خاص/ سودان سفاري تفاقمت الأوضاع بسرعة فى مثلث أبيي بجنوب كردفان ، وهو المثلث المتنازع عليه بين الشمال والجنوب و كانت قد تمت صياغة بروتوكول منفصل خاص به إبان التوصل الى اتفاقية السلام الشاملة الموقعة في يناير 2005م. بحسب الأنباء المتوفرة من عدة مصادر و وكالات أنباء أجنبية ، فان الجيش الشعبي يبدو متحفزاً لنزع المنطقة و ضمها للجنوب السوداني بالقوة ، حيث سبق ذلك شكاوي موثقة لأبناء قبيلة المسيرية المقيمين هنالك قالوا فيها ان مسئول إدارية أبيي يعمل على تحريض وحدات الجيش الشعبي ضدهم باستمرار فى إطار إستراتيجية تعتمدها الحركة الشعبية لفرض الأمر الواقع. و قد سبق فى سوانح عديدة ان أشار قادة من الحركة الشعبية فى مقدمتهم دينق ألور مسئول التعاون الدولي فى حكومة الجنوب، ان الجيش الشعبي قد فرغ – منذ أشهر – من وضع خطة لاجتياح أبيي و ضمها بالقوة الى الجنوب. فى الأيام القليلة الماضية بدأت نذر الحرب ، حيث سقط العشرات قتلي فى صدام قاده الجيش الشعبي ضد قبائل المسيرية ويعتقد مراقبون فى ابيي ان الجيش الشعبي بالفعل يبدو عازماً على إنفاذ خططه الرامية الى احتلال المنطقة ضارباً عرض الحائط بالبروتوكول الأمني و التفاهمات التى تمت مع شركائهم فى الحزب الوطني وقرارات هيئة التحكيم فى لاهاي . و تبدو الأمور على النحو الذى تجري به مرشحة للانفجار على الرغم من ان الحكومة المركزية فى الخرطوم دفعت بمسئولين كبار الي المنطقة – الجمعة الماضية – وجرت جلسات و حوارات مكثفة حول ما يمكن معالجة الأوضاع به . غير أن قبائل المسيرية من جانبها تقول إنها صاحبة حق فى المنطقة، وكفلت لها اتفاقية السلام الشامل الحق فى المشاركة فى الاستفتاء الذى من المقرر ان يجري فى وقت لاحق لتحديد تبعية المنطقة شمالاً أو جنوباً . و قد نجح الوفد الحكومي المركزي الذى بعثته الرئاسة السودانية –على اعتبار ان المنطقة تتبع إدارياً للرئاسة السودانية – فى كبح جماح حالة الانفجار و الاحتقان السائد، و هو نجاح يعتبر بكل المقاييس خارقاً ، كون ان الطرف المتضرر من استفزازات الجيش الشعبي و تعديه، هم قبائل المسيرية ، جري إرضاؤهم بتطمينات ، و طلب منهم ضبط النفس على أمل ان تنجح اللجان المشتركة و مؤسسة الرئاسة قريباً فى طي أزمة المنطقة وإنهاء الخلاف نهائياً . و فى ظل ما هو قائم الآن ، فان من الضروري ان نشير الى ان الحركة الشعبية تبدو غير مدركة لجسامة ما ظلت تفعله وتقدم عليه ، فالأمر ليس بهذه البساطة و من الممكن ان يتسبب تصرفها اللا مسئول فى نشوب حرب دامية بين الشمال والجنوب ، وهو أمر ليس من مصلحة الجنوب السوداني الذى لم يحتفل بعد بقيام دولته الوليدة !