اكد مهندس البترول علي مامون على تميز ابناء السودان داخل وخارج الوطن وساهم بمهارة فردية في انقاذ بئر بترول من خسائر فادحة وقام بدور بطولي كبير وجد الاشادة من كبار مهندسي النفط في كوريا واليمن. وقال «للصحافة» انه حتي الان لا يصدق انه نجا من الهلاك. علي مامون تعود جذوره الي منطقة طيبة الشيخ القرشي تخرج في كلية هندسة النفط بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا عام 2007 وبعد اداء الخدمة الوطنية بالجامعة سافر الي اليمن السعيد ليعمل بالمجموعة التقنية الكورية للطرق والانشاءات والحفريات وتم تكليفه بحفر بئر نفط في منطقة مأرب وكان السوداني الوحيد بالمنطقة الي جوار مهندس يمني واحد ومجموعة من المهندسين الكوريين، واثبت للجميع مقدرته على الصبر والتحمل، وعمل اولا في قمة الحفارة العملاقة مربوطا على حبل قصير على ارتفاع اربعة طوابق في وظيفة «مونكي مان» وكان يستلم ويمرر الماسورة الي داخل البئر، وعمل ايضا في وظيفة «كلير مان» في نظافة المواسير الخارجة من البئر، وكان يقف في فتحة البئر في مساحة خطرة تسمي «بوب» ليراقب مؤشر الطاقة الداخلية ويحمي العمال من اي انفجار داخلي. في يوم من الايام سقطت داخل البئر انبوبة طولها متر ونصف المتر وقطرها حوالي 2 بوصة كانت تستخدم لفك وتركيب المواسير ومنعت بوقوعها دخول وخروج المواسير ووقف طرفها في حائط البئر والتصق طرفها الاخير بالمواسير ، وحاول فريق العمل بقيادة مدير الموقع الكوري الجنسية اخراجها وفشلت كل المحاولات، وامر بعدها المدير بالتوقف حتي لا يحدث انهيار للمواسير او خروج طاقة هائلة من البئر تهدم المحطة، وطلب من احد العمال السفر الي صنعاء ليشتري او يقوم بإيجار آلة جديدة وظيفتها فك الارتباط بين المواسير واخراج الانبوب الذي وقع داخل البئر وكانت تكاليف السفر باهظة جدا حوالي عشرة آلاف دولار والمسافة تقارب مسافة الخرطومبورتسودان اضافة الي ان التنقيب سيتوقف الي يوم او يومين وهذا يسبب خسائر مادية اخري تقدر بالاف الدولارات.. فكر المهندس السوداني علي مامون في اخراج الانبوب بطريقته الخاصة وصنع لنفسه آلة حديدية طويلة نهايتها مثل السنارة لثني والتقاط واخراج الانبوب ونزل الي منصة البئر في غفلة من مدير المحطة وظل يعمل في عمق 100 متر لساعات طويلة بمزيج من التعب والخوف من الهلاك في اي كسر من الثانية وحدثه قلبه وقتها انه ميت ميت لكن في النهاية انقذته العناية الالهية ونجح في معرفة مكان الانبوب ودرجة التصاقه بالمواسير وتم اخراجه وبعد ذلك بلحظات اخبر مدير المحطة بنجاح التجربة والمجازفة فقام المدير بمحاسبته وشتمه وفكر في طرده لكنه عندما هدأ وفكر في الامر من جديد اشاد به وبشهامته ورجولته ومنحه في الحال ستة آلاف دولار حافزا وشكره على انقاذ البئر النفطية.