العنوان أعلاه وبحذافيره كان هو الذى قاله الخبير البريطاني فى الشأن السوداني البروفسير (ديفيد هويل)، وفى سياق حديث مطول فى منبر الدبلوماسية الشعبية مجلس الصداقة الشعبية العالمية قال انه يري ان المحكمة فى طريقها الى الزوال معدداً أسباباً و اعتبارات قال إنها باتت تلقي بظلالها السالبة على طريقة عملها ، فى مقدمتها الكلفة العالية لتسييرها، كما ان المحكمة بات تسهم على نحو ملحوظ فى تعميق الأزمات و النزعات ، كونها تزيد من الموقف سوءاً بانتقائها و استهدافها للبعض دون الآخر و هو ما أدي لتوصيفها - بحسب هويل- بكونها محكمة مسيَّسة ، قامت بتسييس العدالة الدولية ، وعرَّج هويل على ما أسماه أسوأ نموذج تسييس حين لجأ مدعيها (لويس مورينو أوكامبو) الى اتهام الرئيس البشير بأن لديه حسابات سرية بمئات الملايين من الدولارات فى بنك (لويدز) البريطاني ، وسارعت الحكومة البريطانية – بغضب – لنفيه نفياً باتاً . وقد كشفت تسريبات ويكليكس سبب اتهام اوكامبو هذا ان أوكامبو سعي لتشويه صورة الرئيس البشير لدي الرأي العام العالمي و المحلي فى مسعي فاشل لدعم مذكرة الاتهام الموجهة ضده. هويل خلص من كل ذلك الى أن محكمة الجنايات الدولية بالصورة التى يدير بها اوكامبو الأمور و المواقف المخزية التى يتعامل بها تحتضر . سواء اتفقنا مع هويل أو اختلفنا معه فهو على اية حال قدم صورة منطقية لمآلات ومصير هذه المحكمة، فقد لاحظنا وفقاً لمتابعاتنا فى(سودان سفاري) ان صوت المحكمة منذ أشهر قد خفت تماماً ، بل لفّها الصمت المطبق وهو أمر مبعثه ان مدعيها العام كان قد أطلق تصريحات حادة بأنه حاصر الرئيس البشير و منعه من السفر ، بينما سافر الرئيس البشير عشرات المرات لمختلف دول العالم ، ومن بينها دول موقعة على ميثاق المحكمة و لم تستجب لمناشدات اوكامبو، وبذا فقد الرجل المصداقية ، ومن ثم نزع عن المحكمة نفسها مصداقيتها. من جانب ثان وقعت عشرات الجرائم التى تأذي منها الضمير الإنساني العالمي و اهتزت لها أركان الدنيا بأسرها والمدعي العام غير مبالي و لا عابئ مما رسخ فى أذهان العالم كافة ان المحكمة (مفصلة) على مقياس خاص للأفارقة وحدهم كعمل استعماري بطريقة مختلفة. من جانب ثالث فان دول العالم باتت على قناعة من استحالة إيجاد قضاء جنائي دولي ناجع و ناجز فى ظل تقاطع المصالح واختلاف الرؤي و المواقف، فالضعيف هو الذى يتم إخضاعه لها والقوى لا يخضع لها ، وعدالة بهذا الشكل من المستحيل تماماً ان تنجح بحال من الأحوال. و هكذا فان هويل – بطريقته الخاصة- توصل الى ذات النتيجة وفى خاتمة المطاف فان شخصية المدعي العام و طريقة تعاطيه هى التى زادت الطين بلّة !