جرت مواجهات عنيفة بين القوات المسلحة السوادنية ومقاتلي الحركة الشعبية لشمال السودان الذين أعلنوا انهم اجبروا القوات السودانية على الانسحاب من احدى المدن في ولاية جنوب كردفان، فيما وصف نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه ما يجرى في المنطقة بانه فصل من فصول الخروج على الشرعية والحرب بغرض فرض أجندة على اهل السودان وعلى ارادته. وقال الامين العام للحركة الشعبية شمال السودان ياسر عرمان ان الحركة الشعبية شمال السودان استهدفت من جانب القوات المسلحة السودانية قرب تلودي، وأضاف أن «القصف الحكومي يستهدف المدنيين في النيل الازرق وجنوب كردفان». مشيرا الى وقوع معارك عنيفة حيث تمكن المتمردون من صد الجيش السوداني، مؤكدا انهم يحاصرون تلودي حاليا. واوضح عرمان ان قواته طردت قوات الجيش الشعبي القوات الحكومية من حامية مدينة تلودي. وطالب عرمان الخرطوم بالافراج عن 140 من قادة الحركة الشعبية كانت اعتقلتهم، متهما الحكومة السودانية بارتكاب «جرائم حرب لرفضها ايصال مساعدات انسانية الى ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان المحاذيتين لدولة جنوب السودان الوليدة.لكن الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد نفى هذا الامر. وقال : «كل الامر ان اعدادا قليلة من متمردي الحركة الشعبية حاولوا التسلل للمنطقة وتصدت لهم القوات المسلحة ولم يحدث قتال حقيقي». خروج عن الشرعية من جهته قال علي عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية ان ما يجرى فى ولايتى النيل الازرق وجنوب كردفان يمثل الاسطر النهائية والخاتمة الاخيرة فى فصول الخروج عن الشرعية واللجوء الى الحرب لفرض اجندة على اهل السودان وعلى ارادته . واضاف طه لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمجلس التشريعى لولاية جنوب كردفان فى دورة انعقاده الاولى « لا للتمرد والخيانة والخروج عن الشرعية و انه لاعودة بعده الا عن طريق الشورى ووحدة الصف واحترام الرأى الآخر والالتزام بسيادة القانون واحكام الدستور والنزول على رأي الآخرين» . وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية ان الباب ما يزال مشرعا وأن كل من يمد يده للسلام ويعود سيجد الصدر مفتوحا وسيجد الصف متسعا ليضمه فى مسيرة الحج الوطنى لبناء السودان واضاف كل من يعود ويراجع سيجد الترحيب وسماحة اهل السودان لينضم الى مسيرة بناء السودان . واضاف« يجب ان نقف صفا واحدا دون تصفية ثارات ولا استهداف مجموعات ولاحرب»، مشيرا الى الاوضاع التى شهدتها الولاية خلال الثلاثة اشهر الماضية جراء قيام التمرد بمحاولة زعزعة الامن والاستقرار فرض أجندة واضاف طه ان «الذين يصرون ويتمسكون بان يفرضوا اجندتهم عبر القتال نقول لهم ان القوات المسلحة وكافة القوات النظامية جاهزة لدحرهم والنيل منهم مطالبا الجميع الوقوف صفا واحدا حتى يعلموا ان لاسبيل لتحقيق المطالب الا عبر الحوار والشورى واحترام الرأي الآخر واكد انه لم يعد فى السودان بعد اليوم مجال لفرض الرأي عن طريق القوة». وقال «ان الذى جرى هو خيانة و غدر ونعلم ان الذين قاموا بتنفيذ هذا المخطط هم منفذون لمخطط لقوى اكبر تقف خلف الذى قاموا به وهنا يتوجب على اهل الولاية واهل السودان العمل وان يقفوا وقفة واحدة لنهزم هذه الاجندة التى تستقطب هؤلاء للنيل من سيادة السودان ولابد من اجهاض هذه المخططات ودحرها بوقفه صلبة شجاعة موحدة وبلغة وبيان لايحتمل التردد ». في هذه الاثناء، اعتبر خبير في مسائل حقوق الانسان في السودان مفوض من الاممالمتحدة ان النزاع بين السودان وجنوب السودان قد يطول بسبب الخلافات الحدودية. وقال محمد شاندي عثمان امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة المنعقد في دورته الخريفية في جنيف «ن السودان وجنوب السودان لا يمكنهما العيش في سلام ان بقيت المناطق الحدودية بين الدولتين غارقتين في نزاع مسلح». ولفت الخبير الى ان المشاكل الامنية الحالية في مناطق ابيي وجنوب كردفان او في النيل الازرق (جنوب شرق) التي تشهد منذ اواخر اغسطس مواجهات بين الجيش السوداني ومقربين من المتمردين الجنوبيين السابقين »تذكر بان على المجتمع الدولي ان يبقى الى جانب السودان وجنوب السودان لمساعدتهم«. وقال : «ان تقدما محدودا قد انجز لحل مشاكل عديدة اخرى عالقة بما فيها استفتاء ابيي وترسيم الحدود وتقاسم الثروات وترتيبات امنية بين السودان و(دولة) جنوب السودان الجديدة».