++ يبدو المشوار طويلاً بين (أمبدة) و(الطائف)، لكن ثمة من يقطعه وعلى وجهه ابتسامة يرجو أن تستمر.. في المبنى الذي تستغله مفوضية الانتخابات كمقر تدير منه الاستحقاق الدستوري.. انتظرنا الرئيس القادم لجمهورية السودان بحسب تعبيره أو بحساباته السياسية. تقول سيرته الذاتية إن اسمه محمود عبد الجبار رحمة الله سالم.. مولود في منطقة كرتوب بالجزيرة عام 1969.. تلقى تعليمه الابتدائي.. المتوسط والثانوي في الجزيرة قبل أن يحصل على شهادة القانون من جامعة النيلين. صاحب العمود الصحفي (أنفاس المنابر)، يختار منبره الجديد منافساً من أجل الجلوس على المنبر الرئاسي، محمود يقول إنه يمتلك ثلاثة منازل.. يضحك حين نسأله عن عدد زوجاته بالقول عليكم استنتاج ذلك من عدد البيوت، ويملك أيضاً حواشة في مشروع الجزيرة و500 فدان أيضاً ومزرعة (منقة)، يضيف أنه سيجعل أيام السودانيين (تفاحا) لو فاز بمنصب الرجل الأول في السودان. الإسلامي من تحت لافتة اتحاد قوى الأمة- (أقم)، ينكر أي ارتباط يجمعه بحكومة المؤتمر الوطني.. ويقول عن علاقته بالشيخ محمد عبد الكريم، إنها علاقة على أساس إخوة الإسلام، وإن مشروعه السياسي مختلف تماماً عن المشاريع المطروحة على الساحة. (اليوم التالي) تقف على تجربة رجل يقول إنه يقف الآن في بوابة القصر الجمهوري الذي سيدخله عبر نفق أخطاء الحزب الحاكم طوال ربع قرن من الزمان.. فإلى إفاداته.. ** أين أنتم الآن من المعادلة السياسية؟ السياسة هي توظيف الممكن لتحقيق الأهداف المتاحة، وهي صندوق الانتخابات كوسيلة لإنجاز التغيير المنشود، كان ذلك هو خيارنا الذي اخترناه وسنمضي فيه لنهاياته بغض النظر عن أي شيء.. ببساطة نحن الآن داخل الصندوق الانتخابي.. ونتمنى أن يحقق تطلعات الشعب السوداني في الاستقرار والسلام والتنمية. لكن هذا الأمر يضعكم داخل صندوق المؤتمر الوطني؟ نحن أكثر حزب معارض للمؤتمر الوطني من كل الأحزاب التي ترفع رايات المعارضة.. معارضتنا حقيقية ولا يوجد ما يمكن أن يجمعنا بحزب أورد البلاد والعباد موارد التهلكة.. نحن والمؤتمر الوطني بيننا فقط صندوق المواجهة. اختياركم التواجد في انتخابات رفضها الكثيرون يمثل دعماً للمؤتمر الوطني؟ لا مشاركتنا في الانتخابات القادمة من أجل خلاص الجميع من المؤتمر الوطني وعبر الصناديق، فهي الوسيلة الأكثر سلمية ومقبولية لانجاز تغيير سلمي. تتحدثون عن السلمية والبلاد تحيطها الحروب؟ نحن في حزب اتحاد قوى الأمة وضعنا برنامجا متكاملا لمعالجة كافة الإشكاليات السودانية بما فيها قضية الحرب والسلام.. برنامجنا يضع نهاية لهذه الأزمات كلها. ولدينا تصوراتنا للسلام في السودان وهي تصورات منطقية للحد البعيد. أهي تصورات على هدى الشريعة الإسلامية؟ آي.. تصورات على هدى الشريعة الإسلامية.. (عندك فيها راي)؟.. الشريعة الإسلامية ما فيها مشكلة في عملية تطبيقها على أرض الواقع وتنزيلها. لكن من يضمن أنكم ستطبقونها وفقاً للقيم الصحيحة؟ الضمان الوحيد هو أن يجربنا الشعب السوداني في دورة الحكم.. وإن لم ننفذ ما وعدنا به سنترك المناصب حتى قبل انتهاء الدورة الانتخابية. الشعب السوداني تكفيه تجربة ربع قرن مع التيارات الإسلامية؟ المشروع الإسلامي في السودان لا علاقة له بتطبيقات 25 عاماً من الفشل.. التجربة الماثلة الآن أبعد ما تكون عن الإسلام، وهو أمر توضحه بشكل كبير النتائج المترتبة عنها، نحن نعيش حالة من الانهيار العام في كل شيء ولابد من التحرك لإنقاذ السودان من متلازمة الفشل. تتحدث وكأنك لم تكن جزءً من هذا المشروع؟ إن كنت تقصد التجارب في تسعينات القرن الماضي وبداية الألفية في الجامعات، فالذي كان يجمعنا بالقوى الإسلامية مجرد تحالفات طلابية تنتهي بانتهاء الفترة.. التحالفات الطلابية لا يمكن البناء عليها في تحديد المواقف السياسية. لكن محمود جبر الدار كان صوتاً للإسلاميين في الجامعة؟ لم أكن (مؤتمر وطني) في يوم من الأيام، ذلك الصوت كان صوت الإسلام ولم يكن صوت المؤتمر الوطني، أنا لم ولن أكن (مؤتمر وطني) في أية لحظة.. أنا مواطن سوداني يحمل مشروعا وطنيا جديدا لمعالجة الإشكاليات السودانية وفقاً للقيم الإسلامية. أهو مشروع ضد العلمانيين؟ هؤلاء العلمانيون قضيتهم طويلة.. لو تفرقنا يقولون لنا الإسلام لم يدع للتفرقة.. وإن توحدنا يقولون إننا دخلنا إلى بيت الشيطان.. على كل يمكن القول بأن مشروعنا ليس ضد المشروع العلماني إن وجد.. هو مشروع سوداني يقر التعدد كما حدث في نموذج دولة المدينةالمنورة في بداية تاريخ التكوين الإسلامي.. وهو مشروع يقوم على أسس العدالة والمساواة والمواطنة. حتى وإن انطبق هذا الأمر على الحزب الشيوعي السوداني؟ بعيداً عن تسمية مجموعات فقد أخبرتك بأن مشروعنا الانتخابي مشروع يستهدف تحقيق رفاه السودانيين كسودانيين بغض النظر عن الاختلافات السياسية، هو برنامج إسعافي.. لابد أن يناقض ما كان يحدث في السابق.. نحن نسعى للنهوض بالوطن من كبوته. وهل سيتم هذا الأمر بالكلام؟ نعم بالكلام.. نحن الآن لا نملك ما نقدمه سوى الحديث بما ننوي القيام به، إذا كنت تنتقد أن هذا الأمر بالكلام، فكل السياسة السودانية تقوم على عملية (الكلام) فالقوى السياسية لا تملك حتى الآن شيئا سوى هذا الكلام.. سنقول حديثنا أثناء الحملة الانتخابية ونمضي بعدها لتنفيذ مشروعنا النهضوي على أرض الواقع. يبدو أن هذا المشروع في مخيلتك فقط؟ لا ليس مشروعا خياليا هو مشروع حقيقي تم وضعه بواسطة مجموعة من الخبراء، قد تستغرب لو قلت لك إن في برنامجي الانتخابي معالجة ناجعة لمشكلات مشروع الجزيرة، هو برنامج لإعادة بناء ما تم هدمه في السنوات الماضية وفقاً لخطة مدروسة. يعني إنت عاوز تخش القصر عبر "أبوعشرين"؟ مشروع الجزيرة مشروع قومي ومعالجة مشاكله تعني معالجة إشكالات اجتماعية وأخرى تتعلق بنمط الإنتاج والعودة إلى الخط الاقتصادي الأمثل للسودانيين عبر الزراعة. كأنكم تزرعون في "الوهم" بإعلانكم القدرة على الفوز بالانتخابات؟ من قال إننا نزرع في الوهم.!؟ نحن نؤكد فوزنا بالانتخابات حال اتسمت بالشفافية والنزاهة وتوفرت لها المساواة بين كافة المرشحين.. نحن أحق حزب بأصوات الناخبين في الصناديق من خلال ما نقدمه لهم وهي فرصة لتأكيد مدى رغبة السودانيين في التغيير من عدمها، يمكننا قياس ذلك عبر الصناديق التي لن تأتي بسوانا. لكن التغيير عند قوى المعارضة يتمثل في مواجهة المؤتمر الوطني؟ نحن نواجهه الآن عبر البرامج الانتخابي أم تريدوننا أن نحمل البندقية من أجل تحقيق تغيير!؟.. ذلك تغيير يدفع السودانيين فاتورته من دمائهم الطاهرة.. نحن لن نلجأ لغير خيار الديمقراطية. لكن الدماء تنزف الآن وهو ما يهدد العملية الانتخابية؟ لا أرى أن الحرب مبرر لإيقاف الانتخابات، بل الانتخابات ضرورة من أجل إيقاف الحرب.. سنذهب لنبشر ببرنامجنا الانتخابي في المناطق المشتعلة بقدر ما تسمح لنا الظروف.. دعنا نجرب هذا الخيار ربما يكون هو الأفضل من غيره. أفضل بتحقيقه لمصالحكم الذاتية كما يردد البعض؟ من قال إن خوض العملية الانتخابية هو من أجل تحقيق مصلحة خاصة.. وكيف يمكن تحقيق هذه المصلحة.!!!؟ ببساطة.. سيدفع لكم المؤتمر الوطني فاتورة منحه الشرعية.. هناك من يردد ذلك؟ انتوا بتجيبو الكلام ده من وين!!؟.. كيف يدفع لنا المؤتمر الوطني ونحن نواجهه في الصناديق ونسعى لفضح ممارسته أمام الجماهير، هذا أمر لا يمكن أن يدخل العقل.. لماذا يدفع لنا المؤتمر الوطني.!!!؟ لكنكم تهاجمونه في الصحف بالصباح وتجلسون معه في مائدة الحوار ليلاً؟ الآن أوضحنا موقفنا من عملية الحوار، فهي عملية لن تفضي إلى نتيجة، فالمؤتمر الوطني أخرجها من سياقها المفضي لتحقيق استقرار منشود، هو يريد أن يفرض على الآخرين من يمثلونهم وهو ما لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال. يعني ذلك مغادرتهم طاولة الحوار؟ نعم هذا ما سنفعله وهو موقفنا منذ بدء عملية الحوار الوطني، الحزب الحاكم يحاول أن يجعل من كل الأحزاب نسخة من أحزاب (عبود جابر).. نحن قلنا للمعارضة منذ البداية يجب أن يكون موقفها هو موقف مواجهة المؤتمر الوطني والقيام بدورها كمعارضة وأن لا تسبِّح بحمد الحزب الحاكم. إذن أنتم في معسكر "الإصلاح الآن" ومنبر السلام العادل؟ لا نحن في المعسكر الذي يحقق لنا أهدافنا السياسية ويتواءم مع ما نقتنع به من مواقف، الموقف المنطقي الآن هو الابتعاد عن طاولة الحوار وتركها للحزب الحاكم والأحزاب التي تريد الدوران في فلكه. لكن ذات المبررات التي دفعت بكم لمغادرة طاولة الحوار.. هي مبررات لمغادرة الصندوق الانتخابي؟ الأمر مختلف.. الحوار من أجل تمرير إرادة المؤتمر الوطني.. والانتخابات من أجل الانتصار لإرادة الشعب السوداني واختياراته الموضوعية.. مافي علاقة بين موضوع مغادرة طاولة الحوار والبقاء قريباً من صندوق الانتخابات.. (كل موضوع بي دربه).!!! ثمة من يهاجمكم بأنكم تخالفون قوى التغيير باختياركم المشاركة في الانتخابات؟ إن كنت تعني قوى تحالف الإجماع الوطني، فهذه القوى لها أكثر من ربع قرن تهتف بالتغيير.. لا أنجزت ما تهتف به ولا تركت الهتاف.. وستظل هكذا إلى قيام الإنقاذ بتفكيك نفسها أو انخراطها هي داخل مؤسساته. تبدو واثقاً من فوز حزبك بالانتخابات؟ نعم فكل الخيارات المتاحة أمام السودانيين هي أفضل من خيار استمرار الفشل، وأن أية نظرة موضوعية نتيجتها الحتمية هي أن المؤتمر الوطني غير جدير بحكم السودانيين. يعني برنامجكم الانتخابي هو فشل الحزب الحاكم؟ نعم وما المشكلة في ذلك!؟.. نحن سندخل إلى الانتخابات عن هذا الطريق وسنحصد الأصوات بهذه الطريقة، ففشل الوطني هو البرنامج الذي يمكن الانطلاق منه لتحقيق الأهداف والوصول إلى المقاعد التي كان يشغلها نواب أبعد ما يكونون عن مصلحة الجماهير وتطلعاتها. تعلنون فوزكم بانتخابات يراها البعض محسومة مسبقاً؟ نحن نتحدث عن إمكانياتنا في مواجهة إمكانيات الآخرين، وهو ما يجعلنا متفائلين بعملية تحقيقنا للانتصار.. ونتحدث عن ناخبين سيصوتوا لنا في الصناديق. لكنّ الناخبين لا يعلمون شيئا عن "أقم"؟ سنخبرهم من نحن بعد انطلاق حملات الدعاية الانتخابية، سنصلهم في أماكنهم وعبر وسائل الإعلام.. فقط نطالب المفوضية بتوفير المساواة أمام كافة المشاركين في العملية. وإن لم توفر لكم ذلك.. ماذا أنتم فاعلون؟ هناك وسائل الإعلام الحديث سنستخدمها في إيصال رسالتنا.. سنستخدم (الفيس بوك والواتس اب) وهي أمور متاحة. يعني عاوز تبقى رئيس عبر "الواتس اب"؟ ما كده بالضبط.. لكني سأبقى رئيس باستخدام التكنولوجيا المتاحة لي كلها دون التركيز على وسيلة دون الأخرى.. سأصبح رئيساً عبر الوسيلة الديمقراطية والانتخاب وسأصبح رئيساً باختيار الشعب. ما هي علاقتك بالشيخ محمد عبد الكريم رئيساً؟ علاقتي بالشيخ محمد عبد الكريم هي علاقة (أخوة) في الإسلام.. ومشروعنا السياسي المطروح يختلف عن كافة المشاريع التي يطرحها الإسلاميون، ومؤكد هو مختلف عن مشروع محمد عبد الكريم السياسي، هو مشروع يضع الحرية في قمة أولوياته ويرفض اغتصاب السلطة عبر الانقلابات العسكرية. ثمة من يتساءل.. من أين لحزب قوى الأمة بأموال الانتخابات؟ نحمد الله.. نحن نملك الأموال التي نقوم من خلالها بتسيير أمورنا الانتخابية.. بعض عضويتنا لهم بسطة في الرزق يجمعون الأموال لتسيير العمل. يعني هذا أنك دفعت رسوم ترشحك ب"الشيرنق"؟ نعم تم تجميع الأموال عبر الاشتراكات.. أنا كغيري من الأعضاء قمت بدفع قيمة اشتراكي وبهذا (الشيرنق) سنسقط المؤتمر الوطني وأنا على استعداد لمناظرة مرشحه في الهواء الطلق أثناء الحملة الانتخابية. هل هناك اتفاق بينك والمؤتمر الوطني حول عملية التنازل عن المقاعد؟ نحن ما قعدنا مع المؤتمر الوطني وما مستعدين نقعد معاه في مثل هذا النوع من الصفقات.. دوائرنا الانتخابية سننتزعها بقدراتنا السياسية وعبر التنافس الشريف.. وليس عبر أية وسيلة أخرى. اليوم التالي