أثار أمر الخليفة المرتقب للرئيس السوداني الحالي عمر البشير الذي أعلن اخيرا انه لن يخوض انتخابات الرئاسة المقررة في العام 2015 جدلا واسعا داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي سارع عدد من قياداته الي بث تحذيرات من ان يتسبب غياب البشير في ضياع الحزب، بينما طمأن اخرون بان الامر لن يكون له تأثير. وقال عضو المكتب القيادي للحزب الدكتور قطبي المهدي إن الحزب سيواجه أزمة كبيرة إذا لم يول موضوع ترشيح البشير في الانتخابات القادمة أولوية، مشددا على أن القواعد تعتبر البشير أحد ضمانات الحزب نفسه. ورأى أن البشير يمتلك قدرات استثنائية في القيادة وهو يمثل المؤسسة العسكرية. وأكد قطبي أن غياب البشير في الانتخابات القادمة سيكون له تأثير سالب على الحزب، مبيناً أنه وطيلة الفترة الماضية وحتى هذه اللحظة لم يولِ الحزب الأمر الأهمية المطلوبة. وطالب قطبي حزبه أن يعطي نفسه الفترة الكافية للاستعداد لاحتمال غياب البشير من الانتخابات المرتقبة خلال الفترة القادمة، وأضاف: هذا الموقف سيواجه الحزب قريباً. ومن جانبه قطع رئيس قطاع العلاقات الخارجية بالحزب البروفيسور إبراهيم غندور، بأن علي عثمان محمد طه النائب الاول الحالي هو الأقرب إلى خلافة البشير في الترشح للانتخابات المقبلة بحكم أن طه ظل نائباً للرئيس لفترة طويلة. وأقر غندور بوجود تحدٍ في حالة البحث عن مرشح آخر يكون خليفة حقيقياً للبشير، يتمثّل في سد الثغرات التي كان يملأها الرئيس والمتمثلة أولاً من حيث المقبولية وثانياً من حيث الشجاعة وثالثاً من حيث القدرة على اتخاذ القرار. واستبعد اختيار بديل من الشّخصيات المقربة من الرئيس، مشيراً في هذا الصدد إلى وجود قيادات كثيرة قريبة جداً إلى قلب الرئيس، وتحظى بتقديره واحترامه، قاطعاً بأن ذلك لن يكون له تأثير على قرار المؤتمر الوطني في اختياره لخليفة الرئيس، باعتبار قربه من الرئيس.