تشرفنا في العاصمة القطرية الدوحة (راعية نظام الخرطوم وحاضنته الكبرى ) قبل اسابيع مضت بزيارة الأستاذ (فاروق ابوعيسى) أحد أبرز رموز (هيئة الاجماع الوطني )المعارضة في الداخل .. وفي مداخلة لي عبر ندوة محضورة له أمها عدد معتبر ونوعي من القانونيين والمهتمين بالشأن السوداني ذكرت أمام جمعهم الكريم بأن من مفارقات بل من عجائب الزمان أن يكون( حسن الترابي) هذا الثعلب الماكر معارضا لنظام أخطبوطي يلبس الاسلام زورا وبهتانا ليغطي به عوراته المكشوفة أمام الملأ وهو نفس الرجل الذي جاء بهذا النظام الذي أذل الشعب السوداني وأذاقه الأمرين والويلات وظل يمارس عليه الكذب والنفاق ليل نهار دون أن يرف جفن .. وطالبت صراحة بابعاده عن اية معارضة حقيقية عليها ان تقوم بمهمتها المقدسة في الاطاحة بالنظام الذي تحاصره اليوم أزمات تلد أزمات وعواصف الربيع السوداني تلف دروبه أينما توجه ( المناصيرالتي ستتداعى ذيولها رغم الاعلان عن انهاء قضيتهم والديم الذي يغلي اليوم وغيرهما ) . كان ذلك هو الضلع الأول في مثلث المأساة الذي عنيته في عنواني .. أما الضلع الثاني فهوهؤلاء النسوة / السودانيات اللائي يطلقن على أنفسهن ( اتحاد نساء السودان ) ومعهن وزيرات وهن جميعا يرتدين الثوب السوداني ويملأن شاشات التفلزة وصالات المؤتمرات كل يوم دون ان يمن الله على أية واحدة منهن ولو بكلمة واحدة عما يحيق ببنات جنسهن الفضليات من موت ( عوضية عجبنا ) واغتصاب ( صفية اسحاق ) وتشرد ( لبنى حسين ) أليست هؤلاء الاخوات هن سودانيات مثلهن ؟ اذن ما موقفهن مما جرى ويجري لهن ياترى ؟وهل هن يمثلن المرأة السودانية حقا ؟؟. أما ثالث الأضلاع في هذا المثلث الجهنمي الذي أقصده هو أن هناك جيلا بأكمله هو اليوم في عداد من لا يمكن أن يرجى منهم خدمة لوطن ينتظرهم في مقبل الأيام .. جيل مغرر به ومغسول الدماغ بعد أن ضاع منهم موتا في محرقة الانقاذ 18 ألفا باعتراف المشير الهارب من العدالة الدولية .. وهؤلاء أصبحوا بين ليلة وضحاها - كما وصفهم عراب النظام - مجرد ( فطائس ) بعد أن كانوا حتى الأمس القريب عرسان في الجنة تحف بهم الحور العين ويتنعمون بخيرات جنان عرضها السموات والأرض .. انهم جيل يملأ المعسكرات اليوم وبعدها الساحات وهم يهللون ويكبرون ويتوعدون تحت راية ( الدفاع الشعبي ) .. لاأدري ما الذي سيدافعون عنه ؟؟ ومن هو العدو الذي يتأهبون لملاقاته ؟؟ ومتى ؟؟ وهل يمثل هؤلاء الشعب السوداني الذليل ؟.. أنه سؤال كبير .. أليس كذلك ؟. وأخيرا : يا أيها الوطن المشرب بالندى وبالنبل الكريم بلا مدى يا أيها الممتد فينا عطرا ووردا وشذى