كشف وزير الداخلية السوداني المهندس إبراهيم محمود حامد أن نسبة تعاطي المخدرات في السودان تعادل 25 فرداً لكل 100 ألف شخص، وأن عدد المتهمين في جرائم المخدرات بلغ أكثر من 1000 في عام 2010، تم القبض علي نسبة تعادل 61% من جملة المتهمين، فيما أعلنت إدارة المخدرات بالبلاد ارتفاع نسبة تعاطي المخدرات وسط النساء والطلاب، في الوقت الذي لقي فيه أكثر من 77 من الشباب المشردين مصرعهم نتيجة تناولهم مادة الاسبرت الكحولية المسمومة في العاصمة الخرطوم. وقال الوزير في ردّه علي سؤال بالبرلمان السوداني حول تفشّي ظاهرة المخدرات إن ولاية الخرطوم تأتي في المرتبة الاولى على مستوى السودان في جرائم المخدرات، وذلك نسبة للكثافة السكانية وتليها ولاية شمال كردفان باعتبارها منطقة عبور للمخدرات ولقربها من مناطق إنتاجها. وأشار محمود إلى أن السبب الرئيسي لانتشار المخدرات هو الحروبات في الجنوب ودارفور، ونَوّه لدخول قبائل الرُّحّل في قائمة المتعاطين للمخدرات، وقال إن الطبقة العمالية أكثر الطبقات تعاطياً، وتمثل نسبة التعاطي وسطها 34%، وشريحة الطلاب (4%)، وأشار للقبض على 814 طالباً، مؤكداً أنّ انتشار المخدرات وسط الطلاب ليس بالصورة التي يُروِّج لها الإعلام. لكن الوزير الذي كشف أن نسبة التعاطي 25 فرداً لكل 100 ألف نسمة، أشار إلى أن هذه النسبة أقل مُقارنةً بدول مجاورة، وأبان أن كمية الحشيش المضبوطة في العام الحالي بلغت 12.5 طن، وقال إن الأقراص المخدرة التي تم ضبطها بلغت 761.384. وأكد محمود ارتباط المخدرات بالتمرد، ونفى المعلومات التي تحدثت عن تفشي المخدرات وسط القوات النظامية، الى ذلك لقي أكثر من 77 شاب اغلبهم من المشردين مصرعهم وأصيب العشرات منهم بالعمى الأسبوع الماضي في العاصمة الخرطوم بعد أن أثبتت الفحوص الطبية تناولهم لمادة الاسبريت الكحولية المسمومة والتي تستخدم في صناعة العطور، الأمر الذي أثار حفيظة الرأي العام السوداني تجاه الجهات المختصة وطالبوا بضرورة التدخل للحد من هذه الظاهرة، وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة شرب المشردين بالسودان لهذه المادة المتوافرة كبديل للخمور، ما دعا السلطات الى إصدار قرارات واتخاذ إجراءات لضبط تداول هذه المادة الكحولية الخطرة. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الدولة بوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي السودانية عادل عوض أن ظاهرة إدمان المخدرات والمتاجرة بها تمضي في تزايد مستمر خاصة بولايات الخرطوم، جنوب دارفور، الجزيرة وشمال كردفان، عزياً ذلك إلى أن هذه الولايات تمثل مناطق زراعة أو أن أسواقها تشهد رواجاً للمخدرات مما يشكل مصدراً للقلق في ردهات الجهات الحكومية ولدى شرائح المجتمع المختلفة، وأوضح الوزير خلال منتدى أقامته صحيفة "السوداني" المحلية بالتعاون مع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي، ان البلاغات التي يتم تدوينها في دفاتر الشرطة أكدت تزايد ظاهرة تعاطي المخدرات وسط النساء والطلاب، مشيراً إلى أن الأسباب وراء تزايدها وسط الفئة الأولى تتمثل في انعكاسات الظواهر الاجتماعية المرتبطة بها كالطلاق فيما تمثل قضايا بعينها كالعطالة وما يتبعها من فراغ سبباً مباشراً لتزايد المعدلات في الفئة الثانية، وبهذا يكون الأثر السالب للمخدرات متزايداً وسط المجتمع.