تعيش البلاد من أقصاها إلي اقصاها أزمة طاحنة في توفر رغيف الخبز بعد تصريحات رسمية سابقة من برلمانيين قبل أكثر من أسبوعين بتناقص مخزون القمح في البلاد إثر عجز بنك السودان عن توفير العملة الصعبة اللازمة لفتح اعتمادات بنكية لشراء القمح من الخارج، بينما تشير معلومات أخرى إلي أن المخزون الاستراتيجي للقمح لا يكفي لتغطية حوجة البلاد من الخبز لأكثر من أسبوع اَخر. كل هذه المؤشرات تشير إلي بوادر انعدام كامل للدقيق ستشهده البلاد في مقبل الأيام. هذه الأزمة تأتي مباشرة بعد الاجراءات الاقتصادية التي أقرها النظام الحاكم برفع أسعار المحروقات والتي أدت مباشرة إلي رفع أسعار الأساسيات الغذائية ومن بينها الخبز، واندلعت في مواجهتها هبة سبتمبر المجيدة، الأمر الذي يثبت تماما خطل تلك الاجراءات و عدم امكانية حل أزمة البلاد الاقتصادية عبرها. الشاهد في الأمر أن هذه الأزمة التي يدفع المواطن كلفتها من جيبه لا يمكن حلها إلا عبر الإطاحة بهذا النظام الذي يعطي الأولوية للصرف على حروبه المتعددة و على اَلة قمعه العسكرية والأمنية بدلاً عن توفير حوجات المواطنين الاساسية من خبز وعلاج وتعليم وغيرها من الأساسيات. إن المجاعة التي تعيشها مناطق متعددة في البلاد تحت ظل حكم عصابة الموتمر الوطني تزحف اليوم بخطى متسارعة نحو الخرطوم وستصل إليها مثلما وصلت اليها اَلة التقتيل الوحشي في سبتمبر الماضي. ما نشهده و نعاني منه اليوم هو النتيجة الحتمية لسنين طويلة من فشل نظام المؤتمر الوطني في إدارة شئون البلاد بشكل يلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين. نشهد اليوم نتيجة الفساد المحمي وسوء الادارة والاقصاء السياسي والاجتماعي و اختلال أوجه الصرف الحكومي وتدمير البنية التحتية الاقتصادية، والانتاجية والزراعية للسودان، الذي كان له أن يكون سلة لغذاء افريقيا والعالم بدلاً من أن يصطف أهله في صفوف طويلة لانتزاع رغيف الخبز. إن سادة النظام المشغولين بسفرياتهم الخارجية وحصاد نثرياتها وتهريب أموال الفساد المنهوبة للخارج لا يعنيهم الرهق الواقع على كاهل المواطن ولا يهمهم سوى الحفاظ على كراسي السلطة الوثيرة بينما يعاني أهل البلاد في توفير أبسط متطلبات العيش. إننا ندعو جميع أهلنا في بقاع السودان للخروج بصوت واحد لاسقاط حكومة الجوع والقتل والتدمير. واننا نكرر مرة اخرى، انه لا يوجد حل لمشاكل هذه البلاد قبل الإطاحة بهذا النظام. فلنرفع صوتنا للمطالبة بما يستحقه شعبنا. عدالة، سلام، حرية، وحياة كريمة التغيير الاَن حق وواجب وضرورة