اشتراطات الكاف تجبر المريخ على إزالات حول "القلعة الحمراء"    وزارة الصحة تناقش خطة العام 2026    العلم يكسب الشباب في دورة شهداء الكرامة برفاعة    إكتمال الترتيبات اللوجستية لتأهيل استاد حلفا الجديدة وسط ترقب كبير من الوسط الرياضي    كساب والنيل حبايب في التأهيلي    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    كأس العالم.. أسعار "ركن السيارات" تصدم عشاق الكرة    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك المهدي : البلاد مقبلة على انهيار اقتصادي والانقاذ لم تعد تملك أموال بقائها بالصرف على الأجهزة الأمنية
نشر في سودان موشن يوم 02 - 01 - 2012

لخص السيد مبارك الفاضل المهدي الخلاف بين حزب الأمة والمؤتمر الوطني قائلاً ( رقعة ولا بناء جديد ) .
وقال في حوار مع صحيفة (الأحداث) : ( المؤتمر الوطني مشى نصف الدرب بقبول المجلس الرئاسي ومجلس وزراء برئيس وزراء، لكنه لم يقبل بحل الأجهزة كافة، ولم يقبل بالغاء الدستور لكنه قبل ان تضمن الاتفاقات في الدستورالحالي وتحد من سلطات الرئيس؛ لأن الاتفاقات فيما يتعلق بالقضايا الرئيسة تكون من صلاحيات المجلس الرئاسي وليست من صلاحياته فرد، بمعنى أن الرئيس لايستطيع أن يأتي بقرار منفرد في القضايا الكبرى كالحرب والسلام وغيرها، فانتهى الحوار هنا؛ لأنه لم نتمكن من المضي قدما في صياغة قرار بها اما فصل الحزب عن الدولة، فاقترح المؤتمر الوطني أن تتم بعد المشاركة وهذا ما اعترضنا عليه في حزب الأمة، وقال لابد من تغيير رئاسة القضاء ورئاسة الشرطة والأمن والأجهزة كلها، وأن تصبح أجهزة قومية بقيادات سودانية كفؤة لاعلاقة لها بالوضع الحزبي، وهنا حدث الخلاف «رقعة ولابناء جديد») .
واضاف بان الوضع الحالي غير قابل للاستمرار لانه (دخل في انهيار اقتصادي ، والموسم الزراعي به مشاكل، ومشكلة في الموسم الشتوي؛ لأن المياه جرى التصرف بها لصالح التوليد الكهربائي في سد مروي ، والبلد مقبلة على مجاعة وافلاس ، وهناك تضخم، والدولة لجأت حاليا للاعتماد على الجمارك والضرائب بنسة (90%)، والقطاع الخاص مخنوق بعدم التمويل. إذن الإنقاذ الأشياء التي تجعلها تستمر اصبحت ماعندها ليها قروش).
(نص الحوار أدناه) :
أجراه : عادل الباز
مبارك الفاضل المهدي.. لا يحتاج منا لبطاقة تعريف. (الأحداث) جلست اليه لاستقراء موقفه عن مستجدات المشهد السياسي في السودان وعن الصلة بين الشمال والجنوب .. وكواليس مفاوضات حزبه مع المؤتمر الوطني قبل اعلان التشكيلة الوزارية .. التي كشف فيها عن أسرار تذاع لأول مرة وكشف أسرار ماجرى خفية تلك الأيام.. ووصف المؤتمر الوطني بالمريض الذي أعطاه الطبيب وصفة علاج فرفضها .. يلزم التنويه أن المقابلة أُجريت قبل وقت غير قصير من اعلان مقتل زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم الذي قطعا سيلقى موته المزيد من الظلال على السياسة السودانية.. فالي تفاصيل المقابلة:
} ليك فترة مابنته ياسيد مبارك ؟.
مشغول بحاجات كثيرة؟
} تجارية ام سياسية؟
كلو.....مشغول بحال البلد
} ياتو بلد.... انت فى الجنوب اكثر من الشمال؟
لا انا موجود هنا وهناك.
} بمناسبة الجنوب لماذا هذا التوتر المستمر مع الشمال.؟
الجنوب كان ينظر للاستقلال على أنه استقلال سياسي، وأن العلاقة بينه والشمال تظل صلات متميزة وخاصة، لكن سياسات المؤتمر الوطني غير المفهومة في انه سمح للجنوب أن يستقل، «لكن لايريد التعامل معه كدولة مستقلة»، وأخذ في افتعال المشاكل معه ثم أخذ في إحراجه بإثارة الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وهؤلاء كانوا جزءا من النضال في الجنوب ودفعوا ضريبة دم في استقلاله، وكان من الصعب التخلي عنهم – من ناحية اخلاقية- من جهة أمن قومي تعتبر هذه المنطقة عازلة بينه والشمال، واذا كان الشمال عدائي، فمن باب أولى أن تحافظ على هذه المنطقة العازلة بينكما. والنشاط العدائي تجاه الجنوب من قبل حكومة الشمال أعطى الجنوب مؤشرات على وجود خطة لاحتلال آبار النفط أو تقويض حكومة الجنوب، وما عزز المخاوف اعتقال (عبدالرحمن سولي) في أعالي النيل، وأدلى باعترافات بصلته بالشمال ومقابلته قيادات كبيرة فيه.. وهذه الأشياء جعلت الجنوب يعود الى عمقه الافريقي، كما كان دائما لترتيب دفاعاته تجاه هذا الموقف.
} الجنوب يلجأ للعمق الافريقي كما اسميته بحثا عن السلام، الايقاد مثلا وليس الحرب كما ذهبت في تحليلاتك للموقف؟
أنا تحدثت في الدفاع عن النفس، الجنوب كانت اثيوبيا قاعدة انطلاقه الاساسية إبان الحرب مغ الشمال، ومنها انتقل الى كينيا بعد سقوط نظام منقستو، وكان يجد دعما من يوغندا ودول افريقية أخرى كزيمبابوى ومن غانا وغيرهما. والآن في ظل التهديد بالحرب والمواجهة رجع لحلفائه لدعمه فيما قد يحدث .
} كيف سيدعمون سيناريو للحرب في هذه المنطقة المتفجرة ؟
ليس سيناريو للحرب، تلك الدول تمثل خطوط إمداد الجنوب حال نشوب حرب، وأنا شخصيا على قناعة أن الجنوب لايرغب في الحرب، ويود أن ينصرف الى معركة التنمية، ولايريد عداء مع الشمال، بل على العكس تماما يريد علاقة مميزة مع الشمال، وهذا يتبدى واضحا في أسواق جوبا والجنوب عموما، حيث الشماليين هم الغالبون في تلك الأسواق ومفضلون في التعامل.. أعطيك مثالا آخر حتى الذين نزحوا من الخرطوم الى واراب مسقط رأس سلفاكير سموا الأحياء التي سكنوها بالخرطوم الجديدة.. وأنا رأيت في حفل زواج ابنة سلفاكير عندما تغنت فنانة اثيوبية ثم اعقبتها (حنان بلوبلو) ردة الفعل كانت مختلفة تماما. حتى أن أحد الجنوبيين كان جالسا بجانبي، وعلق قائلا: « ويقولو كمان في انفصال».
} هل تعتقد ان فى الاقليم الان من هو جاهز للحرب او حتى لدعمها؟
مرحلة الحروب انتهت والصومال استثناء؛ لأنه لاتوجد دولة اسمها الصومال الآن الحرب محت الدولة تماما هناك، والتحولات العالمية السائدة حاليا لاتسمح باندلاع حروب، وبالتالي أنا اعتقد أن النظام في الشمال خارج شبكة التاريخ يتعامل بمفهوم عفا عنه الزمن، وبالتالي تكون الزفرات الأخيرة قبل أن يموت؛ لأنه لايقدر أن يعيش أويتعايش مع التطورات عطفا على الربيع العربي والتطورات الدولية موضوع السيادة انحسر بصورة كبيرة وماعاد مسموح بحروب أو نزاعات أو انتهاكات لحقوق انسان في وجود الأقمار الاصطناعية التي تعمل على تصوير كل شيء، وفي تقديري العالم تغير، والأنظمة الشمولية لم تعد قادرة على التكيف مع الوضع الجديد، ولازالت عائشة في أوهام بأنها تستطيع الدخول في حروب، وتتحدث عن مواطنيها انهم عملاء، ويجب القضاء عليهم، وهذا في النهاية سيؤدي الى القضاء على تلك الأنظمة، والى المزيد من الحصار عليها.
لكن، أنت إذا شعرت بعدوان كما في حالة الجنوب، فيجب أن تعبئ نفسك عسكريا ودبلوماسيا للدفاع عن نفسك.
} يوجد بون ساشع بين الحلول الدبلوماسية واللجوء للحرب ؟
لا، أنت تبذل جهدا دبلوماسيا لاحتواء الأزمة، لكن حال نشوب القتال لابد أن تكون مستعدا له، ولازم ترتب أمورك، باعتبار أن جزءا من منع الحرب قدرتك على الردع، فأنت اذا لم تكن تملك قدرة على الرد بقوة فلاشك أن ستغري الطرف الآخر على الحرب .. طبيعي طبعا عندما تخرج من حرب طويلة وتنفصل كدولة تكون عندك حساسية زائدة تجاه وضعك الجديد؛ لأنه ممكن الطرف الآخر ينكث عن موقفه، كما في حالة ارتيريا واثيوبيا انقلبت المسألة لعداء شديد جدا والحساسية مفرطة للغاية. وأي مشكلة ينظر لها على أنها عودة للسيطرة والطرف الضحية دائما مايذهب بظنونه الى أبعد مدى.
} لناتى للداخل لنسمع عما دار فى كواليس المفاوضات بين حزب الأمة والمؤتمرالوطني؟
حزب الأمة كان يفاوض المؤتمرالوطني على حل النظام والوطني كان موافقا في النقاش على حل النظام.
} كان موافقا.... هل تعنى هذه العبارة ؟
نعم، لكنه مشى في اتجاه 50% ان يبقي على النظام بصورة أو بأخرى تحت مسمى التغيير، مثلا حزب الأمة كان شرطه الأساسي التواثق على اعلان دستوري يحل المؤسسات كافة من الرئاسة حتى الولايات، ويؤسس لوضع انتقالي لمدة عام، ويلغي الدستور الحالي، وأن يكون هناك مجلس رئاسي ولايوجد مايمنع أن يترأس الرئيس البشير هذا المجلس، وأن يكون مجلس وزراء ورئيس لمجلس الوزراء يتولى تسيير المرحلة الانتقالية التي يتم فيها مؤتمر حوار دستوري يضع حلول للحروب والنزاعات داخل السودان يضع حدا للنزاع مع الجنوب مع اقتراح معالجات عاجلة للأوضاع الاقتصادية بعد عام تجرى انتخابات عامة. فكانت فكرة حزب الأمة حل النظام الشمولي ودخول المؤتمرالوطني شريك في الفترة الانتقالية، وبالتالي نتفادي الاستمرار في الحروب، ونتفادى الدخول في مواجهات في نزاعات لاتنتهي بحل مريح .
} ماذا كانت ردة فعل المؤتمرالوطني؟
المؤتمرالوطني مشى نصف الدرب بقبول المجلس الرئاسي ومجلس وزراء برئيس وزراء، لكنه لم يقبل بحل الأجهزة كافة، ولم يقبل بالغاء الدستور لكنه قبل ان تضمن الاتفاقات في الدستورالحالي وتحد من سلطات الرئيس؛ لأن الاتفاقات فيما يتعلق بالقضايا الرئيسة تكون من صلاحيات المجلس الرئاسي وليست من صلاحياته فرد، بمعنى أن الرئيس لايستطيع أن يأتي بقرار منفرد في القضايا الكبرى كالحرب والسلام وغيرها، فانتهى الحوار هنا؛ لأنه لم نتمكن من المضي قدما في صياغة قرار بها اما فصل الحزب عن الدولة، فاقترح المؤتمر الوطني أن تتم بعد المشاركة وهذا ما اعترضنا عليه في حزب الأمة، وقال لابد من تغيير رئاسة القضاء ورئاسة الشرطة والأمن والأجهزة كلها، وأن تصبح أجهزة قومية بقيادات سودانية كفؤة لاعلاقة لها بالوضع الحزبي، وهنا حدث الخلاف «رقعة ولابناء جديد».
} رقعة أم تفكيك ؟
ايوه بالضبط رقعة أم تغيير كامل يعني ان تحل وتبني وضع جديد معاك فيه المؤتمرالوطني، يؤسس معك وتبدأوا مع بعض البناء الجديد، المؤتمرالوطني ذهب في اتجاه أنه يريد رقعة (50%) ومضى في هذا الاتجاه، فانتهت المسألة هنا.. وأنا شخصيا كنت أود أن يكون هذا النقاش مفتوحا ومعروفا للجميع لكن الطرفين سكتا عنه، باعتبار أن البلد في خطر وأن موقفنا ليس اقصائيا ولسنا رافضين للمؤتمرالوطني ولاعايزين (نحاكموا بماحدث لكن عايزين نبدأ صفحة جديدة). ولكن لانرضى ان يقولوا لنا (انا سيدكم تعالو معاي). ونحن اقترحنا ذلك – أي حل النظام- باعتبار أن المنظومة الحالية لاتقدر على حل مشاكل الهامش اوالاقتصادية أو المشاكل مع الأسرة الدولية.. اذن لابد من منظومة جديدة يعني مثلا المؤتمرالوطني لايستطيع التوقف عن صرف 80% على الأمن والحرب إلا إذا قام بمصالحات لاتحتاج فيه لهذا الصرف.
} ماتقوله سيناريو تفكيك النظام وهذا مايرفضه المؤتمرالوطني؟
فكرة النظام الشمولي لامستقبل لها فالعالم كله بدأ يتغير من حولنا. أضف الى ذلك أن الحزب الذي جاء بالانقلاب نفسه انقسم والبرنامج الذي اتى به سقط ماعاد هناك برنامج أصبح هنالك سلطة فقط. الحزب الموجود حاليا به تشققات وتصدعات وخلافات الآن بدليل أن نافع عمل اتفاقا في أديس أبابا رئيسه (البشير) قام بإلغائه في المسجد.
} لكن الحزب ألغاه أيضا؟
لا (معليش) يطلع القرار من المؤتمرالوطني مايطلع من الجامع.
} لكن قرار الإلغاء كان جاهزا ؟
لا ليس صحيحا، المؤتمر الوطني وافق على الاتفاق، وأجرى عليه ملاحظات وأن ماحدث من إلغاء استدراك بعد ماحدث بالجامع، الاجتماع الذي ترأسه نافع اجاز الاتفاق مع ابداء ملاحظاته.
} كيف يمكن ان تطلب من نظام ان يفكك نفسه؟
النظام هو الذى جاء للقوى السياسية ليفاوضها.
للتفاوض وليس الاستسلام.
لا النظام أتى للتفاوض مع القوى السياسية التي انقلب عليها لتعطيه شرعية، وبالتالي لايجوز لك مفاوضتي للدخول معك في نظام شمولي. اذا أصلا النظام ناجح لا تأتي لمفاوضتي اذهب لحل مشاكلك، واستمر في نفس مشاكلك، لكن انت شعرت بوجود أزمة (جابتك لي، زي ما انت مشيت للدكتور مريض وكتب ليك الوصفة، انت ماحتقدرتقول للدكتور لا ليه أنا أأخد الدواء دي.. ياخي الدواء ده مابعالجك».
} مقاطعة : اذا اعطانى الطبيب سما لن اتجرعه ؟
كلامك هذا كان يمكن أن يكون صحيحا لو اننا تحدثنا مع المؤتمر الوطني عن عزله من السلطة ونحاكمه» انك تسلم وتمشي احاكمك « لكننا اقترحنا عليه أن نشترك جميعا في تأسيس وضع جديد. نحن قلنا إن هذا المنزل آيل للسقوط فدعنا نخرج لنضع حجر الأساس لمنزل جديد ونمر بمرحلة انتقالية ونمشي الانتخابات لكن «لاقلنا نعزلك ولا نشطبك ولانسجنك ولانحاسبك.. لا نمشي نعمل وضع جديد» فالمؤتمرالوطني لوكانت القدرة على حل مشاكله لماذا اتي الينا؟ بالتأكيد أتى؛ لأن هنالك اخفاق حدث، وهناك واقع اقليمي ودولي جديد والنظام محاصر دوليا.
} لماذا لم تقبلوا بال(50%) الاولى التي قبل بها الوطني؟
لأن ال(50%) الثانية ، تنقض ال(50%) الاولى.. أيضا النسبة الثانية تكون عبرها مسيطرة على مقاليد الامور بالتالي الاتفاق الناقص يكون عرضة للسقوط، ويحمل أن تحمل نوع من الخداع انك تريد أن تستمربذات الطريقة؛ لأنك أنت تملك الأجهزة التي تجعلك مسيطرا على الأوضاع. على سبيل المثال الدستور من أحسن الدساتير لكن وضع بند فيه ينص على سريان القوانين المناقضة له لحين تغييرها ورفض أن يفعل ذلك بل وسن قوانين أخرى مناهضة للدستور.. إذن المؤتمرالوطني الغى وثيقة الحقوق والحريات بقانون قام بوضعه، مثلا لو المحكمة الدستورية مستقلة والشرطة مستقلة والقضاء مستقل القانون (ده مابقدرينفذوا) ويشطب في المحاكم لانهم كلهم معه ينفذ رغم مخالفته للدستور؛ لأن الأجهزة موالية له.. والمحكمة الدستورية مثلا قالت إن الاعتقال التحفظي جائز رغم انه مخالف للدستور.
فأنا (ما حاوي) فإذا أنا عايز أعيد لحمة الشعب السوداني والعلاقات مع المجتمع والاطراف الملتهبة في النيل الازرق وجنوب كردفان والجوار الآمن مع دولة الجنوب وبناء الأوضاع الاقتصادية لابد من تصميم وضع جديد وسياسات جديدة وبناء جديد، وبناء الثقة لأن الثقة مهمة جديدة مع هذا عرضنا على المؤتمرالوطني مشاركتنا في بناء الاوضاع الجديدة ولم نطالب بعزله. بالرغم أن بعض القوى السياسية ترفض ذلك وتطالب بإقصاء المؤتمرالوطني وعزله.
} هل توقف هذا الحوار؟
بالتأكيد توقف طبعا والحوار أصلا كان بين الصادق والبشير ونافع ومصطفى وابراهيم أحمد عمر وتم فيها تبادل اوراق ومذكرات ولقاءات لكنها لم تفضِ بالمطلوب فأرجئت، لكن الطرفين لا يقولان هذا الكلام .
} مقاطعة: هذه مشكلة الحوار الوطني باكمله انه يكون في غرف مغلقة !
المفروض أن الحوار كان يجب أن يكون مفتوحا وشفافا باعتبار أن هذه قضايا عامة ولافيها حاجة (تعيب زول). وبالتأكيد أن الانقاذ تعاني من مشكلة؛ لأنه حقيقة الانقاذ جاءت في مرحلة حرجة دوليا تلك التي اعقبت سقوط الاتحاد السوفيتي وانهيار حائط برلين ودول الكتلة الاشتراكية، وبدأت المسألة الشمولية تنتهي ثم جاءت العولمة، وانتهت فكرة السيادة الوطنية المطلقة، وجاءت حاليا موجة جديدة في سقوط الأنظمة الشمولية العاتية في المنطقة ما بدا للجميع أن هذا العصر.. عصرالشعوب فإذا حاولت الآلة الامنية والعسكرية تقمع شعوبها سيحدث تلقائيا تدخل دولي .. وانظر الجامعة العربية أضحت تهدد سوريا.
فإذا حاول المؤتمرالوطني استخدام الآلة الأمنية والعسكرية لقمع أي انتفاضة حتما سيتم تطبيق ذات الإجراءات التي طبقت على سوريا عليه، فالمؤتمرالوطني (لوشاطر) يستبق الربيع العربي ويكون جزءا من البديل ولايتمترس حول سلطة الدولة، فيمنع ندوات وحراك الأحزاب في دورها وخارجه ويمنع المظاهرات والمسيرات السلمية .. ويحاول الاستمرار في ذلك الوقت وهذه الوضع لايمكن أن يستمر هكذا؛ لأنه دخل في انهيار اقتصادي والموسم الزراعي به مشاكل، ومشكلة في الموسم الشتوي؛ لأن المياه جرى التصرف بها لصالح التوليد الكهربائي في سد مروي والبلد مقبلة على مجاعة وافلاس وفي تضخم، والدولة لجأت حاليا للاعتماد على الجمارك والضرائب بنسة (90%)، والقطاع الخاص مخنوق بعدم التمويل. إذن الإنقاذ الأشياء التي تجعلها تستمر اصبحت ماعندها ليها قروش.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.