شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    شاهد بالفيديو.. سخرية واسعة داخل مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان من مطرب "تاه" عن "مسرح" الحفل    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    كامل إدريس إلى مصر في آول زيارة رسمية إلى خارج البلاد    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    البرهان يتفقد مقر متحف السودان القومي    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    كلية الارباع لمهارات كرة القدم تنظم مهرجانا تودع فيه لاعب تقي الاسبق عثمان امبده    بيان من لجنة الانتخابات بنادي المريخ    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال عبد اللطيف بعد مغادرته لوزارة المعادن: كنت أتوقع أني سأذهب ولا مفاجأة بعد خروج علي عثمان
نشر في سودان موشن يوم 24 - 12 - 2013


كنت أتوقع أني سأذهب ولا مفاجأة بعد خروج علي عثمان
لسنا أُجراء.. نحن أصحاب أسهم في الإنقاذ
أُقسم بالله لم تنزل مني دمعة وما حدث في وداعي تظاهرة عاطفية عبرت عن مشاعر العاملين
حاوره: فتح الرحمن شبارقة
هل صحيح أن كمال عبد اللطيف، وزير المعادن السابق خرج غاضباً من اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الذي أجاز التغيير الأخير في الحكومة وهو يقول: (هذه مؤامرة)؟ لماذا ذرِفت الدموع في وداعه هو فقط، ولم تذرف في وداع آخرين، أم كان هناك شيء من الترتيب والتمثيل ربما؟، أليست الدموع في وداع وزير ما، أي وزير، ضرباً من البدع المستحدثة في السياسة السودانية؟ ماهى الوجهة المقبلة لوزير المعادن السابق بعد خروجه من الوزارة، وهل هو عاتب على أحد في خروجه من المعادن؟. وقبل ذلك، كيف ينظر كمال لكل ما حدث من تغيير قيل إن الرئيس هدف منه تفكيك مراكز القوى داخل الحكومة؟
كل تلك التساؤلات، وأخرى تفرعت منها بالضرورة، حملتها (الرأي العام) مساء الأربعاء الماضي إلى منزل الوزير السابق كمال عبد اللطيف بالمنشية، فكان الرجل صاحب اللقب الحركي العامر بالدلالات (أبو العائلة) كما يناديه بعض المقربين - في كامل أناقته ولياقته بين عائلته الصغيرة الكبيرة، فأحسن استقبال (الرأي العام) والرد على أسئلتها كما سنرى:
*الدموع التي سالت في يوم وداعك لموظفي وزارة المعادن أثارت الكثير من التعاطف والتهكم، وبدت كفعل مرتب له مسبقاً.. خاصة وأنه من غير المعهود أن تُذرف في مثل هذه المواقف؟
- الدموع التي سالت في ذلك اليوم بعد الذي جرى في وزارة المعادن صبيحة الأحد 8 ديسمبر، أقسم بالله العظيم أنه لم يكن مرتباً، ولم يكن منظماً ،ولقد كان مفاجأة (100%) بالنسبة لي. فأنا تحركت من البيت بصورة تلقائية وعادية كي أذهب إلى المكتب لأكون في انتظار الوزير الجديد الأخ الدكتور الكاروري، وعندما وصلت إلى مباني الوزارة فُوجِئت مفاجأة تامة بوجود كل العاملين في وزارة المعادن على بكرة أبيهم خارج سور الوزارة في شارع النيل، وكان في مقدمتهم وزير الدولة الأخ سراج الدين علي حامد، وأول ما نزلت من العربية سمعت الجميع يجهشون بالبكاء، فهذه الحكاية كانت مفاجأة ولم أسمع بها ولم أكن أتوقعها حتى قبل دقيقة واحدة من وصولي لمبنى الوزارة، فهي لم تكن مرتبة أو مفبركة كما قال البعض ، كيف ترتب مشاعر الناس كما تشاء ، وكيف تفبرك انفعالاتهم العاطفية ؟! ذلك اللقاء كان تظاهرة عفوية عبرت عن مشاعر العاملين بالوزارة ، وأرجو من هذا المنبر أن أجدد شكري لهم مرة أخرى عن كل ذلك اللطف والنبل الفياض بالمودة والرقة وسأظل قريبا منهم ما حييت ..
* السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا يحدث هذا معك ولا يحدث مع آخرين؟
- أنا العلاقة التي نشأت بيني وبين العاملين في وزارة المعادن خلال العامين الماضيين لم تكن علاقة وزير بموظفيه، فقد كانت علاقة أخ مع إخوانه وأخواته، فهنالك الكثير منهم زاروني في منزلى وزرتهم في منازلهم، وكثيراً ما كنت أتناول وجبة إفطار الجمعة في منازل البعض، وكنت قريباً حتى من شؤونهم الأسرية والخاصة، وكنت أحرص دائماً خلال العامين الماضيين ألا تكون العلاقة بينى وبينهم علاقة رسمية، وكنت التقيهم في حوش الوزارة مثلاً وأتقاسم معهم الونسة والضحك ، وأقول لك بصراحة أنا ومنذ زمان بعيد أعتبر العمل امتداداً للمنزل ولذلك تسود به ذات قوانين وتفاعلات المنزل ، التربية بلطفها وعنفها ، التفقد المستمر والتواصل غير المحدود ، مشكلاتهم الأسرية ، الاهتمام بجميع التفاصيل لكل الذين يعملون معي ، فهم أسرتي الكبيرة وقبيلتي المهنية وجنودي الذين أقاتل معهم وأتجشم بهم الصعاب ، ودائما كانوا على الوعد وفي المقدمة ..
* لكن مهما كانت علاقتك بهم، ألا ترى أن البكاء في وداع وزير ما، هو بدعة سياسية لم تكن معروفة من قبل حتى أن البعض شبهه بحنة التخريج وغيرها من البدع المستحدثة؟
- ليس كل بدعة سيئة، فهناك بدع حسنة ومستحسنة ، وإن كان التعبير عن المودة والحب بدعة فنعم البدعة إذن !
*بكاء العاملين وثّقته الكاميرات، لكن ماذا عن الوزير كمال عبد اللطيف.. هل أجهش بالبكاء أيضاً حسبما تناقلت بعض المراصد الإلكترونية؟
- أقسم بالله لم أبك، ولم أجهش بالبكاء ولم تسل مني دمعة واحدة، وليس هناك سبب يجعلني أفعل ذلك . هذا كله كلام ناس مغرضين وكان فيه ظلم كبير بالنسبة لي ، وعلام أبكي ؟ أنا خرجت منالطاقم الوزاري ضمن كوكبة مميزة من أصحاب السجل الذهبي والمنجزات العملاقة في البلاد ، وجميعنا غادرنا الوزارة وهي في ذروة نشاطها ونجاحها بحمد الله ، تركنا إرثاً واضحاً من الخطط والبرامج والإنجازات التنموية والاقتصادية والخدمية وبصمات واضحة ستظل تشهد لنا على مر الدهور .
* وهل الحديث عن خروجك من اجتماع المكتب القيادي الذي أقرّ التعديلات الأخيرة غاضباً وقولك إن هذه مؤامرة كان ظلماً أيضاً؟
- هذا أيضاً كذب وظلم كبير، وهذا الحديث غير صحيح مطلقاً، فأنا لم أحضر اجتماع المكتب القيادي أصلاً، ولم تخرج أصلاً من فمي هذه العبارة أو حتى عبارة قريبة منها لا تصريحاً ولا تلميحاً من قريب أو بعيد. وليس في دواخل نفسي أي شعور بأن هناك مؤامرة.
* لكن يُقال إنك أصبحت مشروعاً متمرداً بعد إعفائك من الوزارة؟
- لست أنا من تلك العينة من البشر، فعلاقتنا بالإنقاذ - مثلما قلت في كلمتي لموظفى وزارة المعادن- لم تبدأ ولن تنتهى بالوزارة، ونحن لسنا مشحودين على الإنقاذ ولا مأجرين عليها، فنحن مساهمون ومؤسسون، وبالتالي فإن ولاءنا لها لا علاقة له بالوزارة أو الحكومة. وحتى عندما أصبحنا إخواناً مسلمين ما كنا نتخيل أن نمسك البلد في يوم من الأيام أو نكون وزراء أو مسؤولين، وأنا والله منذ أن دخلت للحكومة وزير دولة بوزارة مجلس الوزراء أصلاً لم يكن لدي شعور بأني (قاعد لي بكرة)، وبالتالي الشعور بأنك يمكن أن تذهب في أي وقت لم يغب عن الإنسان ليس خوفاً وإنما لأني جندي في هذه الجماعة ومهييء نفسي لكل الظروف والاحتمالات، فأنا لم ولن أكون مشروع متمرد، وكما قلت لك نحن أصحاب أسهم في الإنقاذ ولسنا أُجراء أو (جايين باللفة أو مجندين ما بعد الفتح) كما يقولون.
* في الأيام الفائتة حاورت عدداً من الوزراء السابقين، بعضهم قال إنه سعيد بمغادرته، وآخر قال إنه ليس سعيداً.. فإلى أيالفريقين ينتمي كمال عبد اللطيف؟
- أنا سعيد.
*ليه؟
- لأن هذه مسؤولية، وليس هناك في هذه الدنيا شخص يرفع عن كاهله عبء مسؤولية ما ولا يكون سعيداً بذلك. ومبلغ السعادة الآخر أني راضٍ بما تم، فهذه الحكاية تمت في إطار قرار حزب بأن يمشي كل شخص أمضى دورتين فأكثر، ونحن أعضاء في هذا الحزب وشاركنا في اتخاذ هذا القرار، وكنا مقتنعين به تمام الاقتناع وما زلنا مقتنعين به. وبالتالي الواحد سعيد لأنه مشى في هذا الإطار ولم يمش مغضوباً عليه أو بسبب فشله، وإنما ذهب في إطار عام .
*هل شكل لك الإعفاء من وزارة المعادن أية مفاجأة، خاصة وأن البعض كان يتوقع بقاءك في الوزارة بسبب ما تم فيها من عمل في المرحلة الفائتة؟
- لا.. أنا كنت متوقعاً أني سأذهب من الوزارة..
*كيف وأنت كنت تعمل حتى قبل ساعات من قرار الإعفاء بصورة تعطي انطباعاً آخر؟
- هذا أدب الفسيلة، فحتى لو قامت الساعة وفي يد أحدنا فسيلة فالرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بزراعتها، فهذا هو أدب الإسلام وأدب النبوة، فنحن نعمل بهذا الأدب، وإن شئت بلغة بأدب التلاميذ فنحن بنشتغل في الامتحان إلى أن يقال لنا (ضع القلم).
*أليس غريباً أن يشكل خروجك من الوزارة مفاجأة للمراقبين ولا يشكل مفاجأة شخصية بالنسبة لك؟
- (يا أخي ما أظن بعد علي عثمان تاني في مفاجأة)، فمهما كنا أكفاء ومهما أنجزنا وعملنا وأنتجنا لا يمكن أن يكون كل ذلك قطرة في إنجاز علي عثمان محمد طه، فخروجه بعد الإنجازات التي عملها، والخير الكبير الذي قدمه للبلد من اتفاقية السلام وقيادته للجهاز التنفيذي طوال السنوات الماضية يجب ألا يجعل هناك أية مفاجأة بخروج أي شخص تاني، فليس هناك ثمة مفاجأة بعد خروج علي عثمان محمد طه عراب تطبيق الشريعة في السودان.
*هل هناك أي من الملفات أو المشروعات كنت تود أن تستكملها في وزارة المعادن قبل أن يقال لك ضع القلم؟
- نعم، وهو مشروع البشير لاستكشاف المعادن في السودان، وهذا مشروع نحن أطلقناه خلال العام 2013م ونستهدف به مليون وثلاثمائة ألف كيلو متر مربع ومستهدفين به استكشاف إمكانيات السودان المعدنية المختلفة في جميع أنحائه، فهذا المشروع كنت أتمنى أن (أوصلو حدو) .
*من التسريبات التي ارتبطت بإعفائك من الوزارة أن كمال عبد اللطيف تم تفريغه للحزب للقيام بعمل كبير في إطار الاستعداد للانتخابات؟
- التعديلات في الحزب لم يفتح بابها حتى الآن، فقد أُعلن أن هناك نية لإحداث تعديلات في الحزب لكن حتى الآن لم يفتح بابها بعد.
*طلبك العفو من موظفي وزارة المعادن، هل يعني أنك ارتكبت في حقهم ما يستوجب العفو أو الاعتذار؟
- أكون كذبت عليك لو قلت لك أنني في السنتين الماضيتين لم أغُضِب ولم أُزعِل زول، فأنا بشر وهم بشر، وخلال عامين من المدافعة والعمل الكثيف بلا شك سيكون حدث ما يغضبهم مني أو مايغضبني منهم، وهذا مسألة عادية لا تصل لمرحلة الجرم أو الجريمة، فأنا لست ملكاً وبالتأكيد سيكون هناك من غضب مني، فمثلاً قد يكون هناك شخص فاته كورس تدريب أو فاتته الترقيات دون أن يكون هناك قصد مثلاً ويفتكر أنه ظُلِم، فطلب العفو يجيء من باب الاحتراز .
* الآن، وقد أصبحت وزيراً سابقاً، هل لديك استعداد لتقديم المشورة لوزير المعادن الجديد؟
- قبل أن يكون وزير المعادن الجديد هو صديق قديم وزميل في مهن ومواقع أخرى، وبيني وبينه ود كبير ولدي علاقة قوية مع العديد من أفراد أسرته، ولذلك فإن حق الإخوة وحق الزمالة وحق الدين والأدب الإسلامي يفرض عليّ أن أبره بتجربتي وبخبرتي، وأنا جلست معه لمرتين أو ثلاثة، وغداً -الخميس الماضي- لدي معه جلسة أخرى وستكون للمشورة وشرحا لتجربتي وكل ما قابلني خلال العامين الماضيين بخيّره وشرّه، وأنا على استعداد لتقديم كل المشورة والدعم .
* هل السيد كمال عبد اللطيف عاتبٌ على أحدٍ في خروجه من الوزارة؟
- أبداً والله، لست عاتباً على أي أحد، بل راضياً كل الرضاء.
*كيف هي علاقتك مع الرئيس البشير بعد الإعفاء من الوزارة؟
- (الليلة دي صليت معه المغرب وشربنا شاي المغرب، وجلسنا واتونسنا ونسة زيادة عن الساعة والنصف). وأنا الصلة بيني والسيد الرئيس لم تبدأ بالوزارة، وبالتأكيد لا ينبغي أن ترتبط أو تنتهي بالوزارة. فبيني وبينه ود عميق جداً، وأنا أحفظ له أني ارتبطت به في فترة من فترات حياتي لمدة ثلاث سنوات كنت فيها ابنه المدلل، وكنت أخوه الأصغر وما زلت. وما زال الرئيس في كثير جداً من مجالسه يقول أنا قاعد اعتبر كمال واحد من إشقائي الصغار .
*طيب ما الذي حدث وجعل الرئيس يتخلص فجأة عن كل من هم في عداد أبنائه وإخوته الصغار في الحكومة؟
- لم يحدث شيء، والرئيس لم ولن يتخلص من إخوته أبداً ، وهذه هي الفكرة والدرس. والكلام حول أن هناك كنكشة وتشبّثاً بهذه المواقع، وأن هؤلاء الناس يقدسون هذه المواقع ومتشبثين بها ولن يتركوها، وكل هذا الكلام غير صحيح ، التغيير سنة والتجديد غاية منشودة ومطلوبة وبها الكثير من الخير.
*لكن الأمر ليس كذلك، فهناك حديث تتناقله مجالس المدينة عن أن الرئيس أراد بهذا التغيير تفكيك مراكز القوى داخل الحكومة على أساس أن كمال عبد اللطيف وعوض الجاز وأسامة عبد الله هم مراكز قوى داخل النظام؟
تساءل ساخراً:
- مركز قوة واحد أم مراكز قوى مختلفة؟
* مراكز قوى مختلفة؟
واصل بالسخرية ذاتها :
- (التلاتة ديل كل زول فيهم بيمثل مركز قوة مختلف ودايرين يفرتقوهم؟!).
* نعم، وربما كان هذا ما يفكر فيه الرئيس على الأقل؟
- إذن هذا السؤال يجب أن يوجه للرئيس، ويقال له هل صحيح إنك قصدك بتغيير هؤلاء الأشخاص تفكيك مراكز القوى في كل الاتجاهات وتسمعوا إجابته بعد ذلك..
*دعنا نسمع إجابتك أنت قبل الرئيس؟
- هذا ليس التفكير الذي يفكره الرئيس عمر البشير، فعمر البشير الذي أعرفه لا يفكر بهذه الطريقة، فأنا عايشته وسكنت معه في بيته ثلاث سنوات وسافرت معه وتعاملت معه في المال - وهذه مقومات أنك تعرف الرجل- فهو رجل لا يفكر أو يتعامل بهذه الطريقة، لأن هذه الطريقة تقوم على قدر من سوء النية، وهو ما عنده سوء نية ، والصحيح أنه ليست ثمة مراكز قوى داخل الإنقاذ وإنما بعض الشخصيات بنشاطها وحيويتها وغيرتها على العمل والإنجاز تصبح في دائرة الضوء والاهتمام من قبل الآخرين ، فهي إذن قوة مركز وليست مركز قوة .
*ما الذي أضافته لك وزارة المعادن وماهى الدروس والعبر التي استفدتها من خلال عملك في وزارات سابقة؟
- والله بكل صدق ومن غير (كسير تلج)، أنا أكثر فترة استفدت منها في حياتي وشعرت بأني تأهلت فيها هي فترة الثلاث سنوات التي قضيتها مديراً لمكتب الرئيس في المؤتمر الوطني في الفترة من 1998- 2001م، فخلال هذه السنوات أنا كنت عايش مع الرئيس (24) ساعة أصلي معه الصلوات الخمس وأتناول معه الوجبات الثلاث و(طالع نازل معاهو)، وهذه كانت أغنى فترة في حياتي العملية منذ تخرجي في الجامعة واكتسبت فيها خبرة وتجربة طويلة تعلمت فيها الكثير من القيم ومكارم الأخلاق والخصال الحميدة إلى جانب التجربة السياسية العريقة والعميقة التي إكتسبتها بتلك المرحلة.
والفترة الثانية التي كانت ثرة جداً قضيتها في مجلس الوزراء، وهذه كانت تحت رعاية الأستاذ علي عثمان محمد طه، وأنا اعتبر أن السنوات التي قضيتها في مجلس الوزراء كانت عبارة عن مدرسة، فأنا كنت في كورس تدريبي امتد لطول فترة السنوات التي قضيتها في مجلس الوزراء وتعلمت فيها القانون والدستور والسياسة والإدارة وصقلت فيها نفسي ودربتها، ولذلك البعد الجديد الذي أضافته لي وزارة المعادن هو البعد الاقتصادي..
*من الانتقادات التي كانت توجه لك في الفترة السابقة أنك جئت لوزارة المعادن وأنت لا علاقة لك بالجيولوجيا؟
- وزارة المعادن ليست وزارة جيلوجية.. هى وزارة اقتصادية. وأنا اقتصادي ودرست اقتصاد في جامعة الخرطوم، وجئت للمعادن بعد تجربة وزارتين في مجلس الوزراء وتنمية الموارد البشرية، وبالتالي استفدت من الخبرة في الوزارتين السابقتين في إدارة شؤون وزارة المعادن والحمد لله الواحد راضي، لكن المهم هو رضاء رب العالمين ورضا الناس عن العمل الذي تم ، ، وبهذه المناسبة أرجو أن أشهد بأن قبيلة الجيولوجيين السودانيين من أرفع القبائل المهنية شأنا وأقدرها فعلاً وعملاً وأعلاها علماً واحترافاً .
*عندما تتحدث عن رضاك هل يعني ذلك أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان؟
- يا أخي الكريم.. أي مؤمن يكون ظلم نفسه إذا قال إنه راضٍ تماماً، وأسوأ شعور للإنسان هو أن يأتيه شعور بأنه وصل حد الكمال. فأنا والله أفتكر أني مُقصر تقصيراًكبيراً وأشعر أن هناك الكثير من الأشياء كان يمكن للشخص أن يعملها.
* بعد مغادرته لوزارة المعادن، في أي مجال سيعمل الأستاذ كمال عبد اللطيف، وما وجهته المقبلة؟
- أي إنسان في هذه الدنيا يا أخ فتح الرحمن مادام ارتضى أن يكون عضواً في جماعة أو عضواً في حزب أو تنظيم، ففي الغالب أمره لا يكون بيده وإنما يكون في يد هذه الجماعة إلا أن يخرج منها. وبالتالي أنا أقول لك أنه لم يأت يوم في حياتنا هذه اخترنا لنفسنا فيه - إلا المرأة التي تزوجناها - لكن كثيراً مما هو في حياتنا ترتب في إطار جماعة، وبالتالي فإن المستقبل لا يشكله الشخص بمفرده. لكن في النهاية فما يقدره ربنا سيكون ، والله عز وجل لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ، وفاعلية المرء لاتبدأ أو تنتهي بلقب أو منصب وإنما بمدى مقدرته عى التأثير الإيجابي والعمل المستمر والمداومة على طريقة (فإذا فرغت فانصب) .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.