قبل إنفصال الجنوب.. كان الجنوبي إذا وطأت قدمه في أي زحمة هبها مواصلات أو صف لرغيف ... أي تزاحم ، إذا حدث ذلك ورغم إعتذارك المهذب له ، إلا إنه يعتبر ذلك إهانة من (مندكورو) بل ويعتبرك متعمداً مع سبق الإصرار والترصد لإهانته ، قبل إنفصال الجنوب شهدنا حوادث إعتدآءتهم المتكررة في الحواري بواسطة عصاباتهم التي تطورت إلى أن وصلت إلى العدوان الجماعي الذي أرخ له بيوم (الإثنين الأسود) ، ذلك اليوم الذي كان رصاصة الرحمة للوحدة الزائفة التي ظلت نخبنا تدغدغ بها عواطفنا لعقود طويلة. واليوم منسوبي الحركات المتمردة الدارفورية يسيرون على ذات الدرب بنقل معركتهم داخل الخرطوم ، فهاهي عصابات (النيقرز) تروع الآمنين في المواصلات العامة والأحياء الطرفية بل ووسط الخرطوم، هاهم الطلاب الموالون للحركات المتمردة يفتعلون مشكلة في جامعة الجزيرة بسبب في ظاهره مطلبي ولكن في جوهره يكمن حقد أسود على إنسان الوسط ، وقد قرأنا بأعيننا بيانات ومقالات الذين يؤازروهم من الخارج من بني جلدتهم ، لقد رأينا (التحريش) المباشر دون أن يطرف لهم جفن أن هبوا للثورة على (الجلابة) حتى عناوينهم الرئيسة القاسم المشترك فيها لفظة (جلابة) ، الآن ينقلون معركتهم للخرطوم بعد الجزيرة ففي تظاهرة الأمس حرقوا (بص الوالي) واتلفوا (ميدان جاكسون) ونهبت بعض المحال التجارية ، الجدير بالذكر أن وكالات الأخبار العالمية قالت بأن عدد المتظاهرين لم يتجاوز الأربعمائة متظاهر وأكبر عدد ذكرته (قناة الجزيرة) وقالت بستمائة متظاهر والخرطوم بها الملايين من البشر..والسؤال لماذا العدد محدود وحجم الخراب كبير؟ خاصة واليوم يحرقون جامعة أم درمان الإسلامية ويكرروا فيها ذات سيناريو جامعة الجزيرة.. الإجابة سادتي عددهم كان محدود لأن الجميع كان يتفرج عليهم ومندهش من تصرفاتهم العدوانية ولم يجدوا التعاطف رغم موت أربعة طلاب في جامعة الجزيرة لهم الرحمة، فلو كان خطابهم قومياً ومطالبهم تشمل كل مطالب أهل السودان لوجدوا التأييد والمؤازرة ولكن لان الحقد أعماهم فقد سبقهم لسانهم في كشف مخططاتهم مثلما كشفت أقلام مؤيدييهم في الخارج نواياهم الخربة.. خرابهم المادي كان كبيرا لأنهم يعتبرون الممتلكات العامة هي ملك للجلابة ويجب تدميرها فعقليتهم القبلية التي نشأوا عليها تجعلهم يستبيحون أي شئ خارج نطاق قبيلتهم ففي دارفور الولاء للقبيلة مقدم فوق أي ولاء حتى داخل دارفور نفسها فالفرد هناك منضبط جدا لأعراف قبيلته ومتحلل جدا خارجها ، لذلك حرق (بص) يراه أوقع من رفع لافتة ... رغم هتافاتهم وإعتداءاتهم المصوبة ضد أهل وسط السودان (الجلابة) لم أندهش ولم أعتبر أن هذا فوق المألوف فالقوم تزداد غربتهم يوما بعد يوم فالهوية المصنوعة لاتدوم ، وهذا ما ظللنا ننبه له ونحذر منه ولكن لا حياة لمن تنادي فلازلنا نسمع من من هم (جلابة) يبررون تلك الأفعال البربرية التي مارسها من قبلهم أهل جنوب السودان قبل إنفصالهم. هل سنصمت طويلاً حتى يحدث (إثنين أسود) آخر وبعده نقتنع بتقرير المصير لهؤلاء الدخلاء ، كل الخطى التي سار عليها أهل الجنوب المنفصلين ، الآن يسير عليها أبناء دارفور في السياسة والتمرد العسكري وخلق الإضطرابات الأمنية وتدويل القضايا الداخلية إنهم يسيرون بذات الطريق وضع الحافر على الحافر. سمعنا بإنضمام القائد العام لجيش فصيل عبد الواحد محمد نور للحوار في الدوحة مع تمنع عبد الواحد ،وسمعنا بإنشقاق آخرين عن جبريل إبراهيم وذهابهم للدوحة مع تمنع جبريل وسمعنا بإنشقاق مجموعة عن السيسي وتمردها عليه مع تذبذب في المواقف للسيسي وأبو قردة خاصة بعد حادثة الفاشرالاخيرة .. أنظروا لهذه (الفهلوة) وهذه الأدوار القذرة التي يقوم بها أبناء دارفور للإحاطة بكل شئ في السودان ، فالحركات تريد(التكويش) على الدعم الحكومي عبر توقيع أطراف منها وتريد الإستحواذ على الدعومات الخارجية للذين لم ينضموا للسلام المزعوم ، أضف لذلك وزراء دارفوريين متواطئين مع أهليهم بصورة أو بأخرى اما دارفور الأرض فهي الآن ملكهم بالكامل. أفيقوا أيها الغافلون المسألة واضحة لا تحتاج لإعمال فكر ولا لقراءة تاريخ ، الوقائع أمامنا ونحن شهودها.. أفصلوا دارفور فكفانا (إثنين أسود) واحد. أحمد محمد خير حقاني هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته