- ومخابرات العالم ومراكز الدراسات تتحول إلى عرافين وتطلق البخور وتمسك المسابح تريد أن تعرف معنى لما يجرى الآن في العالم العربي [والإسلامي].. وما سوف يجري غداً. - وحتى الآن ما يخرج من خلف الدخان هو أن ما يحدث الآن ولأول مرة في التاريخ هو ثورة مثقفين. - ومراكز الدراسات في الغرب تجد أن إسكافي باريس.. الذي قاد الثورة الفرنسية.. وإسكافي لندن في مسرحية قيصر كلاهما يتقاعد. [وإسكافي بباريس كان يجلس في محله لما عبرت به مظاهرة ضد الملك الفرنسي.. والرجل يشترك في المظاهرة بحنجرة هائلة وجسم هائل.. ويحملونه ويحطمون الباستيل والرجل يشتهر حتى يصبح [مارشال] في الثورة. - وإسكافي شكسبير في مسرحية قيصر يقود مظاهرة ضد القيصر.. وحين يعتقلونه ويسألونه عن سبب قيادته للمظاهرة يقول : أقود المظاهرة.. نعم.. وذلك حتى تتقطع أحذية المتظاهرين ويكثر عملي. وشكسبير يقول في مسرحيته تلك إن شخصيات مسرحيته ليس منهم أحد لا يستغل الآخرين باسم الثورة لمصلحته هو.. هذا ما كان عن ثورات العالم في التاريخ. والدراسات تجد الآن أن الثورة الآن جسما ورأساً [وأحذية] كلها شيء جديد. - وحسابات المثقفين على الشاشات وربما الكونجرس ايضاً تجد ان الثورات في مصر والخليج ما يقودها ليس هو الفقر - وتجد ان الشباب الذين ينطلقون في مظاهرات الخليج يقودون الكريزلر والهامبر. - و.. و.. - وتجد ما هو اكثر خطورة - الدراسات تجد ان الثوار في جيبوتي ما يجمعهم هو [ضد القواعد الأمريكية] في جيبوتي. - وان الثوار في الخليج ما يجمعهم هو [ضد الاسطول الامريكي في الخليج] - والثوار في مصر ما يجمعهم هو [ضد اسرائيل وامريكا] - و.. و... - والدراسات الامريكية تفتح عيونها في رعب وهي تجد ان وجبة الاذلال الدسمة التي ظلت تحشرها في حلقوم العالم العربي والإسلامي ترقد الآن على موائدها هي وان بن لادن يرقص الآن فرحاً - وامريكا ظلت تطارد كل عمل إسلامي في العالم الإسلامي بدعوى انه جمعيات تدعم الإرهاب. - وتصادر وتحاصر كل مسلم في كل مصارف العالم - والحكومات العربية تتحول الى مراكز شرطة امريكية تعتقل وتطارد كل عمل إسلامي هنا بالدعوة ذاتها. - و - امريكا تجد ان هذا كله يتحول الآن ضدها [2] - لكن المحطات المزدحمة بالدراسات الآن تجد اشياء اخرى - والدراسات التي تنظر بعيداً تجد ان امريكا التي تخسر بالفعل قناة السويس.. ومصر.. ان هي خسرت [باب المندب] بسقوط حكومة اليمن اختنق اسطولها. .. والدراسات التي لا تناسق بينها في زحام الشاشات.. حين تتحدث عن [الديمقراطية] التي ظلت هي السحر الذي تقاد به الشعوب تجد الآن سبباً آخر. - الدراسات تجد ان ثورة تونس استعانت بالجيش.. في قمتها.. لهذا نجحت. - وتجد ان ثورة مصر دعت وعانقت الجيش .. ونجحت. - و.... - وصنم الديمقراطية يفقد شعبيته و [العسكري] لم يعد هو المطارد - والدراسات التي تنظر بعيداً تجد ان ناصر وبن بيلا ونهرو وسوكارنو وكاوندا وابوتي كلهم يبدأ ثورة.. هل تذكر ايام باندونق؟ - الثورة هذه تختطف.. او تباع - وان المثقفين الآن يستعيدون استنئاف الثورات هذه [ببنزين] جديد - بنزين ينتقل من [ماذا نريد] الى [كيف نصل الى ما نريد] - والفرق الشاسع جداً - والدراسات تجد ان ما يصنع الثورات هو [الدين والهوية- وحرية الاحزاب] -...و والدراسات تجد والحساب ولد ان الثلاثي هذا كله يوجد الآن في السودان خصوصاً بعد فصل الجنوب - مثلما الدراسة تجد ان ما يصنع الثورات هو [كنكشة] الرؤساء بالمقعد - وحين يصدر اتهام اوكامبو قبل عامين كنا نكتب ضد اختصار الوطني في البشير وندعو الى حكم جماعي. - وكنا نلمح الى شيء آخر. - فالبشير كان يشترط قبل ترشيحه للرئاسة ان تكون هذه هي الأخيرة - والسياسة هذه تعلن قطرة قطرة - ثم [ تسكب] في الاسابيع الماضية والصحف تحمل عن البشير قوله ان الوطني سوف يستبعد كثيرين.. من بينهم البشير - لا كنكشة اذن!! [3] - ودراسات في الزحام هذا تجد ان الوضوح هذا يصبح خطيراً جداً فالوضوح يكشف ان المعارضة في السودان تشعر انه لم يبق لها الا اربعة اشهر تنجح فيها تماماً او تخسر فيها الى الأبد - فالأشهر الاربعة هذه تذهب بعدها الحركة الشعبية بعيداً - بعدها الاحزاب لا هي تستطيع [قانونًا] التعامل مع الحركة الشعبية ضد الوطني ولا هي شعبياً تستطيع تحريك مائة شخص في الشارع. - و.. - والقط المحاصر خطير جداً - وأحد قادة الوطني وفي حوار صحفي يلاحظ ببساطة ان شباب الفيس بوك في السودان [110] الف منهم ضد الوطني و[150] الف مع الوطني. - والآخرين هؤلاء متطوعون - وما يحدث الآن في العالم العربي والإسلامي هو ثورة جديدة. - ثورة مثقفين.. وإسلاميين - ولا تحتاج العين الى دراسات لتجد ان الإسلاميين يقودون الآن العالم العربي كله. نقلاً عن صحيفة الرائد 21/2/2011م