أنتمي الى بلاد تُجلد النساء في شوارعها ومراكز الشرطة .. يتحلق حولهن الرجال .. يضربوهن بالسياط ويصوروهن على أجهزة الموبايل على سبيل اقامة شرع الله ! عندنا يذهب الابناء إلى الجامعات، فيعودون إلى أهاليهم جثثاً محطمة الرؤوس في معيتها وفد رفيع المستوى من ادارة الجامعة يؤكد في حزن للأسر المكلومة أن بنيهم ماتوا بالملاريا ! وبعض الجثث تستخرج من ترع المياه وقد انتفخت وتشوهت .. لكن ذلك لا يزعج أحداً. في بلادنا ربما خرجت الفتاة إلى مظاهرة فعادت – إن عادت – وقد اغتصبها جماعة من رجال الأمن الحريصين على سلامة الوطن ووحدة أراضيه. يأخذون جسدها بحق الإيمان فهي مجرد عاهرة شيوعية ممولة. أنتمي إلى بلاد يُغتصب الاستاذ الجامعي في معتقلاتها باشراف احد تلامذته السابقين .. وجامعاتها لا يعترف بها أحد !! في بلادنا يراقب الحاكم المؤمن، خادم القرآن وأسد العرب وافريقيا، الصحف .. فلا تكتب إلا ما يرضيه .. ولا تنشر غير ما يمليه. لا يعرف ما بنا أحد .. ولا نعرف نحن أحداً .. نظن بأنفسنا أننا خير أمة على الأرض .. نحن مهبط الأخلاق و الكرم و العلم و الثقافة و الشجاعة ! هكذا نقول لأنفسنا عن أنفسنا. ونحدث بعضنا بعضاً بمآثرنا وكيف أننا لا نشبه غيرنا وغيرنا لا يشبهنا. أنتمي إلى بلاد هي الحزن ذاته .. لكن حبها هو الفرض الذي لا يمكن أن أكفر به. اللهم انك تعلم اني احب هذه البلاد الحزينة المحزنة .. المظلومة الظالمة .. اللهم فلا تمتحن محبتي بتكاثر الخذلان واجتماع المصائب. اللهم انزل ببلادنا عدلاً .. فان أرضها ملئت ظلماً. ..........................