توترت العلاقات من جديد بين شمال السودان وجنوبه بعد اعتقال الحركة الشعبية مبعوث الرئيس البشير زهير حامد سليمان رئيس لجنة الشباب باللجنة العليا لدعم الوحدة التي شكلها الرئيس السوداني في مطار جوبا - عاصمة الجنوب - قبل أن يبدأ جولة في مدن الجنوب للتبشير ببرامج الوحدة. وطالب المؤتمر الوطني علي لسان عبدالمعطي محمد خير نائب أمين الشباب - الحركة الشعبية بإطلاق زهير خاصة أنه مكلف من الرئيس البشير، مشيرا إلي أن الحركة تواصل أعمال الترهيب والتهديد لكل من يدعو للوحدة. وفي الوقت الذي كثفت فيه الأطراف الدولية المهتمة بالشأن السوداني جهودها لاحتواء أي أزمات قد تعيد الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب - تبادل شريكا الحكم في السودان الاتهامات بالعمل علي إرهاب الناخبين والسعي لتزوير إرادتهم في الاستفتاء المقرر حتي الآن في 9 يناير المقبل. وقال المؤتمر الوطني: إن الحركة الشعبية تقوم بتعطيل وعرقلة مجموعة من المواطنين للتسجيل بعدد من مراكز الشمال خاصة في ظل وجود قوي جنوبية تدعم خيار الوحدة، في حين اتهمت الحركة الشعبية المؤتمر الوطني بالتلاعب بعملية تسجيل الناخبين في الشمال وتعبئة المواطنين ضدها تمهيدا لعدم الاعتراف بنتائج الاستتفاء خاصة في حالة وقوع الانفصال. واعتبر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في السودان هايلي منكريوس أن عمليات التسجيل في الجنوب تسير بصورة جيدة وفي أجواء تتسم بالحرية، وقالة مفوضية الاستفتاء إن إجراءات التسجيل التي بدأت قبل سبعة أيام تتراوح نسب الإقبال عليها ما بين المعقول إلي المتوسط والضعيف في بعض المراكز. وكشفت مصادر جنوبية بالقاهرة أن مفوضية الاستفتاء فوضت مكتب منظمة الهجرة الدولية بمصر للإشراف علي إجراءات تسجيل الجنوبيين بالقاهرة اعتبارا من اليوم الاثنين، وأشارت إلي أن مراكز التسجيل ستكون في مقر المنظمة بالمعادي بجانب مكاتب أخري موزعة علي مستوي الجمهورية. واستعانت منظمة الهجرة الدولية بعدد من الكوادر الجنوبية للإشراف علي الجوانب الفنية في عملية التسجيل. من ناحية أخري عاد الرئيس عمر البشير أمس من السعودية بعد أن أدي مناسك الحج، ومن المتوقع أن يشارك في قمة الإيفاد التي دعت لها المنظمة والمقرر انعقادها في أديس أبابا اليوم وغدا في ظل مشاركة رئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت. ومن المتوقع أن يشارك البشير أيضا في قمة طرابلس الخاصة بإفريقيا وأوروبا وقمة مجلس السلم والأمن الإفريقي.