اتفق زعماء شمال السودان وجنوبه، أمس، على مواصلة المحادثات بشأن الخلافات بين الجانبين بعد انفصال الجنوب في 9 يوليو/ تموز . واجتمع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت والرئيس السوداني عمر البشير في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال مؤتمر لمنظمة حكومات شرق إفريقيا للتنمية “إيقاد" . وقالت المنظمة في بيان إنها “تشيد بشدة بالرئيس البشير و . . بسلفا كير لتوقيعهما اتفاق الإطار لمواصلة المفاوضات عقب التاسع من يوليو 2011 من أجل حل كل القضايا المعلقة وفقاً لروح اتفاق السلام الشامل" لعام 2005 . ولم يتفق الجانبان حتى الآن على موضوعات من بينها وضع حدودهما المشتركة والإيرادات النفطية . وقدم البشير خطاباً أمام الدورة ال18 لقمة الإيقاد بأديس أبابا ركز فيه على سير تنفيذ اتفاقية السلام في المرحلة السابقة، وأبدى استعداد حكومته لدعم الجنوب في كل المجالات متى ما طلبت ذلك . وأكد البشير أن العلاقة بين الشمال والجنوب ستكون علاقة سلمية فيها تبادل للمنافع المشتركة، مؤكداً أن القضايا العالقة يمكن أن تحل . ورحب باتفاق منطقة أبيي الذي تم التوصل إليه بين الشريكين في أديس أبابا . وقال إن ما دار في جنوب كردفان هو خروج على القانون ويحتاج إلى محاسبة الذين قاموا بهذه الأعمال، وأضاف أنه يمكن تنفيذ ما تبقى من اتفاقية السلام الخاصة بمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان من خلال تنفيذ البروتوكول الأمني الذي يحدد كيفية استيعاب هذه القوات حسب قانون القوات المسلحة . وكانت القمة، التي بدأت أمس، أكدت في مداولاتها استمرار دعم السودان وأن كافة دول الإيقاد تتعامل مع شماله وجنوبه وأن حفظ السلام والاستقرار في السودان يمثل استقراراً في الإقليم . ودعت القمة الدول المانحة ومؤسسات التمويل الدولية إلى إعفاء ديون السودان الخارجية ورفع اسمه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب . وكان البشير التقى في أديس أبابا، بنائبه الأول الفريق سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب، وبحث معه ترتيبات قيام دولة الجنوب في التاسع من يوليو/تموز الحالي . وبحث اللقاء الترتيبات الخاصة باحتفال الجنوب بقيام دولته الجديدة، وجدد سلفاكير التأكيد على أن العلاقات بين الشمال والجنوب ستكون متينة وأنها ستستمر إلى الأمام . إلى ذلك، نفى وزير الداخلية السوداني، إبراهيم محمود حامد، حدوث أية مشكلات أمنية في شمالي السودان بحلول التاسع من يوليو موعد الانفصال الفعلي بين الشمال والجنوب، على غرار ما حدث عشية وفاة جون جارانج، مؤسس الحركة الشعبية . وقال حامد إنه ليست هناك معلومات تفيد احتمال وقوع مشكلات أمنية في ذلك اليوم، ولكن الشرطة في المركز والولايات اتخذت احتياطات تأمينية لأي طارئ . من جهتها، اعتبرت فرنسا أن ظهور دولة جنوب السودان هي “عملية حساسة" بالنسبة لأي دولة وتتطلب “التنسيق الوثيق" بين الشمال والجنوب . وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو في تصريح صحفي إنه “يتعين على السلطات في الشمال والجنوب العمل على نتائج استفتاء تقرير المصير بهدف الوصول إلى اتفاق سلمي وسريع بشأن القضايا العالقة بينهما لاسيما النزاع حول منطقة (أبيي)" . وأكد فاليرو أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم للإجراءات التي ستسهل إعادة الثقة بين الأطراف السودانية وتأسيس علاقات هادئة وبناءة بين البلدين المتجاورين . على صعيد آخر، كشفت حكومة جنوب السودان أنها تعتزم إعادة النظر في بعض العقود النفطية بينها عقد كبير لشركة “توتال"، بعد إعلان الاستقلال . وقال وزير الاستثمار، وياي دينق أجاك، “سنعيد النظر في العقود الموقعة وننظر إليها بعين الناقد كي نتأكد من أنها تضمن مصالحنا"، بإشارة إلى الصفقات التي تتعلق بالثروة الأساسية التي ستعتمد عليها دولة الجنوب الوليدة . من جانب آخر، حذر حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، من حدوث مجاعة بالبلاد عقب الانفصال بسبب ما وصفه بتدهور مشروع الجزيرة والتدهور الأمني بمناطق الزراعة الآلية في جنوب كردفان، وعدم إمكانية اللحاق بالموسم الزراعي . وحذر بشير آدم رحمة القيادي بالحزب في مؤتمر صحفي، المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، من المتاجرة بقضية أبيي، ودعا الشعب السوداني للثورة على حكومة البشير التي وصفها بحكومة الطغيان، وإزاحتها عن حكم البلاد قبل أن تلحق أقاليم أخرى بجنوب السودان الذي انفصل عن الدولة الأم .