أبدت أوساط سياسية جنوبية تخوفاً من مخاطر انفصال جنوب السودان بعد الاستفتاء المقرر يناير 2011، ووصفت الأمر بالقنبلة الموقوتة باعتبار أن الحركة الشعبية تدير المنطقة بعقلية أمنية شمولية تناقض التعدد القبلي والديني الموجود في المنطقة. واستعرضت مجموعة من السياسيين في استطلاع للشروق سلبيات الانفصال الأمنية والاجتماعية وانعكاساتها على مستقبل الجنوب، مطالبين الحركة الشعبية بإعمال الحوار وإجراء الاستفتاء في أجواء نزيهة وحرة، محذرين من أن انشقاق الدولة سيجرها إلى مربع الحرب ثانية. وقال القيادي بالحركة الشعبية التغيير الديمقراطي باسكولي بيل إن هناك عدة عقبات تواجه قيام دولة منفصلة في الجنوب ومن ضمنها غياب الحوار السياسي خاصة وأن الحزب منفرد بالسلطة ويمارس سياسة الإقصاء على القوى السياسية الأخرى. وشدد بيل على أن الأوضاع الأمنية في الجنوب غير مهيأة لقيام دولة مستقلة، وقال إن تحقق ذلك سيكون وبالاً على المواطن الجنوبي. ودعا النخب السياسية في الجنوب لتنوير سكان المنطقة بمخاطر الانفصال الذي سينعكس سلباً على أوضاعهم المعيشية والأمنية. وتكهن المسئول السياسي بقطاع شباب المؤتمر الوطني عبيد الله محمد عبيد الله بعدم مقدرة الجنوب على قيام دولة مستقلة، مؤكداً أنها ستفشل في إنشاء مجتمع متجانس، مشيراً إلى أن طريقة الحكم الحالية تشير بذلك. وأضاف أن حكومة الجنوب تصادر الحريات وتمارس القهر على المواطن، محذراً من أن ذلك لايتسق مع التعدد الديني والسياسي والقبلي الموجود في المنطقة. وقال عبيد إن تحقيق الانفصال في ظل الحكم القابض يرشح المنطقة لأن تكون قنبلة موقوتة يمكن أن تتفجر في أي وقت ما سيعيد الدولة إلى مربع الحرب. وعلى صعيد آخر نبّه خبراء إعلاميون إلى أهمية تصميم خطاب إعلامي يتماشى مع مرحلة الاستفتاء ويستهدف الجنوبيين الذين يحق لهم التصويت لخيار الوحدة والانفصال. وأكد هؤلاء أن التنوير بمآلات الاستفتاء ومحاسن الوحدة ومخاطر الانفصال يقع علي عاتق الأجهزة الإعلامية التي يستوجب عليها أن تضع خطة مدروسة لتغيير مفاهيم مواطني الجنوب. وانتقد الخبير الإعلامي علي شمو القنوات الفضائية بالجنوب، مؤكداً أنها تثير قضايا خطيرة مثل الرق والتي من شأنها إثارة الفتن والأحقاد. ودعا إلى إعلام مواز يعمل على تغيير تلك الصورة. وقال مسئول الإعلام بمفوضية الاستفتاء جمال محمد أحمد إن تجهيز المفوضية وتشكيلها اتسم بالبطء خلال الفترة الماضية، لكن نأمل أن نضع خطة إعلامية كبيرة تتسق مع أهمية الاستحقاق.