروحية والعقلية" طرح رؤية عن الإصلاح غير منفكة عن الإصلاح العملي، وأوضح أن هذا الإصلاح لابد له من شروط ومقومات حتى يتوافر له عوامل النجاح لعل أهمها: إعمال السنن والنظريات المعرفية الخاصة بالإصلاح، وتحويل واقع الفوضى العربي إلى فوضى خلاّقة حقيقية، والحد من الخلط القائم بين الغيب (بمعنى التصورات الكلية عن الله والإنسان والوجود) والشهادة، بالإضافة إلى أهمية الأخذ بخلاصات النماذج التاريخية للإصلاح وأهمها عند المرزوقي -وفق تصنيفه- النموذج الثيوقراطي الغربي، والنموذج الإبراهيمي، والجامع بين فضائلها هو النموذج المحمدي. وتناول الإصلاح بين الموجود والمنشود، وواقع الإصلاح في عالمنا العربي والإسلامي وانفصال نظريات الإصلاح وحركاته التطبيقية. ويستخلص د.المرزوقي منهجية للإصلاح يتم اتباعها في واقعنا المعاصر تقوم على: الإصلاح الصناعي (دور المؤسسات والأجهزة المجتمعية التي يصنعها الناس) والإصلاح العضوي (وهو التعامل مع المجتمعات باعتبارها كائنًا حيًّا وليس آلة)؛ حيث يرى أن المنهج الواجب والأوفق للإصلاح كما يرى د.المرزوقي هو الجمع بين المنهجين. وركز د.أبو يعرب مرزوقي في ورقته على آفة "توثين المؤسسات" أو بعض القيم أو الحركات والبعد عن "النموذج المحمدي" الذي استوعب النماذج الثيوقراطية وتجاوزها وجعل العرب يقودون إصلاحًا ورسالة عالمية. ثم قدم د.سيف الدين عبد الفتاحورقة بعنوان "الإصلاح والسياسة: نماذج مقارنة"، وانقسمت بين عالمي: المفاهيم والنماذج الفكرية. فبدأ بالمفاهيم الثلاثة المتضمنة في عنوان الورقة: السياسة، الإصلاح والفكر في بناء جامع يعيد الاعتبار للتصورات والفهم الصحيح عنها ولها بما يحقق آصرة التواصل بين الثلاثة مفاهيم أو الثلاثة عمليات في مثلث متساوي الأضلاع رأسه السياسة وشِقيه عمليتا الصلاح والفكر. كما قدم لنا استنباطًا للنموذج الإصلاحي من دعوة النبي شعيب (عليه السلام) في مقولته الواردة في سورة هود الآية "88" في قوله تعالى: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾، وذلك في منظومة خماسية للإصلاح وشروطه العملية: الإرادة، الوسائل والأدوات، الاستطاعة والإمكانية، الإيمان والتوكل الحق، والمراجعة والإنابة. ثم طرح د.سيف دراسة لثلاثة نماذج للحاكم (السياسي) المفكر المصلح في التجربة المعاصرة في العالم الإسلامي، وهم: محمد خاتمي (إيران)، محاضير محمد (ماليزيا)، وعلي عزت بيوجوفيتش (البوسنة). وقد كان معيار اختياره لهذه العينة من نحو سبعة نواظم جمع بينهم: الناظم الإنساني، والناظم التربوي، والبعد الإيماني لا سيما في علاقة المجتمع بالدولة، واعتبار الواقع، واختفاء كل منهم عن المسرح السياسي في لحظة معينة طواعيةً، واهتمام كل منهم بالهوية والحفاظ عليها، والحفاظ على علاقة متوازنة بين الإسلام والغرب (فخاتمي قدم نموذج الهوية الدينية غير المانعة، ومحاضير قدم النموذج التنموي الإسلامي، وبيجوفيتش كافح للاحتفاظ بالهوية الإسلامية للمسلمين في أوروبا)، هكذا لكل منهم سياقه الذاتي والخاص واستجابته لاحتياجات واقعه ومتطلبات إصلاحه. مما يعني أن النواظم لا تلغي المفارقات التي ترسم سمات خصوصية كل نموذج. وكان عنوان الجلسة الثانية "الإصلاح والتجديد في العالم الإسلامي: المفاهيم والتجارب"، وضمت دراستان: الأولى للدكتور رضوان السيد بعنوان "الإصلاح الإسلامي: المسار والسيرورة"؛ حيث عرض سيرورة الإصلاح في عالمنا الإسلامي المعاصر منذ فجر القرن التاسع عشر إلى ما انتهى إليه واقعه على صعيدي الحركات والتنظيمات من جهة، ورصد أنماط علاقة الحركتين وبعض المفكرين الإصلاحيين بالنظم الحاكمة وصنفها إلى: نمط الانفراد بالسلطة كالنموذج الإيراني الراهن، ونمط المشاركة في السلطة، ونمط القطيعة والصدام مع النظم الحاكمة (وهو النمط الغالب) مقومًا جميع الأنماط بشكلٍ عام بالسلبية وعدم التمييز لحدٍ كبير. كما رصد د.رضوان السيد تيارات الإصلاح الإسلامي (تقليدي ومعتدل متنور ومتطرف، بحسب تصنيفه) على صعيد السياق الداخلي الإسلامي مما أنتج ما أسماه: "فكر المطالبات" من قِبَل كل تيار منها (تحرير المرأة وإلغاء مفهوم الذمة من متطلبات التيار المتنور الليبرالي إن جاز الوصف مقابل مطالبات التيار الثوري المتطرف...). أما على الصعيد الخارجي (العالمي) فيتحدث د.رضوان السيد عمّا أسماه بظاهرة: "الصراع على الإسلام" وكيف أضحى الإسلام موضوعًا وإشكالية عالمية في سياق بروز الأصوليات في العالم الراهن.وعلى صعيد النماذج الفكرية الإصلاحية في العصر الحديث، رصد د.رضوان السيد في دراسته نماذج لمجموعة مفكرين صنفهم مرحليًّا إلى مفكري مرحلة القرن ال 18 (الطهطاوي، التونسي، مفكري الهند)، ومرحلة القرن ال 19، وال20 حتى عقد الثلاثينيات –الذي رآه منقطع تدفق تيار فكر مدرسة محمد عبده (وهو ما انتقده فيه بعض الحضور من المفكرين ك د.محمد عمارة)- (فتناول د.رضوان في هذه المرحلة –وفق تصنيفه- كلاً من: الأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا)، أما المرحلة الثالثة والأخيرة في تصنيفه فهي مع صعود الإحيائية الجديدة على يد سيد قطب وحتى الآن.وبعد شرحه وتقويمه اتجاهات الرأي حول هذه النماذج، يعود د.رضوان السيد إلى التأكيد على أهمية ومحورية عامل السياقات الخاصة بكل نموذج وأثرها على اختيارات ومفاضلات كل نموذج في تبني أولوية محددة من ركائز أو مجالات الإصلاح. وفى الدراسة الثانية: "الإصلاح والتجديد: الأصول والفروع" استعرض د. محمد سليم العوا المفاهيم الواردة فى عنوان الورقة. وكان سؤاله الرئيس: هل يجوز الإصلاح والتجديد في الفروع والأصول على السواء أم هو مقتصر على الفروع دون الأصول؟ وأكد د.العوا على أن الإصلاح والتجديد قائم ووارد في جانب الاجتهاد في الأصول بضوابط معتبرة كما هو مطلق في الفروع. فلا يمتنع في كل الأصول كل تجديد وإصلاح (فقد اجتهد العلماء في العقائد، واجتهدوا في الذات والصفات...) بينما لا يجوز في كل الفروع كل تجديد وإصلاح؛ بحسب أن بعض الفروع لا تحتمل هذا، وبعض الأصول تحتمله أو يجب علينا أن نقوم به في شأنها. فالعقول الكبيرة التي نهضت بالأمة وأحيت الهمة من علمائها قد أعملت العقل في النقل حتى توصلت بالإسلام إلى ما لاقيناه وورثناه منها، حيث لم تخف من الاجتهاد في الأصول كما تجتهد في الفروع. اجتهدت في الأصول في فهمها وفى مدى تطبيقها وكيفية إعمالها وما الذي تغطيه هذه الأصول وما الذي لا تغطيه.لكن المجال الأرحب لهذا الاجتهاد الذي لا ضيق فيه هو المجال الذي نسميه مجال المعاملات ويدخل فيه جميع ما تعرفه البشرية من نظم للحكم وللقضاء والاجتماع والسياسة والإدارة والتجمع الأممي، ومن ملاءمة ذلك لظروف العصر أو عدم ملاءمته لظروف العصر. فللأمة ثوابت ثقافية تقوم عليها هويتها ويستمر بها وجودها، وفي الثقافة فروع تختلف فيها الأنظار وتتباين الآراء. وكذلك فإن بعض الأحكام المتعلقة بالحياة ثوابت لا تحتمل التبديل، هذه الأحكام التي لا تحتمل تغييرًا ولا تبديلاً لأنها يترتب عليها مصالح الناس الدائمة هي الأصول التي لا يجوز أن يمسها الإصلاح، لكن يجوز أن يمسها التجديد؛ كلما درست نجددها، كلما نُسيت نذكر الناس بها، وكلما تركها الناس نحييها في أنفسنا حتى يرى الناس قدوة ومثالاً لإحيائها، وهي مع ذلك -مع ثباتها وعدم قابليتها للتغيير- تحتمل التأويل والاختلاف وتغير الحكم المترتب عليها بتغير الأحوال والظروف والأعراف والزمن. وبالتالي لا يجوز لأحد أن يقول مثلاً سألغي مؤسسة الزواج. وثمة قيم تحتاج دومًا للتجديد وربما لإصلاح: حيث أكد د.العوا على أن الإصلاح عملية قوامها منظومة من القيم الواجب اعتبارها كما من الواجب تجديدها وإحيائها وربما إصلاحها (بدون تبديد أو تبديل). وكذلك الأمر في إصلاح وتجديد قيم كالعدالة والشورى. وفي الحلقة الثانية اقدم لقراء سودانايل قراءة نقدية عن كيفية تسويق الحركة الكولونية لنفسها على نطاق العالم من خلال تقديم الخدمة، في إطار التجربة التركية والجماعة النورسية. كما أشير الى أسباب الجفوة قديما بين تركيا والعالم الاسلامي وفق مصطلح تركوفوبيا. وتستمر الحلقة في عرض تقرير المؤتمر مع التعليق على النقاط المهمة التي تخدم هدف هذه المقالات المتسلسلة. فالى الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.