مر العام الأول لاستقلال جنوب السودان، أحدث دولة في العالم، صعبا إذ شهد معارك على الحدود مع الشمال وأعمال عنف داخلية وتوقف انتاج النفط الذي يعتبر الركيزة الأساسية للاقتصاد . ومع اقتراب موعد الذكرى السنوية الاولى للاستقلال عن السودان في التاسع من يوليو/تموز، حل الواقع بقساوته محل نشوة الاستقلال . واعتبر دبلوماسي غربي رفض الكشف عن هويته أن “النتائج كارثية" . ورغم أن جنوب السودان حقق خطوات كبيرة نحو الأمام إلا أنه يبقى من أفقر الدول في العالم ولا يزال بحاجة إلى أبسط أشكال البنى التحتية مثل الطرقات والكهرباء وشبكات توزيع المياه . وتوصل جنوب السودان إلى الاستقلال بعد قرابة 50 عاما من الحرب الأهلية مع الخرطوم راح ضحيتها ملايين الاشخاص، إلا أن جنوب السودان لا تزال من بين الدول الأقل تقدماً في العالم . وقال ألفريد لوكوجي عميد كلية التنمية الريفية في جامعة جوبا “ما الذي كنا نأمل بتحقيقه خلال عام فقط؟ إنها مجرد ذكرى سنوية" . وتابع لوكوجي إن “المؤسسات لم تحقق انطلاقة بعد، وفي مقدمتها البرلمان . . . هذه الادارة لا تعمل كما يجب . . . والفساد يظل مشكلة كبرى" . وتبلغ نسبة الامية بين البالغين 73% بينما نسبة الالتحاق بالمدارس الثانوية لا تتجاوز 6%، كما هناك نقص فاضح في المحترفين ذوي الخبرة، ولو أن العاملين الانسانيين قالوا إن جنوب السودان انطلق من الصفر بعد معاهدة السلام في العام 2005 . من جهته، صرح جورج كونواي مدير مكتب جنوب السودان لوكالة التنمية التابعة للأمم المتحدة “علينا أن نواصل التركيز على أهدافنا . . . فلم يمض سوى عام واحد ونحن نعلم أن العملية ستكون طويلة وشاقة"، مضيفاً أن جنوب السودان يخرج من أطول حرب أهلية في إفريقيا . وفي البلاد عدد قليل فقط من الطرق تم تعبيده وفي العاصمة جوبا فإن التيار الكهربائي تؤمنه مولدات خاصة والمستشفى يعاني نقصاً في العاملين والادوية والأسرة . والعديد من المرضى يفترشون الأرض وسط الحر الخانق . احصائيا، فإن مخاطر وفاة امراة من جنوب السودان خلال الولادة أكبر من احتمال أن تكمل تعليمها الثانوي . لكن هناك اشارة بحصول تقدم سواء في العام الماضي او خلال سنوات الحكم الذاتي الست بعد معاهدة العام 2005 التي وضعت حدا لعقدين من الحرب وأدت الى تنظيم استفتاء حول الاستقلال . وأشار كونواي إلى السرعة التي تم فيها تنظيم الحكم على ثلاث مراتب المحلية والولاية والوطنية في الولايات العشر التي يتألف منها جنوب السودان، إلا أن المانحين يخشون من خسارة هذه المكاسب في ظل تصاعد التوتر مع الخرطوم وتوقف إنتاج النفط الخام في يناير/كانون الثاني ما أدى إلى معارك عنيفة على طول الحدود المتنازع عليها بين البلدين . (أف .ب)