لعلها المرة الأولي، وبحسب خبراء سودانيون ربما تكون الاخيرة التي يتعرض فيها البث التلفزيوني الفضائي للفضائية السودانية لهذا القدر الكبير من التشويش فقد أقر التلفزيون السوداني – الجمعة الماضية – بوقوع عملية تشويش خارجية طالت بثه على القمر الصناعي المعروف (نايل سات)، وقال مدير الادارة الهندسية بالتلفزيون السوداني ان التشويش لم يقتصر على التلفزيون السوداني ولكنه شمل (14) قناة عربية وأشار مدير الادارة الهندسية الى ان نايل سات والتي مقرها العاصمة المصرية القاهرة هي الجهة الوحيدة الادرى بحقيقة ما جري ومن ثم هي الاقدر على معالجة الامر. والواقع أن ما يمكن وصفها بحرب التشويش الفضائي بدات تظهر معالمها في الاونة الأخيرة، فقبل نحو عامين تقريباً اتهمت قناة عربية جهة عربية بتعمد التشويش بأن (مباريات رياضية) وقالت القناة أنها استطاعت (اكتشاف) الامر لاحقاً وأنها بصدد مقاضاة تلك الجهة . وفي الاحداث الاخيرة التي جرت في مصر (احتجاجات ميدان التحرير) والتي انتهت بسقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك فان قناة الجزيرة الفضائية شكت مر الشكوى من عملية تشويش حادة للغاية اتهمت القناة نظام مبارك به، وقال موقع الكتروني فيما بعد أن مهندسين اسرائيليين استخدمهم نظام الرئيس مبارك في ذلك الوقت للتشويش على قناة الجزيرة وهو امر لم تنفيه أو تؤكده أي جهة محايدة في مصر وأن كانت جهات عديدة لا تستبعده تماماً، حيث يقول مهندس خبير في هذا الصدد هاتفته (سودان سفاري) أن التشويش الفضائي لم يعد سراً كما لم يعد أمراً صعباً، فهو يستلزم فقط وضع اجهزة معينة بأرقام كودية معينة في منطقة معينة بحسابات محددة ولكن هذه الأجهزة ليست متاحة للعامة وفي الغالب تحوز عليها اجهزة مخابرات محترفة في بلدان بلغت شأواً عظيماً في التقنية الالكترونية ولم يستبعد الخبير أن يكون وراء التشويش مخابرات اسرائيلية على غرار ما شاع عن ما جري في مصر أيام احتجاجات ميدان التحرير ويشير الخبير الى أن الرئيس القذافي يقال ان لديه صلات قوية بعناصر اسخبارية ، كما ان المقر الحصين الذي يقيم فيه في باب العزيزية في طرابلس والذي تبلغ مساحته (6ألف مرت مربع) وفيه ثلاثة سوار محصنة وقوية يحتوي فيما يحتوي على كافة وسائل التحكم في الاتصالات ومن بينها بالطبع اجهزة حديثة معقدة صالحة للتشويش . وربما لا يكون تلفزيون السودان في حد ذاته مقصوداً فكما ثبت فان هناك (14) قناة عربية تم تشويشها معه ولكن يكون التردد الذي يبث عليه قد تأثر جراء التشويش على ترددات القنوات المقصودة بالتشويش وفي مقدمتها قناة الجزيرة. وعلى أية حال فان عملية التشويش سواء كانت بفعل فاعل بعينه او جاءت بالمصادفة – مع استحالة هذه المصادفة – فهي عديمة الجدوي كونها تزيد من اهتمام المشاهدين وترفع حس الاستطلاع ومحاولة معرفة ما يجري فنتيجتها عكسية تماماً!!