ما يحدث في ليبيا هو شأن ليبي على الرغم مما أسفر عنه من إزهاق للأرواح، ويمكن أن يضع هذا البلد العربي على طريق وعر، إلا ان صمت ما يسمى المجتمع الدولي خلال الأيام الأولى لاندلاع الاضطرابات ومن ثم ارتفاع وتيرة تصريحاته وردود أفعاله في اليومين الماضيين لدرجة مطالبة الولاياتالمتحدة الأميركية باستخدام القوة، ينذر بخطر أكبر ويثير الكثير من الشكوك في النيات المبيتة تجاه هذا البلد. والسؤال الملح في أذهان المراقبين والمتابعين هو: لماذا أصرت الإدارة الأميركية على تضمين قرار مجلس الأمن الدولي بنداً يجيز استخدام كل الوسائل لضمان الاستقرار في ليبيا حسب زعمها؟ ولماذا الفصل السابع الذي يجيز استخدام القوة العسكرية إذا كانت النيات سليمة وتخدم مصالح الشعب الليبي؟ إن الأمر برمته ليس دفاعاً عن الديمقراطية ولا صيانة لمصالح الشعب العربي في ليبيا ولا ضماناً لعدم إزهاق الأرواح على الرغم من مرارته، وإنما مناورة أصبحت مكشوفة ومفضوحة هي خشية هذا الذي يسمى المجتمع الدولي من أن تتطور الأمور إلى حد قد يؤدي إلى تنفيذ التهديد بقطع تدفق النفط، وهذا هو مؤشر الديمقراطية الغربية ولبها وليس أي شيء سواه، ولو كان الأمر غير ذلك لوجدنا هؤلاء الغيارى على أرواح الآخرين تحركوا أثناء العدوان الدموي الصهيوني على غزة، واتخذوا قراراتهم لوقف المجزرة التي استخدمت فيها جميع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً. إن اتخاذ القرار الذي تم بالأمس في مجلس الأمن تحت الفصل السابع يحتم على الليبيين جميعاً اليقظة والحذر الشديدين لإدراك ما يحاك لبلدهم واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بمنع أي سبب يوفر فسحة لموطئ قدم غربي على الأرض الليبية، لأن ذلك سيكون أسوأ بكثير من الوضع الحالي والماضي. ولذلك فإن المطلوب من الجميع تحمل المسؤولية للحفاظ على استقلال ليبيا وسيادتها على أرضها، وصيانة حقوقها في ثرواتها، وعدم تركها نهباً لمن كانوا ولا يزالون يبيتون للعرب عموماً كل أشكال النهب والاستغلال والاستعمار والشر، ولنا في الفيتو الأميركي الأخير ضد مشروع القرار العربي الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية العبرة والموعظة. المصدر: تشرين السورية 28/2/2011