قال مديرو مصانع وشركات أسمنت ل “الخليج": إنهم يواصلون مساعيهم للتكيف مع تراجع الطلب محلياً على الأسمنت، إما بإعادة هيكلة عمليات الإنتاج حسب حاجة السوق المحلي وإما بالتصدير إلى الخارج، رغم أن عملية التصدير إلى الخارج ليست بالسهولة بفعل المنافسة الكبيرة مع الأسمنت الباكستاني والإيراني على وجه الخصوص . ورغم تباين وجهات نظر المصانع في ما يتعلق بتخفيض عمليات الإنتاج فإن بعض المصنعين أكدوا أنهم لم يخفضوا إنتاجهم خلال عام ،2010 كما أنهم باعوا إنتاجهم بالكامل مشيرين إلى أن المصانع الحديثة العهد بالسوق المحلي هي التي تعاني تراجع الطلب وانخفاض الأسعار بالإضافة إلى ارتفاع كلفة التصنيع . ويقول مديرو مصانع وشركات إن أسعار الأسمنت المحلي قد عززت من وضعها تجاه أسعار المستورد، بالإضافة إلى كون المنتج المحلي منافساً من حيث السعر مقارنة بالأسمنت الخليجي وتبقى قدرة الأسمنت المحلي على دخول أسواق جديدة وقدرته على المنافسة . وقال مصدر في دبي إن سعر الأسمنت الإماراتي هي الأفضل حاليا على مستوى دول الخليج وإن سعر الأسمنت السائب من مصانع رأس الخيمة ودبي يراوح بين 170 و180 درهماً للطن، وفي أبوظبي بين 190 و200 درهم للطن، أما سعر الكيس المعبأ في مصانع رأس الخيمة ودبي فيراوح بين 10 و11 درهماً للكيس، بينما يراوح السعر في أبوظبي بين 11 و12 درهماً للكيس، مشيراً إلى أن الأسمنت الأكثر تداولاً في السوق المحلي هو السائب . أحمد الأعماش: “أسمنت الخليج" باعت إنتاجها بالكامل يؤكد أحمد الأعماش المدير العام لشركة أسمنت الخليج أن الشركة لم تخفض انتاجها في ،2010 كما أنها باعت إنتاجها بالكامل خلال العام نفسه، متوقعاً العمل بسياسة الشركة نفسها خلال عام 2011 . وعن توجه الشركة إلى التصدير خلال العام الجاري قال الأعماش: نحن نصدر فعلياً على اعتبار أن الإمارات دولة مصدرة للأسمنت لأن الطاقة الانتاجية السنوية تفوق الطلب المحلي وبالتالي فإن كل مصنع يبذل جهده لتلبية حاجة السوق المحلي ومن ثم تصدير الفائض، مع الوضع في الاعتبار عامل السعرين المحلي والخارجي . وقال الأعماش: إن العديد من المصانع خفضت انتاجها بسبب الأزمة بنسب مختلفة، لكن كل مصنع حاول جاهدا أن يبقي على حصته في السوق المحلي من خلال المحافظة على زبائنه . ولم ينف الأعماش حصول تنسيق بين المصانع في ما يتعلق بالكميات المطروحة في السوق وتلافي حرق الأسعار، وهو ما يعتبره الأعماش أمراً داخلياً لا يصل إلى حد تثبيت الأسعار أو تعطيش السوق أو غيرها من العمليات التي تضر بالصناعة وتربك سوق الإنشاءات في الدولة، وهي ممارسات اعتبرها الأعماش مرفوضة تماما من قبل وزارة الاقتصاد . ويقول إن التصدير إلى الخارج يحكمه عامل التوريد بأسعار منافسة مع أسعار دول مصدرة للأسمنت تتركز في إيران وباكستان التي تورد الأسمنت بأسعار منافسة لمنتجاتنا، حيث يعاني منتجنا المحلي ارتفاع أسعار الوقود والمواد الأولية، وهو ما نحارب من أجله للتغلب على هذه المعادلة الصعبة التي أضيف إليها تراجع الطلب المحلي بفعل تراجع قطاع الإنشاءات . وعن أهم الدول التي يتم التصدير إليها حالياً قال الأعماش: سنصدر قريبا كميات تصل إلى 300 ألف طن سنوياً إلى البرازيل خلال العام الجاري، بالإضافة إلى تصدير كميات إلى دول في غرب إفريقيا مثل أنغولا وتنزانيا، كما نتفاوض مع دولة أخرى في أمريكا الجنوبية لا يمكننا التصريح باسمها حالياً . محمد الرعدي: “أسمنت عجمان" يصدر إلى السودان يقول المهندس محمد الرعدي، المدير العام لمصنع أسمنت عجمان: إن كميات التصدير من المصانع المحلية حالياً محدودة بشكل عام، وذلك لعدة عوامل أهمها ارتفاع كلفة التصنيع التي على رأسها أسعار الطاقة وأن المصنع يمكنه أن ينتج سنوياً حوالي مليون طن، كحجم إنتاج مثالي لأي مصنع، لكنه ينتج ب 60% من طاقته حالياً . ويقول الرعدي: بالتأكيد نحن نبحث عن أسواق جديدة للتصدير، حيث نصدر فعليا كميات إلى السودان وعمان، كما نبحث عن أسواق جديدة خاصة دول وسط وجنوب إفريقيا . أشرف سلامة: التصدير لا يحقق أرباحاً يقول أشرف سلامة مدير المبيعات في إحدى شركات الأسمنت في الدولة: إن المصانع التي تصدر إلى الخارج هي التي تنتج الكلنكر، وتتركز عمليات التصدير إلى قطر والكويت والبحرين وعمان بالإضافة إلى العراق، لكنها حسب وصفه كميات محدودة تراوح بين 5 و10% على الأكثر بهدف تصريف الفائض عن السوق المحلي دون تحقيق أرباح تقريباً، على اعتبار أن الأسعار في دول الخليج تحديدا تدور حول 10 و12 درهماً للأسمنت المعبأ و170 درهماً للسائب، وهي أسعار تحتاج إلى قدرة تنافسية عالية بالتأكيد . طه ياسين: نتوقع استقرار الأسعار 6 أشهر يؤكد طه ياسين، المدير العام لشركة الصقر للأسمنت في دبي أن السوق المحلي لن يشهد انخفاضاً جديداً في أسعار الأسمنت لمدة 6 أشهر على الأقل، مشيراً إلى أن الأسعار وصلت إلى القاع بعدما شهدت الأسعار تراجعاً كبيرا حتى أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي . وقال ياسين إن عمليات حرق الأسعار من قبل المصانع المحلية انتهت مع نهاية الصيف الماضي، خاصة مع خروج المصانع إلى التصدير، ومنذ أكتوبر 2010 لم نشهد تراجعا في الأسعار، خاصة بعد فوز قطر بتنظيم كأس العالم 2022 . ويقول ياسين إن أسعار الأسمنت الإماراتي حاليا تعد الأفضل من حيث الأسعار في الخليج، مشيراً إلى أن سعر الأسمنت السائب من مصانع رأس الخيمة ودبي يراوح بين 170 و180 درهماً للطن، وفي أبوظبي يراوح سعر الطن بين 190 و200 درهم للطن، أما سعر الكيس المعبأ في مصانع رأس الخيمة ودبي فيراوح بين 10 و11 درهماً، للكيس بينما يراوح السعر في أبوظبي بين 11 و12 درهماً للكيس، مشيراً إلى أن الأسمنت الأكثر تداولاً في السوق الإماراتي هو السائب . وعن حصول جديد في ما يتعلق بطلب السوق القطري لمواد بناء من الإمارات قال ياسين بالفعل: تلقت بعض الشركات مخاطبات لإعطاء عروض سعرية لتوريد مواد، لكن نتيجة ذلك لن تظهر قبل منتصف العام الجاري . وعن التعافي الفعلي لسوق مواد البناء قال “نتوقع أن يبدأ التحسن الفعلي مع بداية عام 2012" . وبالنسبة إلى أبرز الوجهات الخليجية والعربية التي يتم تصدير الأسمنت المحلي إليها حالياً، قال ياسين: “تعد عمان والكويت الأهم خليجياً والعراق عربياً، بالإضافة إلى عدد من الدول الإفريقية" . محسن المري: إنتاج “الإمارات للأسمنت" مخصص للسوق المحلي قال المهندس محسن حمد المري، المدير العام لمصنع الإمارات للأسمنت: إن المصنع لا يخصص حالياً حصة للتصدير، حيث نقوم بتركيز انتاجنا بالكامل إلى السوق المحلي في أبوظبي، مشيراً إلى أن الطاقة الانتاجية للمصنع سنويا تصل إلى مليون طن . وأضاف “وإذا رأينا أن سوقاً خارج الدولة يطلب منا بأسعار توفر هامشا من الربح فمن المؤكد أننا سنلبي، غير أننا لم نهتم بالتصدير كثيراً" . ويرى المري أن المصانع القريبة من الموانئ تتمتع بميزة نسبية في التصدير إلى الخارج، ويرى ذلك متاحاً للمصانع العاملة في رأس الخيمة والفجيرة . فاهم آل عبدالله: 75% من إنتاج “الأسمنت الأبيض" للخارج يؤكد فاهم عبدالله آل عبد الله، المدير العام لشركة رأس الخيمة للأسمنت الأبيض والمواد الإنشائية أن المصنع ينتج حالياً 600 ألف طن وأن 75% من إجمالي إنتاج المصنع يتم تصديره إلى الخارج وأن الحصة الأكبر من ال 25 % الباقية يتم توريدها إلى السوقين المحلي والخليجي . وعن أهم أسواق المصنع خارج الإمارات قال عبدالله: “تعد جنوب إفريقيا وعدد من الدول الإفريقية أهم الأسواق بالنسبة إلينا، كما نعتزم التصدير قريباً إلى دول في أمريكا الشمالية من بينها كندا" . أسمنت رأس الخيمة قال مصدر مسؤول في مصنع أسمنت رأس الخيمة: نوجه إنتاجنا في الفترة الحالية الذي يصل إلى مليون طن سنوياً إلى السوق المحلي باستثناء كميات قليلة إلى عمان . 17 مليون طن حجم الإنتاج المحلي بحسب بيانات الاتحاد العربي لصناعات الأسمنت ومواد البناء، تنتج الإمارات حاليا حوالي 17 مليون طن سنوياً من الأسمنت، في الوقت الذي تبلغ فيه طاقة مصانعها الإنتاجية حوالي 31 مليون طن سنوياً . وتقول بيانات الاتحاد، إن التوسعات القادمة في مصانع الأسمنت الوطنية تؤهلها لإنتاج 42 مليون طن سنوياً . ويصل الإنتاج العربي من الأسمنت في الوقت الراهن إلى 180 مليون طن، فيما يتوقع أن تزيد التوسعات القادمة في المصانع العربية طاقة الإنتاج إلى 300 مليون طن سنوياً . وأشار المهندس أحمد الروشان الأمين العام للاتحاد إلى تمركز صناعة الأسمنت في دول الخليج العربي، مشيرا إلى أنه من المتوقع ان يصل انتاج السعودية السنوي إلى 60 مليون طن في حال تنفيذ كامل المشروعات . الأسمنت الإماراتي منافس قوي للعماني تحدثت تقارير صحافية أواخر العام عن منافسة قوية من قبل الأسمنت الإماراتي مع العماني، وقال تقرير ل “فاينانشيال تايمز" في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي: إن صادرات الأسمنت من الإمارات بدأت ترفع من سخونة المنافسة في سوق الأسمنت في سلطنة عمان نظرا لقرب المسافة معها . وأوضح تقرير ال"فاينانشيال تايمز"، أن سلطنة عمان تمضي قدماً في تنفيذ سلسلة من مشروعات البنية التحتية، والمطارات، والموانئ، من بينها مشروعات: تطوير الميناء، ومجمع البتروكيماويات في دقم، ومشروع ميناء صحار الصناعي، ومطار مسقط الدولي، حيث تم ضخ 7 .2 مليار دولار لتشييد مبنيين جديدين هما مهبط ومبنى للركاب . ويراوح سعر طن الأسمنت العماني بين 27 و28 ريالاً عمانياً (70- 72 دولاراً) للطن، بينما لا يتعدى سعره في الإمارات 20 ريالاً عمانياً، يرتفع إلى ما بين 24 و25 ريالاً بعد إضافة تكلفة النقل إلى السلطنة .