كشف مصدر مطلع وموثوق ل (حريات) عن صفقة يعقدها ضباط كبار من جهاز أمن عمر البشير مع دولة أوكرانيا لشراء طائرات حربية من طراز (انتنوف) لدعم الآلة العسكرية ومواصلة حروب أخرى على رغم الضائقة المعيشية الكبيرة التي يعيشها الشعب السوداني، مما يؤكد اهتمام البشير بحماية حكمه على حساب واجبات الحكومة الأخرى. وقال المصدر أن الوفد الذي وصل أوكرانيا يترأسه وزير الدولة بوزارة النقل فيصل حماد عبد الله وهو ضابط بجهاز الأمن برتبة كبيرة، وبدأ مباحثات مع السلطات هناك تحت غطاء ( طائرات للخطوط الجوية السودانية سودانير) المنهارة. وعلمت (حريات) أن الوفد الحكومي الذي يضم عدداً من الضباط برتب كبيرة بجهاز الأمن وهيئة التصنيع الحربي وصل إلى اوكرانيا للتباحث حول شراء طائرات انتنوف حربية جديدة ، في يوم 17 مايو الجاري. واضاف المصدر ان الوفد رأسه فيصل حماد عبد الله وهو ضابط كبير بجهاز الأمن عين وزير دولة بوزارة النقل مؤخراً ، وان الوفد يتستر تحت غطاء شراء طائرات مدنية للخطوط الجوية السودانية المنهارة للتحايل على الحظر المفروض على بيع حكومة السودان أسلحة وطائرات عسكرية . وقال ان الوفد حضر لشراء طائرات انتنوف حربية متطورة جديدة. وذكرت وكالة (انترفاكس ) الاوكرانية ان الوفد السوداني زار شركة الانتاج الجوي الحكومية في خاركيف وورشة التجميع النهائي لسلسلة مصانع انتنوف. وسبق ونشرت (حريات) 16 مايو وثيقتين عسكريتين – منشورتين أدناه – تؤكدان إستيراد حكومة السودان لصواريخ ودانات القصف الجوي من بيلاروسيا تؤكد الوثيقة الاولى ان وزارة الدفاع ممثلة في هيئة التصنيع الحربي إستلمت (4) آلاف صاروخ ودانة من بيلاروسيا. ووقع على الوثيقة السفير خلف الله مصطفى بابكر سفير السودان ببيلاروسيا. واستلم الصواريخ والدانات مدير هيئة التصنيع الحربي .ووثيقة ثانية باستلام الملحق العسكري للسودان بيلاروسيا لعدد (3998) صاروخ جوي ودانة وأوصلها للخرطوم .وتستخدم الصواريخ والدانات في القصف الحكومي العشوائي في مناطق النزاع في السودان ، خصوصاً في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق . وسبق وأصدر مجلس الأمن الدولي قراراً عام 2005 بحظر تصدير السلاح إلى دارفور . كما سبق وتوصلت لجنة خبراء بمجلس الأمن الدولي في نوفمبر 2010 ( إن الكثير من الأسلحة والذخائر تصل إلى إقليم دارفور، وذلك بغض النظر عن تقديم مثل تلك الضمانات،ولهذا السبب فإن لجنة الخبراء توصي بتوسيع حظر عام 2005 على وصول الأسلحة إلى دارفور ليشمل الخرطوم ذاتها) . وووثق تقرير لمنظمة العفو الدولية بعنوان : (السودان والنزاع في دارفور: لا نهاية تلوح في الأفق) كيف تمضي الصين وروسيا وبيلاروسيا في توريد كميات السلاح والذخائر إلى السودان، على الرغم من توافر أدلة دامغة على أن تلك الأسلحة سوف تُستخدم ضد المدنيين في دارفور . وتمكنت منظمة العفو الدولية من الحصول على أدلة تثبت استخدام القوات المسلحة السودانية لصواريخ أرض- جو في غارتيْن شنتهما تلك القوات عام 2011 على مناطق في دارفور . وقد صُنّعت تلك الصواريخ في عدد من الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفييتي السابق، وتبدو مصممة للاستخدام على منصات الإطلاق التي تُزود بها الطائرات العمودية من طراز Mi-24 الحربية، والطائرات المقاتلة من طراز سوخوي-25 . وما انفك السودان يستورد عدد لا يُستهان به من العربات العسكرية المدرعة من بيلاروسيا وجمهورية روسيا الاتحادية . وتقدر الأممالمتحدة عدد من قتلوا في دارفور بحوالي 300 ألف شخص، ومن شرِّدوا من ديارهم بأكثر من مليونين ، وأدى القصف الجوي منذ يونيو 2011 إلى مقتل حوالي (10) آلاف وتشريد ما لا يقل عن (500) ألف من جبال النوبة والنيل الأزرق.