نشرت المجموعة السودانية للديمقراطية أولا ورقة حول رؤيتها للعملية التفاوضية قبل اشهر من الجولة الحالية لوفد للآلية الافريقية للخرطوم لإحياء خارطة الطريق او إنعاشها. وهي ورقة لا ينقصها التحليل ولكن يعوزها الكثير من الرؤي العميقة التي تتولد من خلال استطلاع المواطنين علي الارض خاصة في مناطق النزاع ( لا أظنهم قراؤا نداء ابناء وبنات جنوب كردفان/ جبال النوبة الذي نشرته سودانايل مؤخرا). ولذا صارت أشبه بورقة من مجموعة ضغط lobbyist. ما يهمنا هنا هو دعوتها لتنسيق مساري التفاوض - السياسي إيقاف الحرب/ المساعدات الانسانية داعية الي "التركيز على ضرورة تنسيق مسار الحل السياسي ومسار إيقاف الحرب، من أجل الوصول الى حل شامل ودائم للمشكلة السودانية. فتجارب الحلول السابقة في السودان فشلت بشكل أساسي بسبب مقايضة تحقيق السلام والتضحية بالتحول الديمقراطي، باللإضافة الى تجزئة القضايا ومحاولة معالجة مظاهر الأزمات بدلاً عن جذورها الحقيقية." ودعمت وجهة نظرها تلك بمستجدات منذ انتهاء الجولة السابقة. وهي مستجدات تري انها تخلق ' فرصا' و 'تحديات ' يواجها الوسيط الأفريقي وهو ينشط لاحياء العملية التفاوضية نقطتنا المحورية هنا ان سكان الإقليم يعترضون علي دمج قضايا الإقليم وقضايا التحول الديمقراطي ككل . ان التفاوض حول قضايا السلام بما ذلك ترتيبات وقف الحرب والعدائيات والسماح بمرور الاغاثة اولوية قصوي لاهلنا في مناطق النزاع. ان النقاش حول هذه القضايا لا تنطبق عليه جدلية/حالة " أيهما اولا العربة ام الحصان؟" ان الربط بينهما في الحالة السودانية ( وغيرها) ربط غير سليما وان بدأ منطقيا. ان إنعدام الاول (الحل السياسي الشامل) لا يعني بالضرورة عدم تحقيق الثاني( وقف الحرب وتحقيق السلام). ولذا كثيرا ما دعونا أصدقائنا في العمل المعارض علي تقبل الفصل ما بين مطالبتنا ونضالنا من اجل استعادة الديمقراطية وشيئين مهمين للشعب السوداني وهما اصلاح الاقتصاد/احوال المعيشة ووقف الحرب واحلال السلام. ونحن هنا بصدد الاخير. بالتاكيد ان فرص استدامة السلام تكون اكبر في ظل نظام ديمقراطي. ولكن بالنظر الي تجربتنا فيرالديمقراطية الاولي والثانية والثالثة. وتجربة ميانمار - حيث أقيم الان- تنفي ان الوصول تلي حل سياسي يحقق حلا حول قضايا الحرب والسلام! وما تجربة بريطانيا مع الحركات المسلحة في ايرلندا الشمالية ببعيدة عنا وهي تنفي ان استدامة الديقراطية لا تنهي الصراع بسهولة من غير معالجة خصوصيات المجموعات الاثنية/ المناطقية لكل أعلاه جاء نداءنا نحن سكان المنطقة حول " فصل المسار السياسي عن مسار إيقاف الحرب " ونجدد هنا نداء وأقول أن الحرب أصابت وأثرت على جنوب كردفان تاثيراً بالغا وأن إستمرار الحرب تعني تفاقم و إستمرار الأزمة الإنسانية. ونحن إذ نلفت إنتباه جميع الأطراف في تحمل مسؤولياتهم تجاه ضرورة إيقاف الحرب باستثمار الفرص المتاحة نأمل جاهدين أن يقابله قرارا بإعلان وقف العدائيات و وقف إطلاق نار دائم ثم الدخول في عملية تفاوضية تستجيب لتطلعات شعبنا فى المنطقة. ان الإسراع بايصال الإغاثة والمساعدات الإنسانية يجب ان يكون علي مقدمة اجندة الالية الافريقية من غير ربطه باي خارطة او اجندة مفاوضات. لا يمكن لاطفالنا في مناطق النزاع يسدد فواتير صراع النخب السياسية من دماءه، ومن يعش منهم يصبح فاقد تربوي، ويعيس في يتم وفقر. ان عودة الديمقراطية تجعله- من غير علم وحظوة اقتصادية خارج المشاركة - اي له العظم وللاخرين اللحم. *الاستاذ أيهاب مادبو والدكتور عيسي حمودة من أبناء جنوب كردفان/ جبال النوبة. يقودان جهودا للدفع بتسوية لقضية جنوب كردفان من خلال الجهود السلمية.!عملا كمنسقين لنداء سكان جنوب كردفان / جبال النوبة لوقف أطلاق النار والعدائيات والسماح بايصال الاغاثة. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.