انحط نظام الحكم القائم من نظام حزب شمولى الى حكم فرد موسوس ، يحمل كل العيوب السابقة من فساد ودموية ، والى ذلك صار فاجراً فى ذهوله عن احتياجات الشعب (من غذاء ومياه وكهرباء وصحة وتعليم واسكان ورعاية) ، فتوزعت ردود فعل النظام على كارثة السيول والامطار ما بين زيارات علاقات عامة للمناطق المتضررة أو وضع الكارثة فى اسفل اهتمامات النظام الذى ينشغل بفنلة ميسى وتكريم واستقبال المرتشين لرئيسه ، فيما أقر الهلال الأحمر السوداني بإرتفاع عدد المتأثرين الى 60.350 الف شخص. وجرفت السيول أجزاء واسعة من الجسر الواقي الشمالي لمدينة الصحفيين بمحلية شرق النيل بولاية الخرطوم. وأبدى السكان تخوفهم من ارتداد مياه السيول علي منازلهم جراء إغلاق مجرى السيل عند مدخل مدينة (15) على الترس بإحدى الآليات (لودر) من أجل أن تعبر عليه المركبات إلى مدينة (15) دون أن يكون به مواسير تصريف. وكشف الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر السوداني بالخرطوم، يوسف العبيد، وفاة امرأة بالريف الجنوبي لأمدرمان بسبب سقوط غرفة عليها ، بجانب انهيار 40 منزلاً كلياً، و140 تضرراً جزئياً. وجرفت السيول أجزاءً واسعة من مباني منطقة مرابيع الشريف بمحلية شرق النيل. وأدت الأمطار إلى انهيار 165 منزلاً انهياراً كاملاً و650 منزلاً انهياراً جزئياً في مناطق متفرقة بمحلية الرهد أبودكنة بولاية شمال كردفان. وسبق وكشف المجلس القومي للدفاع المدني عن بلوغ أعداد المتوفين بسبب الأمطار والسيول (76) شخصاً (52) غرقاً و(8) بسبب صعقات الكهرباء و(16) آخرين لإنهيار المنازل عليهم، فضلاً عن إصابة (29) بأسباب مختلفة، إضافةً إلى انهيار عدد (7) آلاف و(109) منازل . واعترف وزير الداخلية رئيس المجلس القومي للدفاع المدني عصمت محمد عبد الرحمن في حديثه بالمجلس الوطني بعدم تحرك حكومته حتى الآن لمواجهة الكارثة ، مشيراً الى ان وزارته لم تحصل على ميزانية لمُجابهة الكارثة . وحذر بحر إدريس أبوقردة ، وزير الصحة ، من خطورة الأمراض التي تنجم عن السيول والفيضانات ، مطالباً بميزانية طوارئ لتفادي الكارثة المحتملة . وتشير (حريات) الى ان ميزانية 2016 خصصت 16.9 مليار جنيه (جديد) للأمن والدفاع، من بينها (3) مليار و(356) مليون و(600) الف جنيه لجهاز الامن . وخصصت لمصروفات الاجهزة السيادية (3) مليار و(321) مليون و(595.620) الف جنيه ، ولمصروفات وزارة رئاسة الجمهورية مليار و (020) مليون و(311.200) الف جنيه . بينما خصصت لتأهيل مشروع الجزيرة مبلغ 20 مليون جنيه فقط ، و571 مليون جنيه للصحة . وخصصت ميزانية 2015 ، (2.7)مليار جنيه (جديد) لجهاز الامن وخصصت للقطاع السيادى (2.52)مليار جنيه ، هذا بينما خصصت للصحة (4. 779) مليون جنيه . وخصصت للقصر الجمهورى 711 مليون جنيه ، بينما خصصت لدعم جميع المستشفيات الحكومية 349 مليون جنيه ولدعم الادوية المنقذة للحياة 245 مليون جنيه ولدعم العمليات بالمستشفيات فقط 24 مليون جنيه . بمايعنى ان مصروفات القصر تعادل أكثر من ضعف المخصص لدعم جميع المستشفيات ! وأكثر من ثلاث مرات المخصص لدعم الادوية المنقذة للحياة !! . وأورد تقرير صحفى بالشرق الاوسط مايو 2015 ان سيارة عمر البشير المايباخ تكلف (2.3) مليون دولار ، وكشفت صحيفة التيار 2 نوفمبر 2011 عن شراء القصر الجمهوري لعربتين جديدتين من طراز (مايباخ ) تضافان الى أسطول عرباته من المرسيدس والبي أم دبليو. وقالت ان القصر الجمهوري تعاقد مع مهندس ألماني بغرض صيانة العربتين ! ودشن عمر البشير 26 يناير 2015 مقره الرئاسى الجديد المهيب المكون من ثلاثة طوابق على مساحة 18 ألفا و600 متر مربع منه 15 ألف متر مربع حدائق وتقدر تكلفته بملايين الدولارات . واشترى القصر الجمهوري (يخت رئاسي) بحوالي (5) مليون دولار ، وكلفت الفلل الرئاسية (28) مليون دولار . وفي ميزانية عام 2005 وبناءً على مراجعة ديوان المراجعة العامة رصد للقطاع المطري التقليدي 300 مليون دينار للتنمية ولكن عند التنفيذ صرف على هذا القطاع 100 مليون دينار فقط، ولكن كهرباء الفيلل الرئاسية اعتمد لها 659 مليون دينار وعند التنفيذ صرف عليها ضعف ذلك المبلغ.!! بما يعني أن الصرف على كهرباء الفلل الرئاسية يفوق الصرف على تنمية القطاع التقليدي حيث يعيش أكثر من 50% من السودانيين ! وكانت ميزانية القصر الجمهوري عام 2009 ، (235) مليون جنيه ( 235 مليار جنيه بالقديم) ، بينما ميزانية رئاسة وزارة الصحة (122) مليون ، ووزارة التربية والتعليم (31) مليون ، ووزارة الرعاية الإجتماعية (6) مليون ( مع حذف الكسور) . وخصص لتنمية القصر الرئاسي (5) مليون ( 5 مليار قديم) ، وتأهيل مباني وزارة الدفاع (121) مليار ، بينما خصص لجملة مشروعات المياه القومية (2.5) مليون ، وخصص لجملة مشروعات تنمية القطاع المطري (8) مليون (8 مليار). والنتيجة ان ميزانية القصر الجمهوري تفوق ميزانية الصحة والتعليم والرعاية الإجتماعية مجتمعة ! وتساوي ميزانية تنمية القصر الرئاسي ضعف ما خصص لمشروعات المياه . وتساوي ميزانية القصر الجمهوري (235) مليار زائداً ميزانية تنمية القصر الرئاسي (5) مليار ما يعادل (40) مرة ميزانية الرعاية الإجتماعية (6) مليار ! وفى موازنة 2013 ، خصص للقطاع السيادي 1.55 مليار جنيه ، بينما خصصت الموازنة للصحة 0.55 مليار وللتعليم 0.55 مليار وللقطاع الاجتماعي 0.14 مليار . وكان متوسط الصرف على رئاسة الجمهورية طيلة عشرة سنوات حوالى (11) % من جملة المنصرفات الحكومية ! (حريات)