ثروت قاسم 1-دموع البرهان ؟ في يوم الجمعة 28 يونيو 2019 ، عقد الرئيس عبدالفتاح البرهان ، جلسة ونسة دقاقة مع بعض رؤساء الصحف الموالية لغسل ادمغتهم بمواقف مجلس الدمي العسكري الانتقالي ، الذي صار صنيعة في ايادي حميتي . استرعى انتباهنا عدة امور في هذه الجلسة الحميمية ، نختزل ادناه ، مثالاً وليس حصراً ، سبعة منها ، آيات لقوم يتفكرون : واحد : ندعي ، وبعضه أثم ، بان الدموع التي ملأت مآقي الرئيس البرهان في هذه الجلسة كانت بسبب تذكره مشاركته حميتي في مجزرة يوم الاثنين الاسود 3 يونيو 2019 ، وقتل وحرق وجرح اكثر من مائتين من السنابل البشرية منتوج الثورة الوليدة وهي نائمة ، ورمي بعض السنابل المتفحمة في النيل بعد ربطها من الراس والارجل بكتل خرسانية ، واغتصاب 12 سنبلة بكرة في مسجد جامعة الخرطوم وهن يصرخن ويولولن . تعوز حميتي الكوابح المهنية والاخلاقية التي تمنعه وميليشياته الذئبية من الاسراف في سفك دماء السنابل الوادعة . اما الرئيس البرهان وازلامه في مجلس الدمي فهم يكذبون ويدلسون ليغطوا على مذابح وسلخانات حميتي ، وكرر محكم التنزيل ان الفتنة اي الكذب الضار وتشويه الحقائق اشد من القتل . ايقن الرئيس البرهان بان تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير لن يساوم بأرواح الشهداء ، ودماء الجرحى وشعارات الثورة. ومن ثم دموع الرئيس البرهان على سنابل كانت مرجوة لتنمية ورفاهية السودان ، وحرقها حميتي والبرهان وهي في عز الشباب ؟ اتنين : اكد الرئيس البرهان، وهو يدين نفسه بنفسه ، انهم في مجلس الدمي العسكري الانتقالي ، الذي يتحكم فيه حميتي ، قد ركبوا كاميرات كاشفة ، صوت وصورة ، في ساحة الاعتصام منذ بدء الاعتصام في يوم السبت 6 ابريل 2019 وإلى ما بعد فضه في يوم الاثنين 3 يونيو 2019 ، وان شاشات كومبيوترات غرفة المراقبة المربوطة بالكاميرات ، توضح دبيب النملة في كل شبر من اشبار ساحة الاعتصام 24 على 7 . إذن الرئيس البرهان يعرف ، صوت وصورة ، من هم ابناء آوى الذين ارتكبوا مجزرة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 . ونعرف ان الساكت عن الحق ليس فقط شيطان اخرس بل شريك في الجريمة ... ولا تكتموا الشهادة ، ومن يكتمها فانه آثم قلبه . هذه المعلومة تثبت ، بما لا يدع مجالاً لاي شك ، بان مجلس الدمي ، شريك اصيل في مجزرة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 رغم الكذب والتحريف والتواء المنطق . ومن ثم دموع الرئيس البرهان ندماً على إشاعة البهتان ، وفبركة الاتهامات ضد مهاجمين وهميين ، بدون برهان، أو ببرهان زائف كأنه البرهان ، رغم ان اسمه البرهان . تلاتة : استمرت مجزرة يوم الاثنين الاسود لعدة ساعات كان خلالها ضباط وعساكر الجيش المرابطون في الساحة وامام بوابات القيادة للحراسة على مدار الساعة يراقبون المشهد وكأن على رؤوسهم الطير... حسب التعليمات . كما كانت غرفة المراقبة وبها اجهزة الكومبيوترات المربوطة بالكاميرات بالصوت والصورة في الساحة ، تتابع ما كان يجري في الساحة من قتل وحرق وعادي بالزبادي بالقشطة . ومن ثم دموع الرئيس البرهان وهو يستصحب صور السنابل النائمة وهي تتلوى وتصطرخ من وجع الرصاص في الراس والصدر ؟ اربعة : حدثت عملية فض الاعتصام في نفس الساعة واليوم ... الساعة الواحدة ونصف فجر يوم الاثنين 3 يونيو 2019 ... في 12 مدينة اخرى غير مدينة الخرطوم ، الامر الذي يؤكد انها عملية مبرمجة ومخطط لها من مجلس الدمي العسكري الانتقالي ، ومن انتاج واخراج وإنفاذ حميتي. ومن ثم دموع الرئيس البرهان وهو يشارك في نشر الموت في الخرطوم والاطراف بقتل السنابل وهي في ريعان الشباب ؟ خمسة : في يوم الخميس 20 يونيو 2019 ، اعفى الرئيس البرهان ( ترجمة : الفريق حميتي ) النائب العام مولانا الوليد سيداحمد محمود ، وعين في مكانه مولانا عبدالله احمد عبدالله ، رئيس النيابة العامة لولاية الخرطوم ، ورئيس لجنة التحقيق في مذبحة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 ، ورجل حميتي الامين . ادعى الرئيس البرهان في اجتماع الجمعة 28 يونيو 2019 بان سبب الاعفاء تقاعس مولانا سيداحمد في تقديم ازلام نظام البشير للمحاكمة . ولكن السبب الحقيقي الذي اكده مولانا المُقال الوليد سيداحمد هو خشية حميتي من ان يكشف مولانا الوليد سيداحمد الحقيقة حول خلفيات وملابسات وتفاصيل مجزرة يوم الاثنين 3 يونيو 2019 ، التي حاول مولانا عبدالله احمد طمسها في تقريره عن المجزرة . ومن ثم دموع الرئيس البرهان وهو يتذكر 32 المائدة التي تقول انه من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ؟ ستة : في يوم السبت 29 يونيو 2019 ، وبتوجيه من حميتي ، الغى النائب العام عبدالله احمد اللجنة العليا للإشراف على التحري والتحقيقات في الدعاوى الجنائية المتعلقة بقتلى مظاهرات ثورة ديسمبر 2018 ، من بين جرائم اخرى . مجلس الدمي غير راغب في إبرام أي إتفاق مع تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير، وسوف يستمر في المماطلة والتسويف والتدليس والضحك على الذقون . الرئيس البرهان يعرف كما وجع بطنه أن جذوة الثورة المتقدة، وقوى الثورة المليونية في الشوارع التي لا تخون، ستهزم هذا التوجه شر هزيمة ، مهما سالت من دماء، ومهما صعد من الشهداء. ومن ثم دموع الرئيس البرهان وهويعرف ان الحقيقة تحاكي الظل لا يختفى مهما اهلت عليه من تراب . سبعة : قال الرئيس البرهان ان ميزانية الدولة ومنصرفاتها صارت تاتي من الجيش والدعم السريع ، وطبعاً الذي يمول الجيش والدعم السريع هو حميتي ، والبركة في المحمدين وذهب جبل عامر . صار الوضع بالمعكوس في سودان حميتي ، فبدلاً من ان ياخذ الجيش وفيه الدعم السريع مخصصاتهم المالية خصماً على الميزانية العامة للدولة ، صار الجيش والدعم السريع يمولان الدولة ومؤوسساتها . كما قال الرئيس البرهان ان منزل الرئيس السابق البشير صار الخزينة العامة للدولة ، وليس خزينة بنك السودان ، ولا خزينة وزارة المالية . وبعد زوال المشلوع البشير ، صار منزل حميتي الخزينة العامة للدولة ، ومافي زول احسن من زول ؟ وبعد ... يتصرف حميتي وكانه قد صار الدولة السودانية ؟ يتصرف حميتي وكأن في بطنه بطيخة صيفية ، فمن مثله يحظى بدعم المحمدين وتوجيه المستشار طه . ويدعم الرئيس البرهان حميتي بدون تحفظ ، لانه يمده وزملاءه في مجلس الدمي بالبتروريال السعودي والبترودرهم الاماراتي ؟ ومن ثم دموع الرئيس البرهان ... لانه لا يستطيع ، وهو الرئيس ، ان يقرض بنك السودان مليار و200 مليون دولار ؛ ولا يستطيع توزيع المظاريف على زعماء الادارات الاهلية وبكل مظروف 200 مليون جنيه ، حتى صار هؤلاء الزعماء مرابطين في ارض المعارض في بري في انتظار المظاريف الحميتية ؛ ولا يستطيع الرئيس البرهان مخاطبة الحشود الشعبية كل يوم والتاني ، وهو الرئيس كما يفعل نائبه حميتي ، حتى لا يستفز حميتي ويداقره فيقضي عليه حمتي بالساهرة ؟ صار حميتي المبتدأ والخبر في دولة ودتكتوك ؟ وصار الرئيس البرهان سفاحاً كما حميتي ، فالفتنة والكذب والتدليس على الشعب السوداني اشد من القتل . نختم بان ندعي بأن الذوبان الامني الحالي ، وغياب سلطة الدولة عدا سلطة ميليشيات حميتي للقتل السريع + وعدم مقدرة معظم اولياء الامور على توفير قفة الملاح + ومعدلات البطالة المتصاعدة خصوصاً بين الشباب + وكذب وتدليس وافك رئيس واعضاء مجلس الدمي العسكري الانتقالي ، وبالتالي فقدان الشعب لاي ثقة في هذا المجلس + واستمرار قفل الجامعات والمدارس + والتدخل الخليجي السافر ضد الثورة السودانية ودعم حميتي اللامحدود ... هذه وتلك من عوامل شيطانية تجعل من السودان خلطة جهنمية من الصوملة واليمننة والليبينة والسورينة ، وتحيله الى بيئة خصبة للحروب الأهلية، وتنذر بتمزيق البلاد. اربطوا الاحزمة ... مطبات في الطريق . نواصل مع حميتي ... [email protected]