أطلق الرئيس السوداني عمر البشير نداءً لتغليب خيار الوحدة في الاستفتاء مسنودا بالحجج، ونادى قيادات الأحزاب للتوحد وتبني إرادة سياسية تعزز خيار الوحدة. وكان البشير يتحدث الليلة قبل الماضية في ملتقى جامع دعا إليه الأحزاب السياسية، لكن غالبيتها وابرزها قاطعت اللقاء، وهي أحزاب "الأمة القومي"، "والمؤتمر الشعبي"، "الشيوعي"، و"الحركة الشعبية". وفي المقابل حضر، إلقاء نجل زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي "الأصل" محمد عثمان الميرغني، ومالك عقار نائب رئيس الحركة الشعبية (بصفة شخصية) واركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية إلى جانب إلى جانب شخصيات حزبية ووطنية بينها أحمد المهدي والمشير عبد الرحمن سوار الذهب وعبدالرحمن سعيد القيادي في تجمع المعارضة السابق. واكد البشير لدى مخاطبته هذا الجمع التزام الحكومة بإجراء استفتاء حر ونزيه بعيدا عن الإملاءات والإكراه والتزييف. وشدد البشير علي أن حكومته تساند الوحدة الطوعية كخيار يضمن للأمة السودانية أن تتقدم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، مؤكدا أن الانفصال ستكون عواقبه وخيمة علي البلاد والدول المجاورة المدى البعيد وسينعكس ذلك على الأحزاب والتنظيمات السياسية كافة. وأكد البشير أن أي وحدة مع الحرب الأهلية لا تخدم مصالح السودانيين لا في الشمال ولا في الجنوب. وأضاف: لذا لا يبقى لوطني عاقل من خيار سوى خيار السودان الموحد المسالم مع بعضه البعض. من جانب آخر، يدخل شريكا الحكم في السودان في اجتماعات مكثفة غدا الأحد لحسم القضايا المتعلقة بالاستفتاء وتشكيل مفوضية استفتاء منطقة ابيي الغنية بالنفط والاتفاق علي ترتيبات المرحلة ما بعد الاستفتاء فيما تبقي من وقت قبل موعد إجراء الاستفتاء علي المنطقتين (الجنوب وابيي) في التاسع من يناير المقبل. ومن المنتظر أن يتوجه أعضاء مفوضية الاستفتاء إلى عاصمة الجنوب "جوبا" للاجتماع يوم الاثنين المقبل لمعالجة العقبات التي تعترض سير عملها. وتناقش اجتماعات الشريكين جملة من القضايا المعقدة المتعلقة بالاستفتاء من ضمنها ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ومعوقات تشكيل مفوضية استفتاء منطقة ابيي والترتيبات الأمنية إلي جانب آليات ضمان حرية وشفافية الاستفتاء. جنوب السودان يواجه أزمة إنسانية سواء اختار الانفصال أو الوحدة جوبا (ا ف ب) - قال جيمس كوك رويا وزير الشؤون الإنسانية وإدارة الكوارث في جنوب السودان إن على هذه المنطقة أن تستعد لمواجهة "أزمة حقيقية" مهما كانت نتيجة الاستفتاء حول استقلال الجنوب. وقال الوزير إن على منظمات الإغاثة والأمم المتحدة أن تكون مستعدة لمواجهة نزوح أعداد كبيرة من الجنوبيين. وقال في جوبا عاصمة جنوب السودان في قاعة اكتظت برؤساء منظمات الإغاثة الدولية والتابعة للأمم المتحدة إن "الاحتياجات ستكون هائلة ، ولذلك فسنحتاج إلى دعمكم". وأضاف "علينا أن نكون مستعدين، يجب أن تكون لدينا خطط". ويتوقع أن يصوت الجنوبيون في يناير 2011 على استفتاء نص عليه اتفاق السلام المبرم عام 2005 يتيح فرصة الاختيار بين البقاء ضمن سودان موحد أو الاستقلال. ولا يزال جنوب السودان يتعافى من عقود من الحرب مع الشمال، والتي قتل خلالها نحو مليوني شخص بسبب الحرب والفروقات الإثنية والأيدلوجية وتقاسم الموارد الطبيعية، ومن بينها النفط. وحدد الوزير ثلاثة سيناريوهات محتملة بعد التصويت، يتطلب كل منها احتياجات إنسانية هائلة. وقال إنه في حالة الاستقلال عن بقية البلاد، يجب وضع الاستعدادات لتقديم الدعم لنحو 1,5 مليون جنوبي في الشمال يمكن أن يعودوا إلى الجنوب. وأوضح "سنواجه عودة هؤلاء النازحين، وسنواجه أشخاصاً يعيشون الآن في الشمال.. سيأتون إلى هنا ولن نكون مستعدين لهم". وقال إنه في حال كانت نتيجة الاستفتاء الوحدة مع الشمال، فإن رد فعل الجنوبيين، الذي يبدو أن الغالبية العظمى منهم تؤيد الانفصال، سيكون غاضباً. وأضاف "ستنتشر مشاعر خيبة الأمل، وخيبة الأمل هذه ستقود كذلك إلى أزمة". وتابع "الناس لن يكونوا راغبين في أن يكونوا جزءاً من نظام زعزعة الاستقرار والأسلمة والعربنة والتهميش". وحذر الوزير من عواقب وخيمة لمنع أو عرقلة التصويت في الاستفتاء. وقال "إذا قرر النظام في الشمال عرقلة سير الاستفتاء بسلاسة، فماذا برأيكم سيكون عليه الوضع؟ سيشيع التوتر، ومن المرجح أن تعود الحرب من جديد".