اعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاربعاء خلال لقاء مع الضباط والجنود في قاعدة الاسد الجوية، غرب بغداد، ان صفحة الحرب في العراق اصبحت في حكم المطوية. وردا على سؤال من احد الصحافيين الذين يرافقونه عما اذا كانت الولاياتالمتحدة ما تزال في حالة حرب في العراق، اجاب غيتس "اقول اننا لم نعد في حالة حرب". واضاف ان "عمليات القتال انتهت وسنواصل العمل مع العراقيين في مكافحة الارهاب. سنقدم الكثير من النصائح والتدريب". واوضح "بالتالي، اقول اننا دخلنا المرحلة النهائية من التزاماتنا في العراق". واجاب ردا على سؤال عما اذا كانت الحرب تستحق التضحيات، ان الامر يعود الى المؤرخين "فمشكلة الحرب بالنسبة للاميركيين تكمن في ان الاسباب التي قدمت لتبريرها لم تكن صالحة" في اشارة الى وجود اسلحة دمار شامل. وتابع غيتس ان "النتيجة جيدة من وجهة النظر الاميركية لكنها ستبقى مضللة بسبب بداياتها". واجتاحت قوات متعددة الجنسيات بقيادة الولاياتالمتحدة العراق ربيع العام 2003 ما اسفر عن سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، لكن رغم مرور سبعة اعوام ما يزال الامن هشا وعرضة لهجمات دامية في ظل غياب حكومة طال انتظارها بعد ستة اشهر على الانتخابات التشريعية. وقد بلغ عديد القوات الاميركية في ظل تطبيق الاستراتيجية الامنية الجديدة مطلع العام 2007 حوالى 170 الفا، لكنه دون الخمسين الفا حاليا اثر انسحاب الوحدات المقاتلة. ووفقا للاتفاقية الامنية بين البلدين، يتعين على الخمسين الف جندي الانسحاب نهاية العام 2011. لكن غيتس لم يستبعد خلال لقائه الضباط والجنود بقاء هذه القوات الى ما بعد هذا الموعد شرط توجيه الحكومة العراقية طلبا بهذا الخصوص. وقال في هذا الصدد ردا على سؤال لاحد الجنود وفقا لمراسلة فرانس برس "اعتقد انه يجب الانتظار حتى تشكيل حكومة عراقية جديدة لمعرفة ما اذا كانت هذه النقطة ستطرح ام لا". وختم موضحا "نحن على استعداد للنظر في هذا الامر لكن يجب ان يكون ذلك بطلب من العراقيين". وقد وصل وزير الدفاع الى العراق في زيارة مفاجئة صباح الاربعاء، في اليوم الذي ينهي فيه الجيش الاميركي رسميا مهماته القتالية في هذا البلد. وتوجه فور وصوله الى قاعدة الاسد الجوية التي تبعد حوالى مئة كيلومتر الى الغرب من بغداد في محافظة الرمادي للقاء الضباط والجنود. وقد اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان "المهمة القتالية الاميركية في العراق انتهت". وقال "اعلن اليوم ان المهمة القتالية في العراق انتهت. لقد انتهت عملية +حرية العراق+ وبات العراقيون مسؤولين عن الامن في بلادهم". واضاف "لقد سحبنا نحو مئة الف جندي اميركي من العراق واغلقنا مئات القواعد او سلمناها للعراقيين"، مذكرا بانه يفي بذلك بوعد قطعه خلال حملته الانتخابية. واشار اوباما من جهة اخرى الى ان بلاده دفعت "ثمنا باهظا" حيث قتل اكثر من اربعة الاف جندي واربعمئة اميركي في العراق منذ الاجتياح في آذار/مارس 2003 بامر من الرئيس الاميركي السابق جورج بوش. وكان اوباما عارض بشدة حرب العراق حين كان سيناتورا. ومن المتوقع ان يشارك غيتس بعد ظهر اليوم في بغداد في مراسم تغيير قيادة القوات الاميركية وانتقالها من الجنرال راي اوديرنو الى الجنرال لويد اوستن. كما سيشارك نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي وصل الى بغداد ليل الاثنين في الاحتفال الرسمي الذي سيشهد ايضا الاعلان عن بداية المهمة الجديدة للقوات الاميركية في العراق بعنوان "الفجر الجديد