وصل رئيس الجمهورية المشير عمر حسن البشير مساء امس «الجمعة» إلى مدينة سرت الليبية مترئساً وفد السودان المشارك في القمة العربية العادية الثانية والعشرين والتي تعقد يومي 27 - 28 من مارس الجاري ووكان في استقباله الرئيس معمر القذافي رئيس الجمهورية العربية الليبية وتبحث القمة خلال جلساتها 26 بندا تتناول قضايا العمل العربي المشترك في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية. وكان القائد الأممي الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي استبق القمة العربية الملتئمة بمدينة سرت بليبيا اليوم «السبت» بعقد لقاء أمس الأول «الخميس» مع القوى السياسية والاجتماعية السودانية وذلك بمبادرة من حركة اللجان الثورية في السودان. وتناول اللقاء موضوعات القمة العربية والآراء في القضايا القومية العالقة بهدف تشجيع المؤتمرين على اتخاذ قرارات تصب في صالح الأمة العربية وحل الإشكالات في ربوع الوطن العربي. وتعهّد القذافي بأن تحظى قضية السلام في دارفور باهتمام بالغ وسط المؤتمرين في ضوء المناقشات، وأكد على ضرورة تجنيب دارفور شبح المزالق والاستهدافات الخارجية، وقال إن مشكلة دارفور حلها بيد السودانيين وأنه لا فكاك أبداً من الحل الدارفوري الدارفوري مهما دارت المفاوضات بالخارج. وشنَّ القائد الأممي معمر القذافي هجوماً عنيفاً على بعض حركات دارفور المسلحة، وقال إنها ارتمت في أحضان الصهيونية الدولية لا سيما حركة عبد الواحد محمد نور، وقال إن كل حركات دارفور بمسمياتها المختلفة لا تقصد تحرير السودان بل جره للاستعمار، وقال إن بعض الحركات تحمل أسماء براقة مثل (تقدمية وعدل وتحريرية) ولكنها عملياً غير موجودة على أرض الواقع. كما شنّ القذافي هجوماً على المنظمات الأجنبية العاملة بدارفور ووصفها بالاستخبارية، ودعا أهل السودان على وجه العموم وأهل دارفور على وجه الخصوص للتحرك لإبطال مطالب بعض الحركات. وقال إنها ليست مطالب أبناء دارفور، وتساءل ماذا تفعل المؤتمرات الدولية لحل أزمة دارفور طالما هناك مصالح وراء المفاوضين؟ وعن مسيرة السلام في السودان ومآلات الوحدة والانفصال أكد القذافي على ضرورة أن تكون هناك وحدة حتى يضمن الجنوب تطوره ونشأته وحتى لا يصير دويلة صغيرة تكون مطمعاً لدول الجوار ودول الاستكبار. وقال: إننا مع وحدة السودان لأن الانفصال سيجعل الجنوب حماماً من الدم جراء الحروب القبلية، وأردف أن التقسيم هو سابقة خطيرة للمنطقة الأفريقية بما يرميه من ظلال سالبة هنا. وعبَّر القائد الأممي عن وقفته مع السودان وقيادته داحضاً ادعاءات المحكمة الجنائية الدولية بقوله (لماذا لا يحاكمون الذين دمروا شعبي العراق وفلسطين)، وأضاف: ما يقوم به الرئيس السوداني من محافظة على وحدة البلاد هو واجب دستوري. ومن جهة أخرى، أكمل وزراء الخارجية العرب اللمسات النهائية لمشروع البيان الختامي الذي سيودع منضدة القمة، الذي جاء التركيز فيه على السياسات الاستيطانية التي تنتهجها إسرائيل، كما جاء في التقرير الذي توصل إليه الوزراء العرب المصادقة على قرار يدعم الجهود المقدسية الفلسطينية العربية بمبلغ (500) مليون دولار وذلك في مواجهة الاستيطان الإسرائيلي للقدس وهو القرار الذي سيعرض على القمة للمصادقة النهائية عليه، كما تم الاتفاق على تعيين مفوض للقدس وذلك ضمن المناقشات التي تركزت على البند الرئيسي في جدول أعمال القمة وهو القدس وسبل الدفاع عنها. ومن جانبه أعرب الوفد السوداني عن إشادته بمواقف الزعيم الليبي في دعم الوحدة والسلام بالسودان. وشهدت سرت خلال اليومين الماضيين توافد قادة الدول العربية للمشاركة في القمة وتوقع مراقبون أن تكون القمة استثنائية وغير تقليدية.